«المحافظة على النظافة» قضية في طي النسيان (١)
 تاريخ النشر : الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢
(النظافة) هي الكلمة التي يقوم الكثير من الناس برميها في سلة (مهملات الذاكرة) من دون التمعن في قيمتها, وأهميتها الكبيرة في بناء الوطن وازدهاره. فأصبحت عند المواطن والمجتمع ليست سوى شعار رنان أو دعاية توعية توضع كدليل على المساهمة الضئيلة من قبل وزارة البلدية, أما من قبلنا (فحدث بلا حرج) فواجبنا الوطني نحو المحافظة على البيئة هو القاء اللوم الدائم على عمال النظافة وعلى وزارة البلدية, من دون القيام بأي مساعدة او مبادرة من قبلنا. وإذا سُئلنا عن سبب الرفض, فتكون الاجابة كما يعرفها الجميع دائماً (هذا العمل يخص عامل النظافة الذي يأخذ راتبا مقابل هذا العمل..) وغيره الكثير من الاعذار التي لا تنتهي.
وللأسف يطبق هذا المبدأ أيضاً في المنازل, فلا يتم تعليم الاطفال كيفية المحافظة على النظافة, فينعكس الأمر على المدارس والجامعات وحتى أماكن العمل, فمن الطبيعي أن تمشي في الشارع وترى أكياسا بلاستيكية تتطاير في الهواء بخفة, وأصبح من الاعتيادي أن ترى (علب السجائر وعلب المشروبات الغازية وأكياسا) ملقاة في الحدائق العامة أو حتى في الجامعات.
لقد وصل الأمر لطلاب الجامعة أن يقوموا بإلقاء الاوساخ في ممرات الجامعة وحدائقها, لأن شعارهم (من العيب أن تلقي الاوساخ في القمامة, ومن التحضر أن تلقي الاوساخ في الاماكن العامة).
إذا كان طلاب الجامعة يقومون بهذا العمل غير المتحضر, فلا ألوم طلاب المدارس على ذلك، وإنما ألوم اولياء الأمور والمؤسسات الحكومية وبالأخص وزارة شؤون البلديات ووزارة التربية والتعليم، ولا ننسى مؤسسات المجتمع المدني, ألومهم, لأنهم تجاهلوا الموضوع واعتبروه موضوعا عاديا والمناقشة فيه وإيجاد الحلول له مضيعة للوقت.
كيف لنا أن نصل إلى مستوى من التقدم والازدهار الذي وصلت إليه الدول المتقدمة، ونحن نجهل الموضوعات المهمة والخطيرة؟
والسبب لانها ليست لها آثار سلبية قوية حتى الآن في مجتمعنا البحريني, (الله يخلي عامل النظافة, ويكثر من امثالهم آمين).
بلقيس عبده محسن البسارة
.