الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مصارحات


هذا لا يجوز!

تاريخ النشر : الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



من المعيب أن تهبط لغة التخاطب الوزاري والنيابي إلى هذا الحد، وذلك عندما تستخدم كلمات «شوارعية» للنقاش داخل مجلس الشعب!
من المؤلم أن تتم المكابرة والعناد على جلب مغنّية قرب مسجد، وتدخل وزيرة بكبريائها لمواجهة أهل المنطقة الرافضين لتلك الفكرة!
احترام الوزير - أياً كان جنسه - لمنصبه لا يتم بالتطاول على آراء الآخرين والتهجّم عليهم بوصفهم «مرتزقة» واستخدام كلمات غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا!
وكما نرفض بعض الألفاظ المسيئة التي قيلت في المجلس ضدّ الوزيرة، فإننا نرفض عدم احترام الوزيرة لآراء الناس، والسير فيما تريد «غصباً عن الجميع!»
كم يتألّم المرء وهو يتابع تفاصيل تلك الحادثة المؤلمة، والألفاظ التي خرجت على اللسان تجاه من خرج من أهل المحرّق اعتراضاً على ما يرونه غير لائق!
أهل المحرّق ليسوا «مرتزقة»، أهل المحرّق هم من وقف دفاعاً عن البحرين، ولولا الله ثمّ وقفتهم ووقفة الشرفاء من كل مناطق البحرين، لما استرجعنا وطناً كاد أن يُختطف في غمضة عين!
أبناء المحرّق هم الذين زُرعت محبّة الوطن في صدورهم، وهم الذين يذودون عنه بالأرواح حين يطلبهم، هل جزاؤهم منك هذه الكلمات المنفلتة يا وزيرة الثقافة؟!
الوزيرة مدينة باعتذار إلى جميع أهل المحرّق أولاً والى شعب البحرين ثانيا، على استخدام تلك الألفاظ التي تقدح في شخص قائلها قبل غيره!
الموضوع كان من الممكن أن ينتهي بالأمس لو تجاوبت الوزيرة بإيجابية مع مطالب من خرج من أهل المحرّق، ولكنّه العناد والمكابرة اللذان تسبّبا في كل ما حدث.
مجلس النوّاب لديه ما يفعله لاسترجاع حقّه الأدبي والمعنوي، والدولة كذلك واجب عليها أن تتحمّل المسؤولية، لكن أدبياً على الوزيرة أن تعتذر إلى أهل المحرّق لأنّ ما قالته لا يُغتفر.
برودكاست: البحرين تعبت، ويكفينا ما ابتلينا به من مصائب، وما يحاك ضدّ الوطن من مؤامرات، وانشغالنا بالدفاع عن الوطن والحفاظ على تماسكه داخلياً أجدى من تلك المعارك الجانبية. على الدولة أن تنهي المسألة بسرعة!