الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


معركة الانتخابات الرئاسية تبدأ بمواجهة عنيفة بين الإخوان المسلمين وعمر سليمان

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢



غداة اغلاق باب الترشح لاول انتخابات رئاسية بعد اسقاط حسني مبارك، بدأت معركة عنيفة بين رئيس الاستخبارات في عهد حسني مبارك اللواء عمر سليمان وجماعة الاخوان المسلمين، اذ يطرح الاول نفسه «كمنقذ» للبلاد من الجماعة التي يتهمها بالسعي لاحتكار السلطة بينما يتهمه الاخوان بـ «سرقة الثورة» ويهددون بالنزول إلى الشارع مجددا.
وشن اللواء سليمان - الذي كان عدوا لدودا للاسلاميين على مدى قرابة عشرين عاما امضاها رئيسا لجهاز الاستخبارات في عهد مبارك - هجوما شديدا على الاخوان المسلمين الذين اتهمهم بتهديده بالقتل معتبرا انهم «فقدوا كثيرا من شعبيتهم».
وقال سليمان في مقابلة نشرتها امس الاثنين صحيفتا (الاخبار) الحكومية و(الاسبوع) الخاصة ان «الاخوان المسلمين فقدوا كثيرا من شعبيتهم». واضاف «بمجرد الاعلان عن ترشحي لرئاسة الجمهورية تلقيت على هاتفي المحمول الخاص وعبر مقربين تهديدات بالقتل ورسائل تقول (سوف نثأر منك) من عناصر تنتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين وإلى الجماعات الاسلامية الاخرى».
وتابع «اذا كان البعض يظن ان هذه الاتهامات يمكن ان تثنيني عن مواقفي او عن استمرار ترشحي لرئاسة الجمهورية فهم واهمون».
واعتبر ان هناك «تحولا في المجتمع المصري ساعدت عليه ممارسات الاخوان المسلمين وتصرفاتهم وسعيهم إلى الاستحواذ على كل شئ وتبني خطاب غير مقبول من الجماهير وقد لعبت هذه المواقف جميعها دورا في احداث هذا التحول في الشارع المصري باتجاه الرغبة في الحفاظ على ثوابت الوطن والحفاظ وحماية الدولة المصرية ومؤسساتها من السقوط».
وقال انه سيسعى قبل اي شئ إلى «انقاذ البلاد من الفوضى وعودة الامن سريعا واعادة هيبة الدولة». وأكد انه يراهن على ما بات يسمى في مصر «حزب الكنبة» اي المصريين غير الناشطين سياسيا الذين يكتفون بمتابعة التطورات السياسية عبر شاشات التلفزيون من فوق ارائكهم.
ورأى ان «البسطاء من المواطنين والشباب والمثقفين وابناء الفئات الاجتماعية المختلفة والباحثين عن الامن والاستقرار ولقمة العيش الكريمة والحرية، هؤلاء هم حزبي واهلي الذين سيتولون ادارة المعركة الانتخابية».
ورد مرشح الاخوان المسلمين خيرت الشاطر في مؤتمر صحفي عقده بشكل مفاجئ قبيل ظهر امس الاثنين مهددا بالنزول إلى الشارع مرة اخرى في حال «سرقت الثورة» منددا بدخول رئيس جهاز الاستخبارات السابق عمر سليمان سباق الرئاسة.
وقال الشاطر ان ترشح اللواء سليمان الذي تولى منصب نائب الرئيس قبل ايام من اسقاط حسني مبارك تحت ضغط الشارع في 11 فبراير 2011، «اهانة للثورة وعدم ادراك بان تغييرا حدث» في مصر. واضاف مرشح الجماعة في اول ظهور اعلامي منذ ترشحه «نرفض محاولة اعادة انتاج النظام السياسي السابق بشكل معدل في شخص اللواء عمر سليمان».
وتابع انت «المسألة الاساسية هي سرقة الثورة، لو تمت اي محاولة لسرقة الثورة سننزل نحن وغيرنا إلى الشارع» مضيفا «كلنا كمصريين ضحينا ليس لكي يعود من كان نائبا للرئيس (السابق)». واعتبر الشاطر ان الشعب اطاح بمبارك وسليمان معا قائلا بالعامية المصرية «الشعب مشى مبارك ومشى سليمان».
من جانبه اعتبر سليمان الذي تولى منصب نائب الرئيس في الايام الاخيرة من حكم مبارك قبل اسقاطه في 11 فبراير 2011، ان «الذين يقولون ان ترشحي لمنصب الرئيس يعني اعادة انتاج النظام السابق عليهم ان يدركوا انه ليس معنى انني كنت رئيسا لجهاز المخابرات او نائبا للرئيس لعدة ايام انني كنت جزءا من منظومة ثار عليها الشعب».
ونفى سليمان ان يكون ترشحه بناء على اتفاق مع المجلس العسكري الحاكم مشددا على ان اعضاء هذا المجلس علموا بترشحه من وسائل الاعلام. الا انه أكد في الوقت ذاته «انا ابن المؤسسة العسكرية واعتز بتاريخ خدمتي فيها». وتابع «كان للمؤسسة العسكرية ولازال دورها في حماية هذا الوطن وحماية ثورته والدفاع عن امنه واستقراره وارفض توجيه اي اهانات إلى المؤسسة ورموزها وارفض محاولات التشكيك في الجيش المصري وادرك ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يعمل في ظروف بالغة الصعوبة».
وفي ما بدا انه استهلال لصدام شرس مع الاخوان المسلمين الذين يهيمنون على البرلمان بالتحالف مع حزب النور السلفي ويحظون بالاغلبية في اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري الجديد، أكد اللواء سليمان رفضه موقف جماعة الاخوان التي تريد تحويل النظام السياسي في مصر من الرئاسي إلى النظام المختلط او البرلماني.
وقال بلهجة حاسمة انه «سيرفض النظام المختلط او البرلماني ولن اسمح لنفسي أن اكون الرئيس الرمز الذي لا يستطيع اتخاذ القرارات وانما يكون مجرد صورة».
واستطرد «انا رشحت نفسي على أساس النظام الرئاسي اي ان تكون هناك سلطات واضحة لرئيس الجمهورية تمكنه من حماية البلاد وتجربتها الديمقراطية ويعطي الرئيس القدرة على ان يمنع تغول فئة على حساب فئات الشعب».
وستجرى الانتخابات الرئاسية في 23 و24 مايو المقبل وتنظم جولة الاعادة اذا اقتضى الامر في 16 و17 يونيو. وستعلن اللجنة العليا للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين في 26 ابريل.
ولمواجهة احتمال استبعاد خيرت الشاطر لاسباب قانونية، قررت جماعة الاخوان ان يكون رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها محمد مرسي مرشحا احتياطيا لها.