بقعة ضوء
متاحف بيئية
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢
زكريا خنجي
تعد المتاحف الأماكن التي تحفظ لنا ما تركه لنا الأجداد على مر العصور من موروثات وخبرات واشياء كانت تمثل أساليب حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وأصبحت اليوم رمزًا لما وصلوا إليه نستفيد منه في معرفة أصل الأشياء.
ويمكن أن تقسم المتاحف حسب الغرض من إنشائها إلى:
1- متاحف فنية: وتدخل في نطاقها عرض اللوحات الفنية التي تعرض فكر وفن الفنانين التشكيليين للمدارس المختلفة، بالإضافة إلى أعمال النحت والخزف وغيرها من العناصر الفنية الرفيعة كالمجوهرات والتحف الفنية النادرة.
2- متاحف تراثية: وتشمل المتاحف التي تعرض التراث للحضارات المختلفة من أدوات كانت تستخدم قديمًا أو تماثيل أو أواني أو حتى أدوات حربية كانت تستخدم في الحروب.
3- متاحف علمية: وهي تعرض الأساليب العلمية والاكتشافات التي من خلالها تتم الاستفادة منها في تطور شتى العلوم البيئية والمعملية والصناعية.
4- متاحف بيئية: وهي التي تعرض فيها أنواع مختلفة من مفردات البيئة كـ«الأخشاب» والمعادن المتنوعة، كما تعرض فيها عناصر البيئة المختلفة الخاصة بجيولوجيا الطبقات الأرضية والاحياء المائية وغيرها من مظاهر الطبيعة حولنا.
وإن كنا نريد أن نقف فإننا نود أن نتوقف عند المتاحف البيئية.
من الملاحظ أننا في البحرين نفتقد هذه النوعية من المتاحف، على الرغم من أن البحرين تزخر بأنواع عديدة من البيئيات التي يمكن أن تعرض من خلال المتحف كنماذج رائعة، فالبحرين تتمتع ببيئة صحراوية وبيئية زراعية وبيئة بحرية بمختلف نوعياتها وتشكيلاتها.
فلو أقمنا متحفا للبيئات الطبيعية في البحرين - وليس جزءا من متحف كما هو حاصل اليوم - وعرضنا كل البيئات الطبيعية بتفاصيلها الدقيقة وكائناتها التي تعيش فيها مثل الحيوانات الثديية والطيور والزواحف، وكذلك تلك الأعداد الكبيرة من الأسماك الحية التي تسبح في الأحواض الاصطناعية - كما هو موجود في الكثير من دول العالم - ترى ماذا يمكن أن يحدث؟ ألا ترون معي أن هذه المتاحف يمكن أن تجلب العديد من الزوار والسياح من شتى بقاع العالم؟
ألا يمكن أن تصبح هذه المتاحف البيئية وسيلة تعليمية بدلاً من الدروس النظرية التي يتلقاها أبناؤنا في المدارس؟
كم ستجني البحرين من هذه المتاحف؟ هل فكرنا قط في ذلك؟
أيها السادة، تتمتع البحرين بالكثير من الإمكانيات والبنى التحتية ولكن نحتاج إلى عزيمة للاستفادة من تلك الإمكانيات.