الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


مجلس الأمن يؤيد مهلة عنان لوقف العنف والجيش السوري يصعد عملياته

تاريخ النشر : الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٢



دمشق- الوكالات: قدم مجلس الامن الدولي الخميس دعمه الرسمي لموعد العاشر من ابريل الذي حدده المبعوث الدولي كوفي عنان لانهاء هجمات النظام السوري على المدن التي تشهد تمردا على النظام، فيما صعدت القوات السورية عملياتها العسكرية والامنية في مناطق عدة في البلاد. واسفرت اعمال العنف عن مقتل 42 شخصا من بينهم منشق واحد و19 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتبنى مجلس الامن الدولي بيانا في اجتماع عقده الخميس دعا فيه «الحكومة السورية إلى التطبيق العاجل والواضح لالتزاماتها» بعد موافقتها على ذلك التاريخ. وقال المجلس انه استنادا إلى تقارير عنان حول ما ينفذه الاسد، فانه «سيدرس اتخاذ مزيد من الاجراءات المناسبة».
وقدم المجلس، المنقسم بشدة حول مسألة سوريا، دعمه الجديد لخطة عنان بشأن سوريا قبل ان يطلع عنان الجمعية العامة للأمم المتحدة على جهوده لوقف اعمال العنف في سوريا.
وقال دبلوماسيون شاركوا في المحادثات انه تم تخفيف لهجة البيان بناء على طلب روسيا. فقد تم تغيير الاقتراح الاصلي الذي طرحته الدول الغربية بحيث استبدلت كلمة «يطالب» المجلس سوريا بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة، إلى كلمة «يدعو» المجلس سوريا للقيام بذلك، كما تم استخدام «التطبيق الواضح» بدلا من عبارة «التطبيق الذي يمكن التحقق منه». واعتبرت الخارجية الروسية في بيان الخميس انه «يجب على المعارضة السورية وليس فقط السلطات السورية ان تتخذ خطوات ملموسة باتجاه وقف العنف». اما فرنسا، فأعلنت على لسان وزير خارجيتها الان جوبيه انها «غير متفائلة» بشأن تطبيق النظام السوري خطة عنان. وقال جوبيه للصحفيين «هل يمكن ان نكون متفائلين؟ لست كذلك».
وقال كوفي عنان في كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان سوريا ابلغته انها بدأت بسحب قواتها تدريجيا من ثلاث مدن، الا ان تقارير لا تزال ترد مشيرة إلى ان مستوى الضحايا في سوريا «مقلق». وأضاف أن الحكومة السورية ابلغته انها بدأت «الانسحاب الجزئي» من مدن ادلب والزبداني ودرعا، التي تشهد اعمال عنف بين الحكومة السورية ومنشقين. وقال عنان « مازلت بانتظار المزيد من العمل ومعلومات اكثر اكتمالا». واضاف «من الواضح ان العنف لايزال متواصلا، ولاتزال ترد تقارير يومية عن مستويات مقلقة من الضحايا وغيرها من الانتهاكات».
لكن مسئولا سوريا قال لصحيفة الوطن المقربة من السلطات، ان اتمام انسحاب الجيش من المدن السورية ليس مرتبطا بمهلة زمنية، موضحا ان موعد العاشر من ابريل لا يرتبط بهذه العملية بل «بمدى التزام الاطراف الاخرى» بتنفيذ الخطة.
بالتزامن مع ذلك، تواصلت العمليات العسكرية والامنية واشتباكات القوات النظامية مع المنشقين.
وفي ريف دمشق، قال عضو مجلس قيادة الثورة احمد الخطيب ان القوات النظامية اقتحمت فجرا مدينة دوما بعد اشتباكات مع عناصر الجيش السوري الحر الذين انسحبوا إلى البساتين، في اقتحام هو «الرابع خلال ثلاثة اشهر».
واشار المرصد إلى مقتل خمسة اشخاص في دوما جراء العملية. واضاف الخطيب ان «القوات النظامية تجتاح المدن بأعداد كبيرة من الجنود والاليات وتتمركز في الشوارع الرئيسية متجنبة دخول الاحياء ولا تلبث ان تعود وتنسحب منها لتنفذ عمليات في مدن اخرى تشهد احتجاجات».
ونفى ناشطون ومراقبون ان تكون القوات السورية قد باشرت انسحابها من مناطق ريف دمشق التزاما بخطة كوفي عنان. وقال عضو تنسيقية الزبداني عبدالله عبدالرحمن «ان الجيش مازال يقيم حواجزه التي تقطع اوصال المدينة» مضيفا «اذا كان الجيش لديه مائتا آلية في الزبداني ونقل منها بضع اليات إلى مناطق أخرى، فهذا ليس انسحابا».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «لا يمكن الحديث عن انسحاب للقوات النظامية في منطقة من مناطق الريف فيما هي تواصل قصفها وعملياتها العسكرية في مناطق الريف الاخرى». وافادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في حرستا «اثر استهداف الجيش الحر لأربعة قناصين من قوات النظام».
وفي العاصمة، قتل شابان بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في حي كفرسوسة اثر اطلاق القوات الامنية الرصاص على سيارة كانت تنقلهما، بحسب المرصد. كما شنت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر، الذي شهد الاسبوع الماضي تظاهرات واشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، مع دخول مدرعات وعربات مصفحة وانتشار كبير لقوات الامن، بحسب المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وفي ريف حلب قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي «يبدو ان الحملة العسكرية المتوقعة لاخضاع ريف حلب قد بدأت بقوة». واضاف «بدأت الحملة ليلا بقطع كل وسائل الاتصال عن ريف حلب الشمالي ثم انطلقت التعزيزات العسكرية من محيط مدينة حلب إلى الريف». ولفت إلى حركة نزوح كبيرة عن المناطق الساخنة.
وتعرضت بعد الظهر مدينتا اعزاز والاتارب لقصف القوات النظامية. واعتبر الحلبي ان الحملة العسكرية تأتي «لاخضاع ريف حلب الخارج عن سيطرة النظام منذ اشهر، حيث سقطت فيه هيكلية النظام الادارية وقامت في المقابل ادارات محلية لتنظيم شؤون هذه المناطق».
واشار المرصد إلى «نداءات عبر مكبرات المساجد تدعو عناصر الجيش النظامي للانشقاق والدخول إلى البلدات، فيما قتل ثلاثة عناصر من الجيش اثر استهداف سيارة عسكرية في ريف حلب الشمالي».
وفي حمص قتل ثمانية جنود نظاميين وجرح العشرات في اشتباكات مع منشقين على مداخل حي دير بعلبة كما قتل ثلاثة اشخاص في سوق الخضار «بالسلاح الابيض على يد شبيحة»، ومواطن في حي باب هود برصاص قناصة، وفقا للمرصد.
وفي ريف حمص، قتل اربعة اشخاص جراء القصف المدفعي للقوات النظامية على مدينة الرستن.
وفي ريف ادلب قتل ثلاثة اشخاص ومنشق بنيران قناصة ورشاشات ثقيلة. وقتل اربعة اشخاص في قرية كيللي التي تحاول القوات النظامية اقتحامها. وقتل ستة جنود نظاميين في اشتباكات مع منشقين في محيط قريتي حزانو وكللي، بحسب المرصد. واودت اعمال العنف بحياة اكثر من 200 شخص منذ يوم الاثنين الذي اعلن فيه موافقة دمشق على تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي عنان «فورا».
وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الامم المتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية إلى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي.