أخبار البحرين
النائب العمادي:
نحن ضد ثقافة العري والتعري والرقص والمجون والشذوذ
تاريخ النشر : الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢
نص مرافعة النائب محمد العمادي في قضية وزيرة الثقافة
فيما يلي نقدم نص مرافعة النائب محمد إسماعيل العمادي في قضية الحوار مع وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في جلسة مجلس النواب أمس.
في البداية أريد أن أؤسس لحديثي فأقول: الثقافة كما يعرفها البعض هي أسلوب حياة يلمسه الآخرون في سلوكك قبل أن يلمسوه في فكرك وحديثك وان يترجم الفكر الذي تحمل في سلوك في المجتمع.
ودعوني أقتبس من ويكيبيديا التالي: (الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وثقف ثقفا أي صار حاذقا خفيفا فطنا. واستعملت الثقافة في العصر الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات. والثقافة ليست مجموعة من الأفكار فحسب ولكنها نظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب...).
ولا نستطيع قياس الثقافة بحصر الشهادات التي نحمل أو الكتب التي قرأنا أو البلدان التي زرنا أو الحفلات والمؤتمرات، فما القراءة والدراسة والسفر إلا روافد صغيرة من روافد الثقافة الكثيرة والمتنوعة. وكون الواحد منا متعلما أو قارئا أو رحالا متبحرا لا يجعله بالضرورة مثقفا، فبالرغم من أنه صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يجيد القراءة أو الكتابة فإنه استطاع أن يؤسس دولة حضارية أثرت في الحضارات الأخرى وتأثرت بها، وظلت قرونا عديدة رافدا للثقافة والمعرفة في العديد من هذه الحضارات، فنحن أصل الثقافة والحضارة، لذا فنحن ندعم الثقافة ولا نختلف على أهميتها لكونها المقياس الذي تقاس به حضارة الشعوب وتقدمها، ولكن الثقافة الهادفة التي تتفق وشريعتنا الإسلامية الغراء التي تبني ولا تهدم، والتي تغذي العقل والروح ولا تمتهن الجسد، والتي تزرع شعور الانتماء إلى ديننا ووطننا وتعزز بداخلنا هويتنا العربية والإسلامية، لا التي تهدف إلى سلخ هذه الهوية العربية والإسلامية وتستورد ثقافة لا تتناسب وطبيعة مجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
الثقافة لا تعني السفور والإسفاف والمجون والعري، ولا تعني حفلات راقصة وماجنة واختلاطا فاحشا، ولا تعني التأثر بكل المستورد أيا كان، فهذه ليست ثقافة وإنما سطحية وتفاهة ومحاولات لتغييب ثقافتنا التي تأثر بها العالم على مدار التاريخ.
أما بالنسبة إلى تعليقي على إجابة وزيرة الثقافة لسؤالي المتعلق بربيع الثقافة الذي تقيمه الشيخة مي -ولن أقول الوزارة- كل سنة في البحرين ويثير ما يثير من جدل حول فعالياته المختلفة كل عام، ذلك أن عناصر الثقافة التي تحويها فعاليات ربيع الثقافة تكاد تكون كلها مستوردة من ثقافات غريبة على مجتمعنا بل شاذة عنه، بل في كثير من الأحيان تتعارض مع عاداته وتقاليده ودينه وقيمه، فقط لأن الوزيرة سافرت وشاهدت عرضا أعجبها شخصيا فأتت به تحمله لنا هنا!
ومع تقديرنا لنشاط الوزيرة وتحركاتها المختلفة في البلد من أجل تحريك الحياة وكونها إحدى قلائل الوزراء الذين يعملون وينتجون وهذا مشكور ومشهود لها.. فإنها يجب في المقابل أن تسمع الطرف الآخر.. فكل من يعمل معرض للخطأ ولا أحد معصوم عن الزلل، ولكن نحتاج إلى أن نستمع إلى بعضنا حتى نستطيع تقييم أعمالنا، أما إذا بقينا في بروج عاجية نعتقد ما نفعل صوابا والبقية خطأ.. فنحن كمن يسير من غير بوصلة في بحر الحياة المتلاطم.
(نماذج من حفلات الأعوام السابقة، التي بحّ صوت النواب في حربها) هل هذه هي الثقافة التي نريد؟؟!!
وأقول للوزيرة: كما قلت سابقا نحن ندعم الثقافة المحترمة التي تغذي الروح والعقل ونحن ضد الثقافة المستوردة التي لا تحترم ثقافتنا الإسلامية والعربية وتقاليدنا، نحن ضد ثقافة العري والتعري والرقص والمجون، ضد ثقافة الشذوذ، نحن أصحاب ثقافة وحضارة عريقة، لا تقبل أن تختصر الثقافة في رقص وراقصة يأتون حركات شاذة وإيحاءات جنسية، لا نقبل أن نستورد السفور والإسفاف ونغيب ثقافتنا وحضاراتنا، ماذا فعلت الوزيرة بحضارتنا وثقافتنا؟ وهل اهتمت بها كما ينبغي؟ وهل قامت بما ينبغي القيام به في تعزيزها في نفوس أبنائنا وبناتنا وفي نفوس جميع الشرائح في المجتمع؟ وإذا ما كانت الثقافة هي تبادل الحضارات والمعرفة بين الشعوب فهل قامت الوزيرة بتسويق حضاراتنا إلى الخارج أم أنها فقط تستورد ما نشاهده في الحفلات والفعاليات من أعمال نخجل منها.
لتقل لي الوزيرة ما هي أنواع الثقافات التي استوردتها وكانت حريصة عليها سوى ثقافة الأغاني والحفلات، لتقل لنا ما هي الاستفادة التي قدمتها للمجتمع البحريني سوى بعض الأغاني والرقصات، وهل يصح في ظل ما يعانيه الكثير من الشعب البحريني من ظروف معيشية صعبة أن تنفق الوزارة مئات الآلاف من الدنانير بل الملايين على حفلات هابطة لا ترقى إلى الذوق العام.
وللأسف الشديد تتحدى الوزيرة كل الدعوات التي أطلقها النواب والكثير من الدعاة لإيقاف الفعاليات نظرا إلى الظروف التي تعيشها البلاد وتضامنا مع الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة بشرية من قبل نظام دموي.. تضامنا مع الأطفال التي تذبح في الطرقات والنساء التي تُعرى وتتعرض لهتلك الأعراض، كنت أنتظر من الوزيرة أن تحترم مشاعرنا ومشاعر العرب والمسلمين، كنت أنتظر منها أن تتضامن مع الشعب السوري فتعرض حضارته وتاريخه العظيم وتعري تاريخ هذا النظام النصيري الذي سام شعبه سوء العذاب، لكن للأسف الشديد لم تعر الوزيرة نداءاتنا أدنى اهتمام ومضت قدما في استيراد الراقصين والراقصات والمغنين والمغنيات لإقامة مثل هذه الفعاليات الثقافية الهابطة التي ينفق عليها من أموال الشعب، والشعب بريء منها ولا يرغب فيها، وهو متعطش إلى ثقافة جادة تغذي عقله وروحه.
كان الأجدى بوزارة الثقافة أن تواكب الظروف المحيطة بنا وتقيم فعاليات خاصة بالمخططات التي تحاك لوطننا وتشرح للشعب التاريخ التآمري للمتربصين بدولتنا وتقوم بحملة توعية للمجتمع بأسره، لكنها للأسف الشديد انشغلت بالرقص والغناء.
(تصريح للوزيرة)
هنا مكمن الاختلاف -الجمهور عاوز كده- ربيع الثقافة سيستمر!!!
الوزيرة لا تسمع لأحد- هي فقط الصح!!
فالوزيرة بنفسها في التصريح نفسه تشير إلى وجود لغط مثار حول هذه الفعاليات، وفي الوقت نفسه فهي تصر على رأيها وكأن أحدا غير موجود.
استغرب من يحدد ما يريده شعب البحرين اليوم أو بصورة أدق من الأقرب إلى الشارع البحريني اليوم؟ النواب أما معالي الوزيرة؟
فإذا كانت معالي الوزيرة تؤمن بالعملية الإصلاحية لجلالة الملك وبالديمقراطية في البحرين فإنها بلا شك تؤمن بأن النواب الموجودين يمثلون رغبة شعب البحرين وصوته الذي يوصل مطالبة إلى السلطة التنفيذية كما نص بذلك دستور المملكة.
وأعتقد أن الوزيرة سمعت جيدا ما أبداه النواب سابقا من رغبة بإيقاف فعاليات هذا الربيع وإيقاف المهرجانات في عموم البلد، وذلك تآزرا وتضامنا مع إخوان لنا في الدين وفي الإنسانية، تراق دماؤهم كل يوم وتنتهك أعراضهم كل حين على يد طاغية من طواغيت العصر حتى باتت أشلاؤهم تعرض يوميا في مختلف وسائل الإعلام ولا ينكرها إلا أعمى بصر أو بصيرة.
نعم.. طالبنا بإيقاف الرقص والغناء على أشلاء الأبرياء. فبدلا من مساندتهم وتوجيه مصاريف هذا المهرجان -وما أدراك ما مصاريف هذا المهرجان!- يكفي أن نعرف أن أحد المغنين تسلم مليون دينار، وأن هناك فرق الدم دم دم.. كانت على ضيافة البلد طيلة شهر كامل بحجة البروفات تأكل وتلهو من حساب الشعب.. والوزيرة تقول بس 218 ألف هي ميزانية الفعاليات! من وين الباقي؟!
أقول بدل من توجيه هذه الأموال إلى نصرتهم وحمدا لله على نعمته أن أنقذ بلدنا من مصيبة للتو خرجنا منها والغريب أن العدو الذي استهدفنا هو نفسه العدو الذي يستهدفهم اليوم؟
فلا اتعاظ ولا اعتبار بل ذكرني هذا الحال ببني إسرائيل.. فحين أنقذهم الله من فرعون بأن شق لهم البحر ليعبروا وأهلك عدوهم بإطباق البحر عليه، فأول ما فعلوه حين لم تجف أرجلهم من مياه البحر بعد أن قالوا لموسى: «اجعل لنا إلها كما لهم آلهة».
سبحان الله أليس هذا هو واقعنا اليوم، فعلا الجمهور عاوز كده! وماذا عن الله سبحانه وتعالى؟! أيرضى ذلك.
نحن طلبنا إيقاف هذه الفعاليات أسوة ببعض الدول المجاورة التي أوقفت مهرجانات أهم ولها شأن في بلدانها من دون الحاجة إلى طلب النواب أو إثارة البلبلة.. وكان بودنا لو تم ذلك طواعية، فنحن أولى أن نساند اخواننا في محنتهم بعد أن شربنا من نفس الكأس التي يشربونها الآن.
ونحن أولى أن نعود إلى الله ونتوب إليه، لا أن نجلب المنكر والمغنين والمغنيات والراقصين والراقصات والمتفسخين والمتفسخات!
كيف بالله عليكم يصطلح حالنا؟ كيف يعود أمننا؟ كيف؟
أكرر: نحن مع ثقافة لا تتعارض مع هويتنا الإسلامية والعربية.
أما أن نجلب كل زبالة وكل ما أعجب فردا واحدا وندعي نقل ثقافة الشعوب فذلك مرفوض.
ولعل الوزيرة هي فقط من يفهم في الثقافة وكل الناس -وخل عنكم احنا النواب- كل الناس ما تفهم في الثقافة إلا الوزيرة!
بالله عليكم ما عندنا في شعوبنا العربية والإسلامية فرق ثقافية؟ وهل الثقافة فقط في الفرق الغنائية والراقصة؟ هل الثقافة هي دم دم دم؟
هل الثقافة في هالفرق اللي والله ما عرف حتى انطق اسماءها.. قارع طبول، فرقة شينجيانج، تايكو، خوليو، وغيرها. أكرر، مشكلتنا في أن الوزيرة لا تسمع لأحد ولا تريد أن تسمع لأحد، وانها لا تضع اعتبارا لأي كان وخير مثال ما حدث البارحة في المحرق.. هل ترضى الوزيرة أن تلوث سمعة جدها التقي ذي الدين؟
أسأل الوزيرة هل رأيتِ كيف انتفض المجتمع البحريني ضد هذه الفعاليات وضد إقامتها في هذا الوقت بالذات؟
هل عملتِ استطلاعا لمعرفة آراء الناس حول هذه الفعاليات؟!
ولم الإصرار على لون واحد من ألوان الثقافة منذ 2006؟
فأين المؤتمرات العلمية؟ وأين الندوات؟ وأين المحاضرات؟ وأين الدعاة وأين الإسلام؟ أليست هذه من الثقافة؟
حتى معرض الكتاب لم نجد له كل هذا التطبيل الذي صاحب الفعاليات السابقة إلى درجة أن بعض تلك الفعاليات نشرت لها إعلانات نصف صفحة ملونة في كل الجرائد فقط لإرشاد الناس كيف يوقفون سياراتهم وكيف يدخلون؟
نحن كلنا أمل أن تقتنع الوزيرة بأن هناك طرفا آخر ليس بالضرورة عدوا لك أو للثقافة إنما يريد أن يوصل صوته، فهل كثير على الشعب البحريني أن يسمع له! كما نريد أن نرى بلادنا بخير وأن تعمها الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تستقيم مع فطرة أهل البلد ولا تعارض رب هذا البلد، كما بودنا لو نرى مثل هذا الكرم الحاتمي من حكومتنا ومن القطاع الخاص الذي تبرع لفعاليات الربيع، أن نرى كرما حاتميا في المقابل للشعب البحريني المحتاج في راتبه وفي بيته من خلال حل مشكلة الإسكان وغيرها.
كما بودنا أن نرى نفس الكرم لإنقاذ إخواننا في سوريا ومد يد العون لهم.