كما أرى
القاهرة واليمن.. أي فصل نحن فيه؟
تاريخ النشر : السبت ٧ أبريل ٢٠١٢
عبدالله المناعي
لا أعتقد أن تسمية الربيع العربي باتت تسمية واقعية للوضع القائم في العالم العربي. فالجوّ العام في العديد من الدول التي وقعت فيها ثورات أو تأثرت بما سمي الربيع العربي بات أقرب إلى تقلبات الخريف منه إلى الربيع. فقد قضيت كثيرا من الأسبوع الفائت في القاهرة. كانت هذه هي المرة الأولى التي أتوجه فيها إلى مصر ما بعد الثورة. التقيت خلال هذه الزيارة العديد من الإخوة الصحفيين العرب الذين شاركوا في اجتماع لاتحاد الصحفيين الدولي الذين يمثلون الأجسام الصحفية في معظم الدول العربية.
الجو العام في مصر والوضع الذي وصفه لي العديد من الزملاء في بلادهم لا يطمئن. فمصر تغيرت ما بعد الثورة، وبالرغم من سير الحياة على طبيعتها فإن الاحساس بالخوف من المجهول والتوتر القائم من الوضع السياسي الحالي يمكن الشعور به بشكل ملحوظ في كل طريق وعلى ناصية كل شارع. وأضحكني أحد سائقي سيارات الأجرة حين قال لي انهم يمتلئون بالأمل لأنهم لا يملكون سواه لأن الثورة أثرت في الكثير من نواحي حياتهم حيث ارتفاع الأسعار، والمشاكل في الحصول على الوقود وانخفاض معدلات السياحة. ويقول سائق «التاكسي» مازحا ان الجميع بات يتحدث في السياسة حتى الراقصة في الكباريه بدلا من أن تتغزل بزبائنها باتت تحاورهم عن المرشحين في الانتخابات الرئاسية القادمة. طبعا حدث ذلك بعد أن أشيع أن الراقصة المشهورة دينا ستصبح مرشحة لمنصب نائب الرئيس إذا فاز الفنان سعد الصغير الذي قدم أوراق ترشحه للرئاسة ثم سحبها بعد ذلك بفترة.
أما الوضع في اليمن فهو أسوأ من ذلك بكثير. فقد ذكرت احدى الزميلات اليمنيات الصحفيات ان الوضع الأمني بات مخيفا جدا هناك، وأن الانفلات الأمني وصل إلى مرحلة أدت إلى رعب تام في بعض المناطق. وأكدت أن الوضع وصل إلى أن تقوم جماعات بسكب الحمض (أسيد) على وجوه النساء اللاتي لا يغطين وجوههن وغيرها من الجرائم المرعبة. وأشارت إلى أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإنه لن يبقى خريفا فحسب بل سيتحول إلى مرحلة من البؤس ما بعدها بؤس.
وأعتقد أن الوضع سيستمر بهذا الشكل مدة طويلة. وأن أي استقرار مرجو من هذه الثورات لن يحدث إلا بعد عقود وإذا حدث ذلك الاستقرار فإنه بإمكاننا بعده أن نحدد في أي فصل نعيش.. والله أعلم!!