الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مقالات


حملة (وِحدة وَحدة) هل جعلت البحرين وحدة؟

تاريخ النشر : الاثنين ٩ أبريل ٢٠١٢



هل حققت حملة «وِحدة وَحدة» أهدافها؟ هل وصلت إلى الجمهور المناسب؟
الحملة التي أقيمت باسم وزارة التنمية الاجتماعية هدفت إلى تحقيق اللحمة الوطنية في البحرين، وهي قضية بطبيعة الحال مرتبطة بشؤون سياسية واجتماعية ومذهبية ولا تتعلق بطبقة معينة من الناس دون غيرها.
كان يجب على الوزارة أن تتوجه إلى الناس في مجمعات سكنهم، وإلى المصلين في أماكن صلواتهم، والأطفال في مواقع لعبهم، وإلى بعض «مشايخ الدين» والشخصيات التي تنفخ في نار الطائفية وتتلفظ بألفاظ لا يمكنني حتى أن أكتبها في المقال (أجرب وأشوف الجريدة تكتبها أو تخلي نقط؟) مثلاً أحدهم وصف طائفة بأنهم (نغول)..!
أساس المشكلة هم الناس أنفسهم، والشخصيات التي تمثلهم، أو تتكلم باسمهم، ومكان الحملة الصحيح هو داخل المدن والقرى، وفي المساجد، والمجالس، والجامعات، إضافة طبعاً إلى المدارس التي يفترض أن تكون الحملة وصلتها ولكن لم يتم ذلك بشكل قوي وفق سؤال وجهتُه في تويتر، ووجدت أن تفاصيل الحملة وصلت فقط إلى زميلة لأنها صحفية مكلفة بمتابعة الحملة.
من ناحية أخرى، لماذا تعاملت وزارة التنمية الاجتماعية مع الحملة كأنها مشروع مستقل عن الوطن وكأنه يريد تحقيق المجد للجهة المنظمة؟ ثمة حين مبادرات ومحاولات وطنية أخرى سابقة (الوطن فيه خير) وكان الأولى أن تحتضنها الوزارة لتعبر عن رغبة حقيقية وصادقة في الإنجاز الذي يكون بعنوان الوطن بأكمله.
لقد قامت وزارة التنمية الاجتماعية باختيار مجموعة من الناشطين شكلوا لجنة تأسيسية، وكان يجب أن توجه دعوة لمن يحب المشاركة ولا تكون الدائرة مغلقة. ويُحسب للوزارة أنها وافقت على الخطة التي قدمتها اللجنة كما هي، ولكنها في مرحلة التنفيذ سلمتها إلى شركة تجارية أمسكت بالخيط والمخيط وقامت بتحوير الحملة بما يناسبها. نتج عن ذلك حملة إعلامية شكلية (شو) حققت نجاحاً ضئيلاً قدره أحد أعضاء اللجنة التأسيسية بنسبة 1% موعزاً ذلك إلى أن شركة تجارية يهمها الربح فقط، وقد لا يهمها تحقيق الأهداف.
أول أخطاء الحملة هي الانطلاقة التي أقيمت في حديقة عذاري بحفل غنائي صاخب في شهر محرم الذي فيه خصوصية دينية معروفة، بل أقيم الحفل أثناء مرور موكب عزاء وارتفاع أصوات قراءات قرآن من مساجد القرى وفي وقت قريب من وقت الصلاة، وعبر بعض الشباب عن رفضهم لهذا الحفل المتعارض مع مناسبتهم الدينية من خلال مناوشات أمنية قرب الحديقة.
الخطأ الثاني هو إقامة معرض للحملة في مضمار الفورمولا1 الواقع في الصخير. هل مطلوب من الناس أن تأتي إلى الحملة أم أن تأتي الحملة إليهم؟ كما أن هناك تحفظاً معيناً على المكان في إطار الأزمة السياسية.
الخطأ الثالث هو في مسار «قافلة الخير» وهي المفترض أن تعبر فعلاً عن روح أي حملة شعبية من هذا النوع، وقد انتظرنا أن تمر في الأحياء السكنية وليس في المجمعات التجارية والشركات. فما فائدة الحملة إن لم تتوغل داخل المناطق السكنية وخصوصا التي شهدت مناوشات مؤسفة ما بين عدد من أفرادها؟ هذه المناطق كان يجب أن تكون لها الأولوية عوضاً عن عذاري والفورمولا!
ختاماً، حملة «وِحدة وَحدة» هي في النهاية فكرة طيبة لكنها لم تحقق كل ما كنا نتمناه بسبب الاستعجال، وعدم إجراء دراسة وافية، والحذر الشديد إلى حد الخوف، إضافة إلى أن أي وزارة أو جهة رسمية حكومية هي بالضرورة لا يمكنها انتقاد جهة أخرى أو التدخل في خصوصياتها.
تويت
لكل متهم (هاليومين) وجهان.. وجه بريء في المحكمة.. ووجه في تويتر! @musabbh