الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرأي الثالث


الأمير خليفة.. كبير العائلة البحرينية

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢

محميد المحميد



حينما يختلف ابنك مع ابن جارك ويصل خلافهما إلى حد الصدام وحتى تبادل الكلمات الانفعالية والأخطاء، وتغضب الأم والأخوان وبعض أفراد عائلتك، ويقرر فرد من الأسرة برفع شكوى رسمية لمركز الشرطة، ثم يبادر جارك وكبير العائلة فيها بزيارتك مع أفراد أسرتك ويدخل منزلك، ويقدم لك كل الكلام المعبر بكل صدق وإخلاص عن أهمية تجاوز الخلاف وحل المشكلة، احتراما للجيرة وحفاظا على العلاقة التاريخية بين الأسرتين، والمضي قدما في توطيد العلاقة لمصلحة الكل، ويطلب من الجميع أن يزيلوا ما في نفوسهم مما بدر من خلاف الابناء، فإنك حتما ستقوم بقبول تلك الزيارة والرضى بما جاء في كلام كبير العائلة، احتراما وتوقيرا، ورد التحية بالجميل، وتجاوز الخلاف الذي وقع مع ضمان عدم تكراره.
هذه هي عادة أهل البحرين الثابتة والراسخة منذ القدم، توارثناها من الأجداد والآباء، ونسعى جميعا لنقلها إلى الأبناء والأحفاد، ولربما امتازت مملكة البحرين بهذه العادات والتقاليد الحميدة والأصول العربية الأصيلة، عن باقي المجتمعات، مهما تطورت الحياة وتعددت المؤسسات فيها، مادام الخلاف لم يشكل تداعيات جسيمة وأضرارا كبيرة جدا، وقديما قال العرب: «من أجل عين تكرم مدينة».
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لمجلس النواب، هي زيارة كبير العائلة لإخوانه وأبنائه من ممثلي الشعب في مجلس النواب، وهي مبادرة كريمة وخطوة حكيمة لا يقوم بها إلا الكبار وأصحاب النفوس الطيبة، الذين يهمه الصالح العام وخدمة الوطن والمواطنين.
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة حفظه الله بالأمس لمجلس النواب كان تهدف لدعم مسيرة العمل الوطني ومعالجة الخلافات أولا بأول حتى لا تتسبب في توتير العلاقة بين الحكومة والنواب، وحتى لا تتأزم الأمور بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية بسبب خلاف وكلام وحتى تطاول وأخطاء.
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة حفظه الله بالأمس لمجلس النواب تخلق من التحديات الوطنية فرص استثمارية للعمل الوطني والمشروع الإصلاحي والمسيرة الديمقراطية، هذا هو التصرف الحكيم من كبير العائلة في احتواء المشكلات والخلافات من أجل تعزيز العمل لصالح الوطن والمواطنين.
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة حفظه الله بالأمس لمجلس النواب محطة جديدة لصفحة جديدة من العمل والتعاون المشترك لصالح مملكة البحرين، وهي مبادرة كبيرة لا يقوم بها إلا الكبار وأولهم الأمير خليفة بن سلمان كبير العائلة البحرينية.