اطلالة
ولا عزاء لوزيراتنا
تاريخ النشر : الأحد ٨ أبريل ٢٠١٢
هالة كمال الدين
ترى.. ما هو سر تجني النواب على الوزيرات؟!
هذا السؤال تردد بقوة على الساحة عقب الجلسة النيابية الساخنة التي تعرضت فيها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة لهذا الهجوم العنيف، المتعمد، المخطط له من قبل النواب.
ولنطرح السؤال نفسه بصيغة أخرى:
هل لو كان هناك وزير - رجل - للثقافة، هو الذي اقترح فكرة مهرجان ربيع الثقافة، وتحمس لها هذا الحماس الشديد، وأصر على إقامته على الرغم من كل هذه الضغوط والمعارضات، وقام بجلب الأنشطة والفعاليات والبرامج نفسها، هل كان سيهاجم هذا (الوزير الرجل) بهذا الشكل، وتلك الدرجة، وذلك الأسلوب، ويعتبره البعض خارجا عن الأعراف والتقاليد؟ وهل كان سيوجه إليه نفس اللوم والإهانة والتجريح؟!
تاريخ الوزيرات بالمملكة خير من ينطق بالإجابات، ويؤكد أهمية طرح هذه الأسئلة، بدءا من الوزيرة ندى حفاظ، ومرورا بالوزيرة فاطمة البلوشي، ثم وزيرة الثقافة، التي بدأ الهجوم عليها منذ انطلاق ربيع الثقافة على مدار سبع سنوات متتالية.
لقد نجحت، وللأسف الشديد هذه العقلية الذكورية المتشددة التي ما زالت تسيطر على مجتمعنا، في تحويل ربيع الثقافة، إلى خريف كئيب، تساقطت معه أوراق وزهور وثمار جهود جبارة بذلتها الشيخة مي لسنوات طوال، أوصلت خلالها البحرين إلى مكانة استحقت معها أن تصبح عاصمة للثقافة العربية، ليس لهدف إلا لرسم صورة متحضرة للمملكة أمام العالم، ولتتيح للجمهور البحريني، والخليجي بشكل عام الفرصة للتعرف على ثقافات متعددة، وحضارات متنوعة، لم يكن الاطلاع عليها أمرا متاحا للغالبية، إلا من خلال فعالية مهمة وضخمة، مثل هذا المهرجان.
لقد حققت الشيخة مي الكثير من الإنجازات للحفاظ على حضارتنا وتاريخنا وتراثنا، حتى من قبل أن تتقلد منصب وزيرة، وساهمت في عكس صورة إيجابية متحضرة للبحرين، وللمرأة البحرينية، على الصعيد العربي والعالمي، لذلك كان أقل ما تستحقه هو كلمة شكر وامتنان من نوابنا الأفاضل، ومنا جميعا.
إذا كان الخلاف بين السادة النواب ووزيرتنا هو خلاف في الرأي، فهذا بالطبع لم يكن يفسد للود قضية.. ولكن جميع المؤشرات تؤكد وللأسف الشديد أن الخلاف وجد.. واشتد.. واشتعل.. فقط لأنها أنثى!
وهذا هو حال كل وزيراتنا.. سابقات كنّ.. أو لاحقات.
ولا عزاء لهن!!