الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


موسكو ترى أن المعارضة السورية لن تهزم الجيش النظامي

تاريخ النشر : الخميس ٥ أبريل ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: تستمر العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا من الحدود التركية حتى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت أكدت موسكو أمس ان المعارضة السورية «لن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيش السوري».
ورغم إبلاغ الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان مجلس الأمن ان السلطات السورية وعدت ببدء تطبيق فوري لخطته الهادفة إلى وقف إطلاق النار في البلاد، ولاسيما سحب القوات العسكرية من الشارع في مدة اقصاها يوم الثلاثاء المقبل، فان التطورات على الارض لا توحي بحصول اي تهدئة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات» لقوات النظام.
وأضاف أن الدبابات تدخل إلى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود إلى قواعدها. هذا لا يعني أنها انسحبت. وأشار إلى حصول اقتحام هذا الصباح لقرية المزارب على الحدود الأردنية السورية في محافظة درعا، وقرية طفس في المحافظة نفسها.
ووقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء في بلدة خربة غزالة في درعا، في حين نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة انخل أسفرت الحملة عن اعتقال خمسة أشخاص على الأقل. كما اقتحمت قوات النظام بلدة كفرعويد في محافظة إدلب وبدأت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة مسلحة، والحي الشرقي في قرية تفتناز الذي نفذت فيه ايضا حملة مداهمات تخللتها عمليات إحراق منازل.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت يوم الثلاثاء في تفتناز التي تعرضت كذلك لقصف عنيف وإطلاق نار سقط فيها أمس عشرون مدنيا وسبعة جنود وأربعة منشقين. وقتل أمس الأربعاء رجل مسن في مدينة خان شيخون في إدلب إثر إصابته برصاص عشوائي، فيما تتعرض قرية طعوم لقصف من القوات النظامية السورية.
وقتل السجين السياسي السابق في سجن تدمر احمد محمد العثمان وشقيقه المحامي عدنان محمد العثمان في إطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء قرب المشفى الوطني في مدينة معرة النعمان في ادلب، بحسب المرصد. في محافظة دير الزور قتل عنصر من المجموعات المسلحة المنشقة اثر إطلاق الرصاص عليه خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبئ فيها. وأفاد المرصد عن قصف تتعرض له احياء حمص القديمة منذ صباح امس مصدره القوات النظامية السورية.
وكانت لجان التنسيق المحلية قد أفادت فجرا عن «اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر» في مدينة حمص. وسقط ثمانون قتيلا يوم الثلاثاء في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.
وتجاوزت حصيلة القتلى في الاضطرابات الجارية في سوريا منذ منتصف مارس عام 2011 العشرة الاف، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.
سياسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأربعاء خلال زيارة لاذربيجان «من الواضح وضوح الشمس انه حتى لو تم تسليح المعارضة إلى أقصى حد ممكن، فإنها لن تتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري ولن نشهد عندها سوى مذبحة تستمر سنوات طويلة ودمارا متبادلا». وجدد وزير الخارجية الروسي انتقاداته مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد يوم الأحد في اسطنبول، وقال إن «أصدقاء سوريا» يريدون ان «ترفض المعارضة المفاوضات، وقراراتهم تهدف إلى تمويل وتسليح المعارضين وفرض عقوبات جديدة» على دمشق.
وطالب مؤتمر اسطنبول بوضع «جدول زمني» لخطة عنان، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا» و«محاورا رئيسيا» عن الشعب السوري. كما أكد مواصلة دعمه المالي والمادي لهذا الشعب، ولاسيما على الصعيد الإنساني.
وينتظر ان يصل خلال الساعات القادمة إلى دمشق وفد من الأمم المتحدة لإعداد خطة نشر مراقبين محتملين في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأعلن المتحدث باسم موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة احمد فوزي ان الجنرال النرويجي روبرت مود سيرأس الوفد «نظرا إلى خبرته في الشرق الاوسط». وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة وإطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.
ويدعو مشروع بيان تعد له واشنطن وباريس ولندن في مجلس الأمن دمشق إلى احترام المهلة التي حددتها لوقف عملياتها العسكرية، والمعارضة السورية إلى وقف القتال خلال الثماني والأربعين ساعة اللاحقة.
وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر أمس الأربعاء مدينة درعا السورية للاطلاع ميدانيا على الواقع الإنساني فيها. وقال المتحدث باسم اللجنة في دمشق صالح دباكة ان كلينبرغر توجه بعد ذلك برفقة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبدالرحمن العطار إلى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى (ريف درعا).
وقدمت اللجنة الدولية شاحنتين مليئتين بالغذاء والمستلزمات الصحية «تم تفريغها في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا» تمهيدا لتوزيعها، بحسب دباكة.
ووصل كلينبرغر إلى دمشق مساء الاثنين والتقى يوم الثلاثاء وزير الخارجية وليد المعلم وتم الإتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى.