الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

فـــي ( أم المبــــاريـــــات)
مباراة مفتوحة لعب فيها البطل على أخطاء وصيفه!

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢



لم تكن مباراة القطبين المحرق و الرفاع مباراة عادية، بل جاءت مباراة مفتوحة بمستوى فني متوسط، ولكنها لم تتناسب مع كون الفريقين يضمان نجوما من ذوي الخبرة، فكانت المساحات الكبيرة التي تركها لاعبو الفريق ذات مؤثرات قوية لم تستغل وبالذات من جانب الرفاع الذي كان يفضل اللعب في مساحات ضيقة للغاية سهلت قطع معظم الكرات وبالذات التي تكون في العمق، فانعكس ذلك على الكرات الخطرة الحقيقية للرفاع على مرمى عبد الله الكعبي والتي كانت في غالبها من الكرات الثابتة التي أحسن الأخير التعامل معها والتي تمثلت في كرتين واحدة لطلال يوسف وحسين سلمان.
لا أعتقد بأنه من الناحية الفنية أن نقول أن الفريقين تفوق أحدهما على الآخر، بل هما تساويا في كل ذلك، والفارق إن المحرق سجل في وقت مبكر من المباراة هدفين، تركا تأثيرا على معنويات لاعبي الرفاع الذين فقدوا التركيز خلال الشوط الأول وظهر حاجتهم إلى تهيئة ذهنية في الفترة ما بين الشوطين ليعودوا إلى أجواء المباراة، وإلا فإن حسبة الاستحواذ يمكن فقط أن نقول بأنها متساوية، فاعليتها أكبر في المحرق، وأقل في الرفاع لتكون نسبة استحواذه سلبية، فلم نر غير تسديدتين من طلال وحسين سلمان، في وقت كان المحرق يمكنه أن يستغل الهزة التي تفاجأ بها الرفاع بعد هدفيه .
خبرة المحرق أسعفته بالخروج بهذا الفوز الكبير، وأن يحسم (أم المباريات) في وقت مبكر تقريبا، ويمكن أن يكون مدربه قرأ جيدا الرفاع والبداية التي بدأ بها، وهو ما يفسر لجوئه لإسقاط الكرات من خلف المدافعين باعتبار أن هناك خللا في العمق الرفاعي، وهو ما ينعكس على التشكيلة التي كان بدأ بها مرجان المباراة وفطن السعدون لها من خلال الكرات الطويلة، وهنا لابد من التذكير بالخبرة التي يمتلكها لاعبو المحرق وأعتقد بأن الفريق كان يمكن أن يخرج بأكثر من الأهداف الثلاثة ولكن العجالة في المرات التي وصل بها الفريق داخل صندوق الحارس الدوسري، وفي المقابل لم تكن منطقة العمق الدفاعي في المحرق سهلة ، فهي مسنودة بلاعب ارتكاز خبير وهو سيد محمود جلال، كما أن وجود لاعب الخبرة علي عامر والمشخص قلص كثيرا من خطورة الكرات الهوائية باعتبار أن الرفاع كان يلجأ في الشوط الأول للعرضيات وتحصل على عدة ركلات ركنية.
ويتفق الكثيرون على أن الرفاع لم يتحسن أداؤه إلا بعد التغييرات التي أجراها كابتن مرجان في الشوط الثاني من خلال إشراك حسين سلمان ومن ثم محمد عبد الوهاب والذي حرر سلمان عيسى ليتقدم في الأمام ويبدأ الفريق في الضغط على النصف الخاص بالمحرق، وشاهد الكل أفضلية استحواذ للرفاع ولكنه في معظمه كان استحواذا سلبيا رغم أن الارتباك ساد المحرق في كثير من الأحيان وكان يفترض أن يستفيد من هذا الارتباك، إلا أنه وقع في أخطاء اللعب في المساحات الضيقة والرغبة في الوصول لمنطقة جزاء الرفاع من العمق وهو ما سهل على لاعبي المحرق قطعها ومن ثم البدء بالهجوم عبر المرتدات، كما أن من المآخذ أيضا على الرفاع عدم تفعيل الأطراف بصورة كبيرة والجهة اليسرى منها بالذات فكان من الطبيعي أن يقلل المخاطر على دفاع المحرق، وبالذات أن التسديد من خارج منطقة الجزاء لم يكن يؤتي ثماره، بالمناسبة لقد كانت التوقعات أن يقوى الرفاع على جر المباراة إلى شوطين إضافيين، وأن هذا كان ممكنا بعد تقليص النتيجة وزيادة الضغط، وأنه فقط كان يحتاج إلى الهدوء والتركيز وليس إلى شيء آخر ولكن تسرعه فوت عليه تعديل النتيجة، لأنه واضحا ارتباك لاعبيه مع الكرات المرتدة.