الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الخميس ٥ أبريل ٢٠١٢
كل من يعشق كرة القدم تجده يدافع عنها دفاعاً مستميتاً ويرى في المباريات التي يشاهدها على المستوى الأوروبي أنها أفضل المباريات وأقواها على الإطلاق لكن إذا كانت هناك نظرة متأملة ومتفحصة يمكن للمشاهد أن يفرق بين المباريات والمباريات لأنه لا يمكن أن تكون مباريات الكرة على مستوى واحد والفرز الحقيقي بين الغث والسمين هو أرفع أنواع التحليل الفني الشامل، لو نعد لمباراة برشلونة والميلان التي انتهت 3/1 للنادي الكاتلوني في دوري أبطال أوروبا وجرت الليلة الماضية وعلى ضوء نتيجتها تأهل برشلونة للنصف النهائي أجد أن هذه المباراة لم ترتق للمستوى الفني المتوقع ولم يظهر أي لاعب معروف بالمستوى الرفيع وأحرز ليونيل ميسي هدفين من ركلتي جزاء دار حولهما الكثير من الجدل والتحليل الفني من قبل النقاد الانجليز ومنهم من قال إن الحكم كان مذعوراً وأصدر القرارين بدافع أن المباراة تقام على ملعب برشلونة وهو نوع من إرضاء أصحاب الضيافة ومن قال إن القرارين غير صحيحين ولا يستحقان ركلتي جزاء ومن قال كانت هناك إعاقة وشد قميص المنافس داخل المنطقة لحظة خروج الكرة من منطقة الركلة الركنية وبما أننا لسنا الأقرب للكرة فإن الحكم هو صاحب القرار النهائي وهو الذي يتحمل النقد إذا كان هناك نقداً مباشراً من المسئولين عن التحكيم في أوروبا.
في يقيني أن المباراة لم تكن بالمستوى الفني المتوقع حتى أن ليونيل ميسي لم يظهر إلاّ عند ركلتي الجزاء وغاب معظم فترات المباراة كما أن مهاجم الميلان إبراهيموفيتش هو الآخر لم نشهد له أي تأثير ولا روبينيو أو باتو البرازيليان فضلاً عن فابريجاس وتشابي وأنيستا وغيرهم من اللاعبين المعروفين، المباراة الحقيقية في كرة القدم هي التي تكشف نفسها بنفسها وتعبر عن قيمتها التاريخية من خلال وزنها وأهميتها على مستوى أكبر البطولات الأوروبية لكن هذه المباراة كانت أشبه بمن تُوقد إليه الشموع وهو أعمى القلب والبصيرة، سنجد الكثير من المباريات على هذه الشاكلة إذا كان واحد من المنافسين يلعب مدافعاً كالميلان طوال الوقت ويعتمد على الهجمات المرتدة أو التعادل الايجابي ليتأهل ومثل هذا الفريق أثبت أنه فقير فنياً ولا يستحق أن يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من منافسات الأندية الأوروبية.