الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

ضمن برنامج المصالحة الوطنية «وحدة وحده»

د. محمود جمعة: كيف نتخلص من السلبية ونتوافق داخل الوطن الواحد؟

تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ أبريل ٢٠١٢



أكد الدكتور محمود محمد جمعة، مستشار نفسي وتربوي وخبير التدريب في التنمية الذاتية للشركات والأفراد في الوطن العربي مدرب معتمد في مجال تطوير الذات، أن الوحيد القادر على قراءة ذاته هو الإنسان نفسه ولذلك وجب عليه اكتشافها، جاء ذلك خلال ورشتي «نحن» «تعزيز مفاهيم التسامح ومهارات التعامل مع الرفض من الطرف الآخر» وورشة «لا» «إرشاد جمعي للتخلص من المشاعر السلبية والتركيز على مساحة الاشتراك والتوافق داخل الوطن الواحد» ضمن البرنامج الإرشادي «التكيف مع الأزمات» الذي تقوم بتنظيمه اللجنة الوطنية للطفولة تحت رعاية وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي، ضمن برنامج المصالحة الوطنية الاجتماعية «وحِدة وحَده».
ويهدف الجزء الأول من الورشة إلى إكساب المتدربين مهارات التركيز على مساحة الاشتراك والتوافق لتدريب الأطفال على اكتسابها، وتتضمن عدة تدريبات وأنشطة يخضع لها المتدربين وهي وخاصة ببيئة التقبل غير المشروط، والاسترخاء الجسمي والذهني، ووصف الشعور والتحكم فيه، واستخراج الأفكار المرتبطة بالصورة والمشاعر المصاحبة، والتركيز على الايجابيات في الداخل، وتغيير الصور الذهنية وتعديل الأفكار، والتركيز على ايجابيات الآخر في الذهن، تمرين تخيل الحياة في ظل الصراع مع الآخر وفي ظل الاتفاق.
ويتطرق الجزء الثاني من الورشة إلى إكساب المتدرب مهارات تقبل الرفض من الآخر بمرونة، وممارسة الرفض للآخر بطرق ايجابية تضمن الحفاظ على إنسانيتهم والألفة معهم ويتناول طبيعة الرفض كضرورة إنسانية الرفض وعوامل ظهوره بين الطوائف وطرق الرفض السلبية والايجابية، ودور «لا» الايجابية و«لا» السلبية في بناء الشخصية وتأثير الرفض على مفهوم الذات والتواصل والحوار بين شركاء الوطن وأسس التدريب على تقبل «لا» من الآخرين التحكم في الأفكار التلقائية التي تظهر في مواقف الرفض التحكم في المشاعر والفسيولوجيا السلبية المصاحبة للرفض من الآخرين المختلفين، بالإضافة إلى مهارات توكيد الذات ودورها في مواجهة الرفض السلبي، وطرق تجنب قول «لا» استخدام المجاز في الرفض للمحافظة على جودة التواصل مع شركاء الوطن، دور التقبل والتسامح في تحسين مهارات الرفض بين الطوائف وطرق تدريب الطفل على التعامل الايجابي مع الرفض.
ويشير الدكتور جمعة إلى أن منهج الورشة يقوم على ممارسة العمليات الوظيفية الأســاسية في الإرشاد النفسي وهي عملية الاستكشاف والاستبصار والفعل وسـيركز على الاستكشاف والاستبصار على اعتبار أنها العمليات الأكثر أولوية عند ممارسة العــــمل الإرشادي، بجانب أن نجاح هاتين العمليتين يؤدى بدوره مباشرة إلى الفـــعل، مبينا ضرورة، تقبل الآخرين بسهولة وبساطه مع عدم وضع أي شروط لتقبل الآخرين، واستمداد التواصل من منظومة المشاعر والأفكار والأفعال، مع عدم إخفاء وتنكر وتتجاهل المشاعر والاهتمام بها واحترامها، تعمل بقوة مع المشاعر.
وقدم المستشار التربوي د. محمود جمعة بعض الأمثلة والتمارين المتنوعة التي لمساعدة المتدربين على ممارسة تدعيم مهارات التقبل والتسامح في الوطن (مملكة البحرين)، وتعتمد إدارة هذه الأنشطة على المهارات الإرشادية ومهارات التواصل وإدارة الحوار الإرشادي والعلاقة الإرشادية ويمكن أن تؤدى نتائج ايجابية وطيبة في حالة توافر الخبرة والمهارة.
وعلى هامش الورشة أكد الدكتور محمود محمد جمعة أن مشاركته في ورش «لا: نحن» تركز على فكرة التسامح والغفران وتقبل الأخر والنظر للوحدة الوطنية وضرورة النظر إلى مساحة الاشتراك والتشابه بين كل طائفة والتبادلية بينهما، كي يصلوا إلى الاتفاق والتركيز على الرؤية والتفاهم المشترك وذلك عن طريق إجراء بعض التمارين مشيرا إلى توقعاته بان يستفيد من هذا البرنامج 80% من المتدربين المشاركين في الورشة.
وأوضح د. جمعة إن الورش تهدف إلى تعظيم استفادة المتدريبن بالمهارات الأساسية التي تتعامل مع الاستبصار، الاستكشاف والفهم، ويتم تدريبهم على هذه المهارات واستفهامها عن طريق تفريغ المشاعر والتعبير وتقليل شروط القيمة وانطلاق الذات الحقيقية وتحليل الذات المزيفة وكيفية ممارسة هذه العمليات من خلال النشاط العملي مع الطفل.
وعن مدى استفادة المشاركات في هذه الورش عبرت عدد من المشاركات عن مدى استفادتهم منها، وخاصة إنها تتعلق بطبيعة عملهن، وفي هذا السياق قالت الباحثة الاجتماعية بالنيابة العامة نورة الدوسري من خلال عملي في قضايا الإحداث أتعامل مع المشاركسين الذين تم القبض عليهم في أعمال الشغب والتخريب، وهذه الفئة لديها أفكار وقناعات متطرفة، ودوري تغير هذه القناعات بما يجعلهم يتقبلون الطرف الأخر لإعادتهم إلى المجتمع بفكر أخر يصب في صالحهم وصالح الطرف الأخر والوطن، وارى إن البرنامج ككل سوف يحدث تغير شامل من خلال إعادة دمج فئات المجتمع، وخاصة وانه يستهدف فئة الأطفال، وسوف تشارك إعداد كبيرة منهم في معسكر يحمل اسم «فرسان السلام».
أما الأخصائية الاجتماعية بالنيابة العامة فاطمة عقيل فقيهي فتقول: لم أكن أتخيل أن تكون الدورة بهذه الدرجة من الاحترافية وكان انتقاء المحاضرين بدقة وعناية تامة وأسلوبهم يعتمد على الجانب العملي أكثر من النظري وهذا ما كنا نحتاج إلية كأخصائيين في مجال التدريب والاستفادة، حيث اكتسبنا مهارات جديدة ساهمت في صقل شخصياتنا وتنمية ثقتنا بذاتنا وتقبل الآخرين وفتحت لنا أفاق ومدارك أوسع للابتكار بعيد عن الروتين والتنظير، وعن كيفية التعامل مع الأحداث الجانحين باعتبارهم في الأساس ضحايا ظروف عدة قبل أن يكونوا متهمين، ولا يسعني أما هذه الاستفادة سوى تقديم الشكر لكل من قام بترشيحي للاستفادة من هذه الدورة التي تعد أفضل الدورات التي حضرتها على الإطلاق، كما توجه بالشكر الجزيل لوزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية على تنظيمها لتلك الورش وخاصة وإنها تشمل الطائفتين كي يكون هناك تقبل للأخر من خلال التحاور. تجدر الإشارة إلى ان انطلاق أعمال مشروع وطني هو من أجل مساعدة الطفل البحريني على قبول الآخر المختلف، وتعزيز التفكير الايجابي، والتعامل مع الآثار النفسية للأزمة، واستخدام بدائل ايجابية للعنف ضمن فعاليات حملة المصالحة الوطنية «وحدة وحده» في مرحلتها الثانية التي بدأت فعالياتها بتاريخ 26 مارس وتستمر حتى 22 مايو 2012 في المركز الوطني لدعم المنظمات الاهلية.