الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


طائرات استطلاع أمريكية تراقب المواقع النووية الإيرانية

تاريخ النشر : الاثنين ٩ أبريل ٢٠١٢



واشنطن - الوكالات: كشفت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت ان طائرات استطلاع خفية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) تسللت قبل ثلاث سنوات إلى عمق الاراضي الايرانية والتقطت صورا - ولا سيما لموقع قم النووي - قبل ان تعود إلى قاعدتها.
وذكرت الصحيفة انه خلال تلك الرحلة الاولى من نوعها قبل ثلاث سنوات، ترصد محللو السي اي ايه وغيرها من وكالات الاستخبارات الامريكية ادنى مؤشر يفيد بأن الدفاع الجوي الايراني كشف وجود الطائرة بدون طيار وهي من طراز «آر كيو-170 سنتينل». ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير سابق في السي اي ايه لم تذكر اسمه انه «لم يرد اي مؤشر بهذا الصدد».
ومنذ ذلك الحين قامت طائرات استطلاع خفية بمراقبة عشرات المواقع في إيران من خلال القيام بمئات الرحلات فوق مواقع مشبوهة، إلى ان تحطمت طائرة استطلاع من الطراز ذاته داخل الحدود الايرانية في ديسمبر الماضي، وفق الصحيفة.
وتندرج هذه المراقبة في سياق حملة استخباراتية حول البرنامج النووي الايراني تكثفت خلال السنوات الاخيرة من عهد الرئيس السابق جورج بوش. واوضحت الصحيفة ان الحملة تضمنت نشر انظمة تنصت الكترونية من قبل وكالة الامن القومي وتشكيل وحدة خاصة بإيران مؤلفة من خبراء في تحليل الصور عبر الاقمار الصناعية، وتشكيل شبكة تجسس لهذا الغرض. وهذه الاجراءات عززت قناعة البيت الابيض بأنه سيتلقى انذارا مبكرا فور قيام إيران بأي محاولة لجمع قنبلة نووية. وقال المسؤول الكبير للصحيفة «اننا واثقون من اننا سنرصد اي نشاط يفيد بأنه تم اتخاذ قرار» بهذا المعنى. واشارت الصحيفة إلى ان جهود اجهزة الاستخبارات تزامنت مع حملة سرية شنتها السي اي ايه وغيرها من الوكالات لتخريب البرنامج النووي الايراني. وذكرت ادارة الرئيس باراك اوباما تقارير لاجهزة الاستخبارات عند ابداء موقفها المعارض لشن اسرائيل ضربة عسكرية استباقية ضد مواقع نووية ايرانية.
في الوقت ذاته أكد رئيس البرنامج النووي الايراني امس الاحد ان بلاده لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% قدر ما تحتاج ولن تغلق منشأة التخصيب في فوردو (وسط) حتى لو طلبت القوى العظمى ذلك. وقال فريدون عباسي دواني لوكالة الانباء الطلابية ان تلك المطالب ستكون «غير منطقية»، وذلك ردا على سؤال حول معلومات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز مفادها ان مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، والمانيا) تنوي طلب هذين الاجراءين في مفاوضاتهما المقبلة مع إيران حول ملفها النووي.
وقال عباسي دواني «هذه المطالب تخلو من المنطق. لن ننتج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% اكثر من حاجتنا لمفاعل طهران ولمفاعل الابحاث الثاني الذي ننوي بناءه».
وفي ما يتعلق بمنشأة فوردو تحت الارض التي كان وجودها سريا لفترة طويلة وغذّى الشكوك الغربية «فإنها لا تفرق عن منشأة نطنز بشيء» وهي المنشأة الرئيسية حاليا لتخصيب اليورانيوم، بحسب المسؤول الايراني.
والمنشأتان تخضعان لتفتيش منتظم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على غرار اغلبية المنشآت النووية الايرانية «التي اقيمت تحت الارض بسبب خطر الهجمات»، بحسب عباسي دواني. واضاف «مع الاسف ان عددا من دول مجموعة 5+1 يهددوننا» في اشارة إلى الولايات المتحدة التي اكدت - على غرار اسرائيل - عدم استبعاد «اي خيار» لمنع طهران من التزود بالسلاح النووي. واوضح ختاما ان على الغربيين «تغيير سلوكهم وخطابهم حول ايران». وكرر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الاحد امام موظفي الوكالة الايرانية للطاقة الذرية ان بلاده «ستواصل بتصميم السبيل المتخذ وممارسة حقها» بتطوير التكنولوجيا النووية. وشدد في لقاء مع رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما الذي يزور طهران ان إيران مستعدة «لتقبل اي اقتراح من اجل تعاون» نووي مع القوى الكبرى. وقال إن «ايران مستعدة للمفاوضات وستطرح مقترحاتها الخاصة في اللقاء المقبل» مع مجموعة 5+1 لكن «الغربيين لم يبدوا حتى الساعة رغبتهم في حل المسألة النووية الايرانية»، من دون تقديم مزيد من التوضيح بحسب موقع الرئاسة الايرانية. وكرر احمدي نجاد ان «الجمهورية الاسلامية في إيران تعارض جوهريا القنبلة الذرية واسلحة الدمار الشامل».
ويفترض استئناف المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 مبدئيا في 13 و14 إبريل في مكان لم يحدد بعد، علما انها مقطوعة منذ يناير 2011. وبعد ان اقترحت إيران اسطنبول مكانا تراجعت يوم الاربعاء في مؤشر غضب حيال أنقرة بسبب دعمها للمعارضة المسلحة للنظام السوري حليف طهران الرئيسي في المنطقة.
من جانبه دعا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الدول الست إلى اعتماد الحزم. وصرح ايهود باراك امس الاحد لقناة سي ان ان «اذا حددت مجموعة خمسة زائد واحد عتبة منخفضة بمطالبتها إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة مثلا، فهذا يعني ان الايرانيين كسبوا بسعر بخس الحق في مواصلة برامجهم العسكرية ببطء لكن من دون عقوبات». واضاف بإلحاح «سيكون ذلك تغييرا تاما في الاتجاه نحو الاسوأ». وفي مارس طرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاثة شروط على إيران من اجل تسوية سلمية للازمة تتمثل في تفكيك موقع قم تحت الارض ووقف تخصيب اليورانيوم وسحب كل العتاد المخصب.