مسافات
رجال الأمن وبركة «الجاكوزي» البارد والساخن!
تاريخ النشر : الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
اذا كانت هناك فئة في المجتمع البحريني تحملت العبء الأكبر في الأزمة التي مرت، ولا تزال تمر بها البحرين منذ فبراير 2011 حتى الآن، فهي فئة العاملين في الأمن ورجال الشرطة وحراس الوطن، فهم الذين كانوا يحمون (المتظاهرين) في المسيرات المرخص بها، ويحمون (المواطنين) في المظاهرات غير المرخص بها! وهم الذين يواجهون أعمال العنف والتخريب والحرق من قبل المخربين، وهم الذين يحافظون على أمن واستقرار المواطنين والمقيمين وزوار البحرين ليلا ونهارا.. وهم الذين يتحملون ضريبة مواقفهم الوطنية باستهدافهم بالمولوتوف والأسياخ الحديدية وفتاوى (اسحقوهم)!
في الماضي كان هناك تصنيف واضح في المجتمعات العربية كلها، وهو تصنيف (عسكر وحرامية)! لكن رجال الشرطة في البحرين وجدوا أنفسهم في السنوات الأخيرة أمام تصنيف مختلف وهو (وطن وقانون)! فهم مطالبون بالدفاع عن الوطن والمواطنين وكل الذين يعيشون على أرض البحرين، وفي الوقت نفسه مطالبون بالالتزام بالقوانين والأنظمة ومبادئ (حقوق الانسان) في تنفيذ واجباتهم الأمنية.. وهي معادلة ليست سهلة.. بل هي صعبة جدا لمن انتقل من خانة (عسكر وحرامية) إلى خانة (وطن وقانون)! ومع ذلك أثبت رجال الأمن قدرة فائقة في التكيف مع الأوضاع الجديدة، واستطاعوا التأقلم مع التطورات الأمنية في جميع المستويات، ولم يعد الانتصار في موقع أو حادثة أو جريمة يجعلهم يشعرون بالزهو المفرط، ولا تحملهم خسائر في ارواح المنتسبين إلى وزارة الداخلية، أو تعرضهم للخطر والاصابات البليغة على أيدي المخربين يجعلهم يشعرون باليأس والاحباط والانهيار.. صاروا باختصار يعتبرون أنفسهم مواطنين يتحملون مسئولية (الواجب) في الدفاع عن الوطن والمواطنين.
وفي ظل اضطراب الأوضاع الأمنية واستهداف البلاد ضمن لعبة التوازنات الاقليمية والدولية، والأطماع الايرانية في السيطرة على البحرين كان رجال الشرطة والأمن وحراس الوطن هم الطرف الذي يعتمد عليه الجميع في المحكات الصعبة.. فالمخربون وعناصر «حزب الله» يستهدفونهم بقصد استفزاز (الدولة)! ورجالات السياسة الأمريكية والأوروبية يلوحون بمبادئ (حقوق الانسان) والتهديد بالعقوبات ضد البحرين اذا (عطس) رجال الشرطة في وجه مخرب يحمل زجاجة (مولوتوف)!
انه امتحان صعب.. لكن رجال الأمن والشرطة خرجوا منه بنجاح وتفوق كبير.. لسبب بسيط: انهم تعلموا بذكاء كيفية الانتقال من بركة الجاكوزي (الساخن) إلى الجاكوزي (البارد).. والعكس صحيح أيضا!