الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


حين يكون منطق البعض: (طبعانه.. طبعانه.. دوس على التريج)!

تاريخ النشر : الخميس ٥ أبريل ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



كأنه لا يكفي البحرين ما تعانيه من تدمير وحرائق وتخريب تمارسه جمعيات «ولاية الفقيه» الإيرانية وعناصر «حزب الله»، لكي يأتي (بعض) النواب ويخنقوا ما تبقى من (أنفاس) أهل الديرة من المواطنين والمقيمين والسياح، والدخول في حرب ضروس ضد مهرجان «ربيع الثقافة»! ففي البداية تذرعوا بالدم السوري والأحداث الأليمة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق لإيقاف حفلات «ربيع الثقافة»! وفي الجلسة الأخيرة لمجلس النواب كشفوا عن مواقفهم الحقيقية العقائدية لرفضهم استمرار حفلات «ربيع الثقافة»! ودخلوا في ملاسنات لا تليق بمكانة المجلس والسلطة التشريعية.. وهم بذلك يكررون الأخطاء السياسية السابقة نفسها، وكلنا يعرف أن جمعيتي «المنبر الإسلامي» و«الأصالة» قد خسروا أصواتا انتخابية كبيرة في الانتخابات النيابية الأخيرة، وخسروا مقاعد كثيرة في البرلمان حصدها مكانهم النواب «المستقلون» وبعض رجال الأعمال الذين يشكلون حاليا غالبية أعضاء المجلس النيابي.
وقد آن الأوان للجمعيتين أن تسألا أنفسهما: لماذا خسرنا الانتخابات الأخيرة؟ خسرتم لأنكم تركتم المشكلات المعيشية والاقتصادية الحقيقية للمواطنين، وصرتم تطاردون «الحفلات الموسيقية والغنائية»! والبرامج التلفزيونية «الأخ الأكبر»! وتطاردون الفنانة «نانسي عجرم»! وكل مطرب ومطربة تدخل البحرين!.. بل انتقل الحماس بينكم لمطاردة «الفنادق» ومداهمة «السياح» في شققهم السكنية! حتى تسببتم في جعل «السياحة»في البحرين أشبه بمن يفكر في السياحة في الصومال!
لقد تركتم أدواركم النيابية التشريعية الحقيقية، ورحتم تقومون بأدوار رجال «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»! وهو ليس من اختصاصكم أنتم.. ولو ركزتم في المجالس النيابية السابقة على القضايا التي تهم المواطنين في معيشتهم وشئونهم الاقتصادية لما خسرتم المقاعد في المجلس الحالي.. وانه مما يؤسف له أن بعضكم لايزال «يدوس على التريج» في جلسات البرلمان لكي (تطبع) سفينتكم بالكامل في الانتخابات القادمة!
أقول ذلك لأعضاء الجمعيتين (المنبر والأصالة) وأنا لست خصما لهما، بل رغبة في تصحيح مسار (بعض) النواب الذين لا نشك في وطنيتهم، حتى لا يجعلوا من جمعيات «ولاية الفقيه» الإيرانية وجماعات «حزب الله» تشمت فيهم! وتتندر على مناقشات هامشية على حساب الوطن والاقتصاد والسياحة والثقافة والفنون!