أخبار البحرين
خطيب جامع الخالد:
وزيرة الثقافة جعلت البحرين نموذجا ثقافيا عصريا
تاريخ النشر : السبت ٧ أبريل ٢٠١٢
في خطبة الجمعة بجامع الخالد أمس قال فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي: الحمد لله مبدع الأكوان، ومدبر الاحداث والازمان، ومصرف الشهور والاعوام، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن، أحمده تعالى على عظيم الإحسان، وأشكره على جزيل المنن والإنعام، وأشهد أن لا إلا إله الله وحده لا شريك له الملك الرحمن، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وسيد ولد عدنان، المبعوث إلى العرب والعجم والإنس والجان، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى الآل والصحب والاخوان، والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد: فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وشكره سبحانه في السراء والضراء، وامتثال أمره ونهيه في الشدة والرخاء، اتقوا الله تعالى واشكروه على توفيقه إياكم، وعظيم امتنانه عليكم، وتزودوا من الأعمال الصالحة ما تكون به النجاة غدا يوم الفزع والنشور، «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور» (آل عمران: 185).
عباد الله ان شريعتنا الاسلامية هي الدين الخالد على مر القرون كتب الله بقاءه وضمن حفظه وجعله خير الاديان صالحا لكل البشرية لا نه دين الحق والعدل والسلام، ودين المحبة والسماحة والوئام لا خير للبشرية الا في ظل تعاليمه ولاعز للانسانية الا بتطبيقه وتحكيمه، انه دين المحاسن والمكارم والفضائل يبني كيان الامة ولا يهدم ويجمع ابناءها ولا يفرق يسعى الى الصلاح والإصلاح لا للخراب والفساد والدمار.
جاء بقطع دابر الجريمة واجتثاث اوكار الشر والفساد والارهاب ومن قواعده الكبرى جلب المصالح ودرء المفاسد وازالة الضرر ورفع الحرج وسد الذرائع، وان رسالته عالمية ومنهجه الاعتدال والوسطية واهدافه اقامة الحق والعدل وارساء دعائم الامن والسلام وتزكية النفوس وتهذيب الضمائر كما كفل اسلامنا حقوق الانسان بجدارة فكرمه ورفع مكانته وأعلى قدره وفضّله «ولقد كرمنا بني آدم».
ان كل المشاكل التي حلت بالمسلمين فانما هي من ثمار تفرطيهم في كثير من امور دينهم ولا حل لهذه المشاكل الا بالجد في الاخذ بدين الاسلام جميعا وتطبيقه والواجب على حكام المسلمين وولاة أمرهم تحكيم شريعة رب العالمين لردع من تسول له نفسه الاجرام والمفاسد العظيمة والاضرار واخافة الابرياء وايذائهم وتقتيلهم عمدا. وقد تضمنت نصوص الشريعة عقوبة من يقوم بهذه الاعمال ووجوب ردعه والزجر عن ارتكاب مثل عمله لان الله سبحانه هو الحكيم الخبير وهو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح عباده ويدفع عنهم الضرر والفساد في حاضرهم ومستقبلهم.
والقضاء على كل شر وجريمة قال الله تعالى: «وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله. إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون» (الأنعام: 116).
نعم أيها الاخوة ان حل مشاكلنا من غير استناد الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيها الضياع اذا طبقنا قوانين وضعها بشر من الناس يخالف شرع الله. وكل حكم يخالف شرع الله يكون خطيرا.
قال الله تعالى: «أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون» (المائدة: 50). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ووفقني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر العظيم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
عباد الله أصبح الحديث في ديوانيات ومجالس البحرين وفي الشارع وفي الاعمال هو مجلس النواب على ما حصل فيه من تصرفات والاساءة والمشادات الكلامية بين الوزيرة.. فنحن لسنا ضد الوزيرة.. وزيرة الثقافة التي جعلت البحرين نموذجا ثقافيا عصريا شهد له العالم أجمع بالنقلة الثقافية المتطورة للبحرين.. ان مسئولية النائب والوزيرة تبدأ كما تعلمون منذ أن حلفا اليمين أمام عاهل البلاد المفدى.. أقسم بالله العظيم ان أكون مخلصا للوطن وللملك وان احترم الدستور وقوانين الدولة وان أذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وان أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق.. نعم أيها الاخوة الكرام حسن الظن بالآخرين حسن الظن مع إخوانه المسلمين. «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم» (الجمرات: 12). ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم أو النائب أو الوزير الا حكرا وملاحظات النواب على فعاليات ربيع الثقافة واجب عليهم باستجواب الوزيرة وان تتحلى بالصبر والقوة كعادتها وتسحب الكلمتين اللتين قالتهما على مرأى النواب والبرلمان إذا كانت لا تقصد الاساءة إلى النواب من أجل البحرين، فالبحرين وشعبها ايها النواب والوزراء في رقابكم وأنتم مؤتمنون عليها.
من أجل البحرين يا نواب ويا وزراء دعوا المهاترات والصراخ والصراع من أجل البحرين، ليس الغلبة في الجدل، ولكن بالاقناع والوصول الى الحق.. نعم ايها الاخوة ان النفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها وينبغي على كل مسئول ايا كان مركزه إقامة الحق في هذه البلاد وتحقيق العدل بين الناس وليس إظهار العضلات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي بها بالا تهوى به من جهنم. (صحيح البخاري).