التحقيقات
الخلاف بين وزيرة الثقافة والنواب.. كيف يراه الناس؟
الهجوم ضد ربيع الثقافة.. مفتعل ومتعمد
تاريخ النشر : الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٢
تسعى وزارة الثقافة لجلب مختلف الثقافات والفنون إلى مملكة البحرين، بهدف نقل ثقافة وفنون وحضارات الشعوب الأخرى إلى المتلقي البحريني، الذي قد لا يكون بمقدوره متابعتها في بلدانها الأصلية وذلك كي تتيح لأكبر شريحة من المواطنين والمقيمين فرصة الانفتاح على العالم ومشاهدة ارقى الفنون العالمية التي تدل على تقدم الدول ورقيها، وذلك من خلال مهرجان ربيع الثقافة الذي استطاع ان يسطر بماء الذهب سبع فعاليات رصدها التاريخ لمملكة البحرين على مدار سبع سنوات متتالية، حيث كانت المراكز الثقافية تعج بالزائرين المتعطشين لمتابعة مختلف الفنون العالمية.
ويتم تنظيم مهرجان ربيع الثقافة بمشاركة ثلاثية من قبل مجلس التنمية الاقتصادية ووزارة الثقافة ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وفقا للأسس المتبعة لمفهوم التنوع ليشمل العروض المسرحية والحفلات الغنائية والمعارض الفنية، بالإضافة إلى الفرق التي تتم استضافتها من خلال اتفاقيات التعاون الثقافي المشترك بين مملكة البحرين والدول الأخرى، وتضع الوزارة اعتباراً خاصا لاستقطاب فنانين ومبدعين وفرق فنية وعروض قيمة حائزة على جوائز تقدير عالمية.
كما ان مهرجان ربيع الثقافة يعد احدى عجلات دورة الاقتصاد في مملكة البحرين إذ يستقطب الكثيرين من أبناء الدول المجاورة الشقيقة الذين يحرصون على ارتياد أسواق البحرين للتسوق ومشاهدة العروض الفنية القيّمة التي يفتقدون مثلها في بلدانهم، بالإضافة إلى انه يمثل هذا العام حدثا سياسيا مهما لأنه يثبت للعالم اجمع ان مملكة البحرين عادت تنعم بالأمن والاستقرار بعد الأحداث المؤسفة التي شهدناها العام الماضي، ولذلك رحبت مختلف الدول بإرسال فنانيها لإحياء هذا المهرجان السنوي الكبير.
«أخبار الخليج» حرصت على الاقتراب من متابعي ربيع الثقافة لمعرفة رأيهم في ما يتم تقديمه من فنون على كل الأصعدة ومدى متابعتهم لهذا الزخم الفني الذي تشهده مملكة البحرين منذ سبع سنوات وللوقوف على كيفية تقييمهم لأهمية هذا المهرجان هذا العام على وجه التحديد وذلك في التحقيق التالي.
في البداية أردنا أن نتعرف على بعض الفرق المشاركة في ربيع الثقافة والبلدان التي أتت منها، وكان لنا حديث مع عضو مجلس الأمناء بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالثقافة والبحوث حسن كمال الذي تحدث قائلا: ربيع الثقافة مستمر منذ سبع سنوات وكل عام تبرز احدى المشاكل على السطح من رافضي الثقافة بصورة عامة، والأعذار التي تساق متعددة، وتتراوح بين رفضهم للغناء وبين الرفض للفرق الأجنبية الراقصة، أو رؤيتهم ضرورة إلغاء هذا المهرجان نظرا الى الأوضاع العربية والمحلية، وجميعها أعذار مرفوضة، لان احتفالات هذا العام لها مذاق خاص بعد حصول المنامة على لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 2012، ولذلك وجدنا ترحيبا كبيرا من الفرق المشاركة للحضور إلينا لمشاركتنا هذا المهرجان الذي لفت الأنظار إلى مملكة البحرين، نظرا الى أنه لقب عالمي يصعب الحصول عليه ببساطة، وخاصة أنه تم ترشيحها وانتخابها من عدة جهات مختصة في هذا المجال، ويعود ذلك إلى جهد القائمين على وزارة الثقافة بتوجيه من وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة، ولذلك تحمست اكبر الفرق والفنانين الأجانب للمشاركة في هذا المهرجان الذي اكتسب صفة العالمية، مثل الفنان العالمي خوليو اجلاسيوس، والمسرحية الكورية الأميرة باري للأطفال، والمسرحية الموسيقية للأطفال الأرنب كنافل من الولايات المتحدة، والفنان الايطالي الشهير اندريا بوتشيلي، والممثل دان جينز والأصدقاء من الولايات المتحدة، وأسطورة التايكو نبضات قلب من اليابان، وجدران وجسور من مسرح الدمى بالولايات المتحدة، ومسرحية الشارع الأعظم من مصر، وتم تم كرو من استراليا، إلى جانب العديد من المعارض التشكيلية ومنها معرض جداريه الفنان محمود درويش ومعرض البحرين الدولي الخامس عشر للكتاب، وفرقة ازوريس من البحرين، ومعرض مايا سوريك مصممة الإكسسوارات والمجوهرات من البحرين، وكورال الفيحاء من لبنان، وورش رسم وأشغال يدوية للأطفال من ايطاليا، ومعرض مقتنيات التطريز الصينية من الصين الشعبية، وفرقة البلشون الأبيض الصغير من الصين، وهناك أيضا قائمة كبيرة من البرامج مثل تراث يحتضن الأطفال في بيت جدي.
ويكمل: إقامة مهرجان الثقافة هذا العام ومشاركة هذا العدد الكبير من الفرق الأجنبية والعربية فرصة جيدة ليعرف العالم مدى الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما مملكة البحرين، ولنقضي على الدعايات المغرضة في الخارج، التي صورت البحرين وكأنها ساحة حرب وبحر من الدم ويقتل بها الآلاف يوميا، وهاهم الفنانون من جميع الأقطار يأتون ويذهبون ليكونوا خير دعاة وسفراء لبلدانهم نظرا الى أنهم رأوا البحرين على حقيقتها، وها هم المقيمون من جميع الجاليات في البحرين يواظبون على حضور هذه الفعاليات ويشهدون على استتباب الأمن في جميع الأمكنة التي يرتادونها لمتابعة مختلف الفعاليات.
ويشير رجل الأعمال خالد الأمين إلى ان ربيع الثقافة من أفضل المهرجانات التي يتم تنظيمها، لأنه يجمع مشاركات من مختلف الجنسيات وقرّب بين الحضارات، مما وضع مملكة البحرين على خريطة السياحة والثقافة، مؤكدا ان الإقبال هذا العام بلغت نسبته 100%، إذ شهدت جميع صالات العروض ازدحاما شديدا من مختلف الفئات التي كانت تحرص على الذهاب إلى أماكن العروض مبكرا لتجد مكانا تستطيع فيه الاستمتاع بالعروض، كما ان جميع التذاكر كانت تنفد من الأسواق بمجرد صدورها.
ويضيف الأمين: بدلا من إثارة الجدل كل عام حول الوزرة المخضرمة المفروض ان نقدم لها الشكر، بل نرفع القبعة للشيخة مي لأنها تسعى إلى التطوير والمساهمة في تثقيف أبناء الوطن، وساهمت في تكوين صورة ايجابية للبحرين، ويجب على نوابنا الأجلاء من مختلف المحافظات، ان يبتعدوا عما لا يقع في نطاق عملهم، كما انه لا احد يقبل بإهانة المرأة تحت قبة البرلمان، لأنه لا يوجد رجل أو امرأة في البحرين حافظ على حضارتنا وتاريخنا وتراثنا مثل الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حتى من قبل ان تصبح وزيرة وهي تتمتع بنشاط يعزّ على الكثير من الرجال.
وللجمهور رأي
تشير ميرهان محمد فودة مصممة إعلانات بإحدى وكالات الدعاية والإعلان إلى أنها تتابع بشكل جيد كل فعاليات ربيع الثقافة، وخاصة ان هذه البرامج تعدّ فرصة جيدة للترفيه تفتقدها مملكة البحرين على مدار العام، وتكمل قائلة: يتميز مهرجان ربيع الثقافة باستقطاب برامج متنوعة لترضي كل الأذواق، وارى ان هناك إقبالا كبيرا من جماهير المواطنين والمقيمين لحضور كل البرامج وخاصة مع عدم وجود وسائل ترفيه أو أماكن للنزهة سوى المجمعات التجارية التي مللناها ولم تعد تستهوينا، فنحن نبحث عن غذاء الروح والعقل ويكفينا البحث عن السلع الاستهلاكية والركض خلف التنزيلات التي تدفع بنا لشراء ما لا نحتاج إليه، وقد لاحظت هذا العام ان البرامج أكثر تنوعا وتتميز بالإبهار وتناسب كل أفراد الأسرة، فضلا عن العديد من الفعاليات الثقافية التي يضمها بيت الشيخ إبراهيم، ونتمنى ان تستمر على مدار العام حتى وان تم تنظيمها مرة كل أسبوع كي تتيح لنا الترفيه عن أنفسنا في عطلة نهاية الأسبوع بعد قضاء أسبوع شاقّ في العمل.
أما رسام الكاريكاتير حسام سابرة فيؤكد انه ينتظر فعاليات ربيع الثقافة من العام للعام، حيث يحرص على اصطحاب زوجته وأبنائه لحضور اغلب الفعاليات التي تتناسب مواعيدها مع أوقات عمله، وفراغ أبنائه وخاصة تلك التي تعرض في عطلة نهاية الأسبوع.
ويشير سابرة الى انه يتابع كل ما يتم اختياره من فرق أجنبية وعربية لإحياء ربيع الثقافة، وذلك منذ قدومه إلى مملكة البحرين ويرى ان المهرجان يحظى كل عام بشعبية أكثر من سابقه، وخاصة مع تنوع الفقرات وجلبها من مختلف بلدان العالم، مما يساعد على الانفتاح العالمي لمعرفة مختلف الثقافات، كما ان أنظار العالم تتجه إلينا لترى كل ما نقدمه وخاصة تلك الدول التي تشارك الفرق الفنية التابعة لها معنا في إحياء هذه الفعالية المتميزة، ويؤكد ان حصول مملكة البحرين على لقب المنامة عاصمة الثقافة لهذا العام، ليس سوى نتاج لجهد سنوات طويلة مضت، بذل خلالها القائمون على وزارة الثقافة الجهد الكبير لإحضار هذه الفرق العالمية للمشاركة معنا في إحياء اكبر مهرجان ثقافي تشهده مملكة البحرين، ونأمل ان يستمر ويتقدم برعاية القائمين عليه أكثر خلال السنوات القادمة.
فيما تعبر الأخصائية الاجتماعية بمركز حماية الطفل أسماء العلص عن رؤيتها لربيع الثقافة هذا العام بالتحديد فتقول: أرى ان ربيع الثقافة مهم جدا وخاصة هذا العام نظرا الى الازمة التي مررنا بها وأعطت فكرة سيئة للعالم عن ان البحرين بلد غير مستقر سياسيا وبه مشاكل كبيرة وصلت إلى حد ترحيل السفارات لرعاياها، وجاء ربيع الثقافة ليؤكد للعالم ان البحرين بخير وينعم أهلها بالأمن والاستقرار والمحبة، وإننا شعب مثقف واع يدرك أهمية الانفتاح على كل دول العالم، ولا يوجد لدينا ما نخاف منه ويجعلنا ننغلق على أنفسنا، فهذا المهرجان يقام سنويا وجميعنا ننتظره لأنه فرصة للترفيه بالإضافة إلى انه يجعلنا نحظى بنسبة متابعة عالمية جيدة نستحوذ خلالها على احترام العالم.
مهرجانات رياضية
ومن جانبه يؤكد ميثم رفيع موظف بأحد البنوك أن الثقافة بمفهومها الواسع قد تمتزج بالكثير من الأمور ونحن بعد التطور الذي تشهده المملكة في جميع المجالات، لا نرى مانعا من التعرف على الحضارات الأخرى التي لا تتعارض في مضمونها مع عاداتنا وتقاليدنا، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من النقد حول هذا المهرجان فإننا لا ننكر أنه استطاع لفت أنظار الكثير من الناس إلى البحرين وذاع صيتها في مختلف الفضائيات العالمية لكونها تستضيف فرقا عالمية لها جمهور عريض في مختلف دول العالم يتابع أخبارها وكل تحركاتها.
وترى صاحبة صالة ريانة العود للألعاب الرياضة والبنية فاطمة سعد ان نقل مثل هذا النوع من الثقافات إلى البحرين أمر جيد، نظرا الى ان جميع فئات المجتمع تتابع المهرجانات، وأتمنى ان نستطيع تنظيم كرنفالات رياضية أيضا كي تتنوع احتفالاتنا وأفراحنا، ونستطيع مواكبة العالم المتقدم لأننا لسنا اقل من سوانا، ووزيرة الثقافة كانت تتمتع برؤية ثاقبة لتنظيمها ربيع الثقافة وبذلها الكثير من الجهد للحفاظ على استمراريته سبع سنوات كاملة ونتمنى ان يخرج علينا احد في المجال الرياضي يتمتع بمثل شجاعتها لتنظيم مهراجانات مماثلة، لأنها تسهم في تنشيط السياحة، كما تجعل العالم يرى البحرين الحديثة التي أصبحت لا تختلف في مضمونها عن بقية الدول الأوروبية والمتقدمة، بفضل رؤية جلالة الملك الثاقبة التي جعلت مملكتنا تنفتح على العالم الخارجي، وعلى الجانب الآخر فإن هذه الفعاليات ستسهم في تحريك الاقتصاد وجذب المزيد من السياح وخصوصا الخليجيين من محبي التعرف على الحضارات العالمية.
التفكير الايجابي
ويجزم علي الدويني «موظف» بأن البحرين قادرة على الإبداع والتميز في كل الفعاليات التي تقوم بتقديمها، واكبر دليل على ذلك حصولنا على لقب المنامة عاصمة الثقافة العربية 1012 وعاصمة السياحة 2013 فإن مثل هذه المهرجانات من شأنها أن تسهم في وضع البحرين على قائمة السياحة، ولكن لا يجب أن يتم إغفال نقطة مهمة وجوهرية. بما ان البحرين قامت باستضافة هذه الثقافات المتنوعة فيجب أن تقوم بإدراج تعزيز العامل الثقافي لدى أبناء المملكة، وذلك باستقطاب المبدعين والمتميزين في المجالات المتنوعة والمختلفة لتعليم أبنائنا طريقة التفكير الايجابي وفهم الثقافة بمعناها الصحيح، وطريقة الابتكار والاختراع، بالإضافة إلى العامل الترفيهي ونقل الثقافات الخارجية للبحرين والتي تضيف الينا الجديد كي تكتمل الصورة الثقافية.
وتشير الفنانة التشكيلية لبنى الأمين إلى ان كل ما قامت به وزارة الثقافة بجلبها فقرات أحيت بها مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام من فن وموسيقى ومسرحيات وغيرها أضافت الكثير من الأفكار وعززت مفهوم الثقافة حيث تم انتقاؤها بعناية شديدة، وأحب ان أؤكد انني ضد كل ما يسيء إلى هذا المهرجان السنوي الذي يضيف إلينا مفاهيم جديدة لجميع أنواع الفنون، وهذه الفرصة لم تكن متاحة في السابق بمملكة البحرين، ووجودها الآن يسهم في ترسيخ معنى الانفتاح على العالم.
ويؤكد رجل الأعمال محمود النامليتي ان أي مهرجان يضم ثقافات وأفكارا تشارك بها فرق من الخارج، تشجع على النمو الاقتصادي والسياحي، ونحن نرحب بكل الفنون التي لا تتعارض مع القيم والمبادئ المحلية، وبشكل عام نحن مع ربيع الثقافة لأنه يصب في خدمة الوطن من جميع النواحي.
أما الناشط الشبابي يوسف كمشكي فيشير إلى ان هذه التظاهرة الثقافية أمر ممتاز جدا، وخصوصا ان فكرة ربيع الثقافة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الجميلة فهي عبارة عن رسالة تحمل عدة ثقافات من مختلف دول العالم. ويضيف قائلا: على الرغم من أن هناك الكثير من الأمور الرائعة في المهرجان فإننا بحاجة إلى المزيد من تسليط الضوء على المواهب البحرينية مثل الكتاب والأدباء حتى يتم تعريف العالم بهم على الجانب الآخر، كما نطالب أن يكون هناك نوع من التبادل الثقافي بين الشباب من دول مختلفة من خلال إقامة الندوات وورش العمل خلال المهرجان حتى يتاح للشباب البحريني الاستفادة من خبرات الشباب الآخرين من مختلف البلدان.