الرياضة
الكرة الإسبانية تهيمن على القارة العجوز
تاريخ النشر : الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢
مدريد - د ب أ: حققت كرة القدم الإسبانية نجاحا غير مسبوق في التاريخ، بعد تأهل خمسة من أنديتها إلى الدور قبل النهائي لبطولتي الأندية الأوروبية، الأمر الذي يضاف إلى إنجاز منتخبها الأول، بطل أوروبا والعالم حاليا. وإذا كان ريال مدريد وبرشلونة قد تأهلا إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال، فقد تمكن أتلتيكو مدريد وفالنسيا وأتلتيك بيلباو من بلوغ الدور نفسه في بطولة الدوري الأوروبي الخميس الماضي، بعد يوم تاريخي، كما أن فرصة خوض الأندية الإسبانية نهائي البطولتين تبقى قائمة. ومنذ أن اتخذت بطولة دوري الأبطال مسماها الحالي عام 1992، لم يسبق لبلد أن تأهل عنه هذا العدد من الأندية إلى المرحلة قبل الأخيرة. وكان الرقم القياسي السابق بحوزة إيطاليا عام 2003 وإسبانيا نفسها عام 2001، بأربعة أندية في الدور قبل النهائي للبطولتين.
وأقرت الصحافة العالمية أمس الأول بالإنجاز الإسباني، حيث أكدت صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الإيطالية أن: «إسبانيا تحصل على كل شيء»، بينما أضافت مواطنتها «كورييري ديللو سبورت» أن «الدوري الأوروبي يتحدث الإسبانية».
وفي فرنسا، جاء عنوان صحيفة «ليكيب» يقول «ربيع الأيبيريين»، في تذكرة بأن النادي الرابع الذي تأهل مع الإسبان إلى قبل نهائي الدوري الأوروبي هو سبورتينج لشبونة البرتغالي. وأكدت «فرانس فوتبول» أن إسبانيا «تحتفل» بكل هذه النجاحات الرياضية. ومع الهيمنة الكبيرة لريال مدريد وبرشلونة على بطولة الدوري الإسباني، أعلنت أندية ما يعرف باسم «الطبقة المتوسطة» عن نفسها في الدوري الأوروبي، ليس فقط عبر التأهل وإنما بتحقيقه من خلال أداء متميز.
وتبدو حالة فالنسيا انعكاسا لشيء من التناقض، حيث يمر الفريق بأزمة أداء ونتائج في بطولة الدوري الإسباني، لكنه لم يعان من مشكلات لتحقيق فوز ساحق 4- صفر على ألكمار، المنافس على لقب الدوري الهولندي. كما لم يعان أتلتيك بيلباو في طريقه للتأهل، حيث اكتفى بالتعادل على أرضه 2-2 أمام ضيفه شالكة، بعد أن كان قد هزمه ذهابا في ألمانيا 4-2.
كما فاز أتلتيكو مدريد على مضيفه هانوفر 2-1 في تكرار لنفس نتيجة مباراة الذهاب، وأظهر للعالم مجددا قوة خط هجومه المكون من الكولومبي راداميل فالكاو والإسباني الشاب أدريان. لكن ليس كل الكلام مديحاً، وهناك من يصفون نجاح هذه الأندية بأنه نتيجة للظروف المتفاوتة التي تتنافس فيها مع أندية أوروبية أخرى. كان ذلك مثلا هو رأي أولي هوينيس، رئيس بايرن ميونيخ الذي قال: «الكيل طفح بالنسبة لي. ندفع مئات الملايين لحكومة إسبانيا كي يخرجوا من حالتهم المزرية، وبعد ذلك لا تدفع الأندية الدين. لا يمكن أن تمضي الأمور على هذا النحو».
إلى هذه الانتقادات أضيفت شكوى نائب رئيس النادي كارل هاينز رومينيجه، الذي يتولى كذلك رئاسة رابطة الأندية الأوروبية: «على الهيئات المدينة النظر إلى اقتصاديات بلدانها والتحلي بالعقلانية». وتبلغ ديون الأندية الإسبانية أمام المالية العامة 752 مليون يورو. ويعد أتلتيكو مدريد، أحد المتأهلين إلى قبل نهائي الدوري الأوروبي، أكثر الأندية المدينة بقيمة 252 مليون يورو، إلا أن ذلك لم يحل دون قيامه مطلع الموسم الجاري بدفع 40 مليون يورو لضم فالكاو. ومع ذلك، تبدو الأندية الإسبانية مستعدة لتقديم موسمها الأفضل في التاريخ، والتفوق حتى على عام 1986، الذي شهد تأهل ثلاثة من أندية البلاد إلى نهائي بطولات أوروبا الثلاثة في ذلك الحين.