قضايا و آراء
ذاكرة التاريخ
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ أبريل ٢٠١٢
اشكر الأخ الاستاذ خليل بن محمد المريخي لإهدائي كتابه القيم «ذاكرة التاريخ» الذي دون فيه بعض أحداث ووقائع تاريخ مملكة البحرين الاجتماعي والحضاري المشرق وأبرز فيه الماضي الجميل والوفاء للماضي والحاضر لأعمال جليلة ومهمة قام بها العديد من رجال البحرين الأوفياء الاوائل والشكر موصول الى معالي الأخ الشيخ فواز بن محمد بن خليفة آل خليفة رئيس هيئة الاعلام لموافقته على طباعة الكتاب لدى مطبعة الاعلام.
اشتمل الكتاب على أحداث مهمة في تاريخ الوطن الغالي وفى وجدان الشعب الوفي الذي عاش على مر العصور في اخاء وصفاء ومحبة مع جميع مكوناته.
عبر المؤلف عن أحاسيس ممزوجة بالأحداث بعفوية صادرة عن قلب مخلص في حب الله والوطن وحكامه والمواطنين والمقيمين بأسلوب بسيط ولكنه راق مما جعل الأحداث تنساب في وجدان القارئ الكريم وتحفزه إلى قراءة الكتاب باهتمام وتمعن ليعايش تلك الأحداث الجميلة.
اشتمل الكتاب على صور تاريخية نادرة واختار المؤلف عناوين الفصول بعناية وفق أحداثها وكانت معبرة كقوله: هم المواطن .. الهم الأكبر لحكام البحرين فقد كان من أولويات حكام مملكة البحرين خاصة منذ الانفتاح الحضاري على العالم والأخذ بالنظم الحديثة التي بدأت في عهود المغفور لهم باذن الله أصحاب السمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وواصل عليها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى تخفيف أعباء ومسئوليات المعيشة عن المواطنين.
أذكر بعض الأحداث التي ذكرها المؤلف باختصار وهى: الاحتفالات بأعياد جلوس الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة التي كانت تستمر مدة ثلاثة أيام وتعم المدن والأسواق التي كانت تزين بالأعلام واللافتات وكانت الفرق الشعبية تنتشر في كل مكان، قصة وفاء الكلبة السلوقية حوشه، السابقون الأولون في طلب العلم، انشاء بلدية المنامة في سنة 1919 وكانت أول بلدية في دول المنطقة وثالث بلدية في العالم العربي، الأمراض المعدية والمحجر الصحي في قلعة بوماهر، أول عيادة طبية، زيارات متبادلة بين المواطنين والمقيمين خلال احتفالات أعياد الفطر، الأضحى، عيد الميلاد والسنة الميلادية، احتفال السيد تشارلز بلجريف مستشار حكومة البحرين بليلة السنة الميلادية باقامة سرداق كبير في حديقة منزله يدعو اليه عددا كبيرا من المديرين والمسئولين في حكومة البحرين والتجار ورؤساء الشركات والبنوك ويصاحب هذا الاحتفال قيام فرقة من موسيقى الشرطة بعزف أجمل الألحان، أصدار الحكومة بطاقة التموين خلال الحرب العالمية الثانية، العيون الطبيعية التي كانت مضرب الامثال في دول المنطقة كعذاري، ام شعوم، الحنينية وبوزيدان، نزول الامطار وامتلاء وادي البحير الموجود في الرفاع من أوله إلى آخره بمياه الأمطار، أول ميزانية في سنة 1924، أول احصاء للسكان في سنة 1941 ومعلومات عن الدول التي أجرت أول احصاء، شارك أكثر من 15 إلى 18 طبيبا يمثلون دول المنطقة في اجتماع في سنة 1948، انشاء أول جمعية طبية مكونه من أطباء عاملين في مستشفيات النعيم، الارسالية الأمريكية، فكتوريا التذكاري وعوالي في سنة 1955، رفض المستشار محاولة الأديب عبدالله الزايد تأسيس أول جمعية خيرية باسم لجنة الهلال الاحمر ولكن المغفور له باذن الله الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة وكان وزيرا للمعارف في ذلك الوقت وافق على انشائها تحت مسمى لجنة مساعدة الفقراء وكانت باكورة أعمالها انشاء ملجأ للأيتام، العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، أسماء منتسبي الفيلق البحريني العسكري خلال الحرب العالمية الثانية، مجلس رائد النهضة الأدبية والثقافية المغفور له باذن الله الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة وكان مجلسه ملتقى ومنتدى ادباء ومثقفي البحرين وذكر المؤلف بعض رموز الأدب والثقافة منهم المغفور لهم باذن الله الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، عبدالله الزايد، قاسم الشيراوي، عبدالوهاب بن حجي الزياني، عبدالرحمن بن محمد الزياني، الشيخ محمد صالح يوسف، انشاء النادي الأدبي في سنة 1920 والاخاء الأدبي ونادي البحرين ونادي الطلبة الذي تغيرت تسميته إلى نادي الاصلاح والآن جمعية الاصلاح، انشاء المكتبة الخليفية في سنة 1954، حرص الطبيب سنو مدير الخدمات الطبية انذاك وكان يسكن في مبنى يقع فوق صيدلية مستشفى النعيم على ألا يضع في مسكنه أكثر من أربعة مصابيح كهربائية لتجنب الاسراف في ممتلكات الحكومة، تميز المديرين في ذلك الوقت بدقة المواعيد، افتتاح جسر الشيخ حمد، نقل ميدان سباق الخيل من العدلية إلى سافرة، انشاء حديقة الباخشة، صورة نادرة تجمع الأديب عبدالله الزايد، قاسم الشيراوي، عبدالرحمن القصيبي بالملابس الافرنجية، الحنين إلى مدينة المحرق وهي ذكريات وحكايات خالدة في اذهان سكان المدينة العريقة واستعان المؤلف بأبيات من شعر المرحوم باذن الله الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة:
رأيت بيوت الطين والجص أصبحت بها من هزيم العاصفات شقوق
وقد أوت الاغراب من بعـد أهلهـا فما في المباني جابـر وعتيق
لقد نزحوا عنها وصـارت قديمــة فليس بها لي صاحب وصديـق
ومن شعر الشاعر المرحوم باذن الله عبدالرحمن بن جاسم المعاودة:
يحن فؤادي للمحرق اذ بها زمان الصبا حين الفؤاد طليق
ولكنها الدنيا تدور بأهلها فلله شأن في العباد وثيـق
ومن شعر الشاعر مبارك العماري من قصيدة القاها امام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في احتفال اقيم في نادي المحرق بمناسبة تكريم الرواد والمبدعين من اهالي مدينة المحرق في سنة 1996:
يا درة البـحــر نشــت حتــى فاحت أريج من الريحان والياسي
انتي هوى الروح وين تروح تسري به وانتي معي حيثما يممت رأسي
لمسة وفاء من المؤلف بذكر السيرة الذاتية لبعض الصفوة الطيبة من الرواد الاوائل الذين أرسوا حجر الأساس لاقامة ادارات الدولة الحديثة منذ عشرينيات إلى خمسينيات القرن الماضي بقوله:
«اننا نذكرهم اليوم ونذكر بهم الأجيال الحاضرة والقادمة حتى لا تنطوي أسماؤهم ضمن صفحات الماضي وتختفي مع مرور الزمن.
اتمنى على وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور حث أبنائنا الطلبة على قراءة الكتاب حتى يلموا بأحداث الوطن التاريخية وحكامها ورجالاتها ونسائها وشبابها وروادها الاوائل الذين كانت لهم مساهمات جليلة لا تنسى في كثير من المجالات.
لم يذكر المؤلف في كتابه رائدا من الرواد الأوائل أثرى القراء الكرام بمقالات صحفية مميزة وكتب وثائقية زاخرة بالأحداث والمعلومات القيمة تفيد الباحثين والمؤرخين والمهتمين بتاريخ مملكة البحرين وأعمال وسير رواد شباب البحرين خلال بداية القرن الماضي وأسهم ومازال في كثير من الأعمال الاجتماعية والتطوعية والثقافية والخيرية والرياضية وكان من مؤسسي جمعية الهلال البحريني وعمل في ادارة الصحة العامة مدة 45 عاما وأسهم مع أخيه السيد محمد رحمة التاجر رحمه الله في إنشاء وتنمية العديد من الخدمات الصحية وهو الأخ العزيز الاستاذ خليل بن محمد المريخي.