الجريدة اليومية الأولى في البحرين


وقت مستقطع


غيض من فيض

تاريخ النشر : الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٢



تحفل أجواؤنا الرياضية بالكثير من الغرائب والعجائب، ففي الوقت الذي يقف معك بعضهم ويسندك ويشدّ من أزرك للخطّ الذي ارتضيته لنفسك في التعاطي مع الشأن الرياضي تراه في الوقت نفسه يركبه النفاق من رأسه حتى أخمص قدميه، كأنه بإشادته لك يوجه سهما طاعنا لشخصه وهو يدري بأنه لا يدري، وآخرون يفاجئونك بطرح تقف له شعيرات رؤوس القراء لصراحته وجرأته، ولكن سرعان ما يصدمهم في أقلّ من أربع وعشرين ساعة بكتابة يفوح منها التزلّف والابتسامات الصفراء والتطفّل وهؤلاء لا تخطئهم العقول وسيماهم في كلماتهم.
وبعضهم يرى في المطولات الصحفية والإكثار من التعبير الإنشائي تميّزا ما بعده أيّ تميّز، رغم أنّه يعرف أو لا يعرف أنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ، وأنّ البلاغة تعني فيما تعنيه الوصول إلى الهدف بأقل الكلمات وأكثرها معان، وبلغة الكرة الوصول إلى المرمى بأقل التمريرات، وهناك نفر ليس بالقليل يتهيّب أسئلتك بطريقة أو بأخرى، ليس لأنها ثقيلة الدّم عليه ولكن لأنها تحمل المخالفة والمغايرة، وتترك ردوده على الأسئلة تثير هي الأخرى أسئلة جديدة وتولّد استفهاما اخر، وفي مناسبة جمعتنا بالصحفي اللبناني المحترف محمد حمادة وسألناه عن رأيه في الملاحق الرياضية المتراصّة بإحدى قاعات الفندق المخصص للمحررين الرياضيين بإحدى البطولات الخليجية فقال في كلمة مختصرة: ملاحق كم خالية من الكيف.