ثلثاء المعتوق
تغيير الاتجاهات
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠١٢
تتسابق شركات الدعاية والإعلان على الترويج للبضائع والمنتجات المختلفة عن طريق تغيير الميول والاتجاهات وسلوك الناس بطريقة غير مباشرة والكثير منها بطرق فريدة ومبتكرة تتماشى وعقلية المتلقي الزبون وتقوم الشركات الدعائية بدراسات وتجارب معمقة في كيفية مرور المعلومة إلى المشاهد من الحس البصري والسمعي إلى الذاكرة الحية وتخزينها بعد ذلك داخل العقل الباطن الذي يتحكم في تصرفاتنا فيما بعد، وتجبرنا من دون أن نشعر على اختيار أنواع محددة من المنتجات من دون غيرها إلى درجة تدفعنا إلى مد اليد إلى الرفوف داخل المحلات التجارية لنلتقط علبه معينة ونضعها في سلة المشتريات من دون أن نفكر في خيارات مختلفة دون أن ندرك الأسباب وتأثير الدعاية والإعلان، ولكن دعوني ببساطة أقدم لكم نماذج عن كيفية تغيير السلوك والاتجاهات التي تدفع الكثيرين منا إلى إتباعها من دون معرفة السبب أو المبرر.
وأشير إلى أنه قد أجريت عدة تجارب بل مئات التجارب العملية على الأشخاص والحيوانات بهدف تغيير السلوك والاتجاهات ومن هذه التجارب جاءوا بأربعة من القرود ووضعوهم بداخل قفص ووضعت سلة في أعلى ذلك القفص بداخلها عدة حبات موزات وتبدأ التجربة عند محاولة إي من القردة التسلق إلى أعلى القفص لأخذ موزة، بسكب مياه شديدة البرودة على القرود الأربعة داخل القفص وفي كل مرة يحاول القردة التسلق وكان الماء البارد يسكب على الجميع، وبعد عدة محاولات بدأ سلوك القردة في التشكل والتغيير فكان كلما حاول أحدهم التسلق لأخذ الموزة يقوم الباقون من القردة داخل القفص بضربه ومنعه من التسلق خوفا من الماء البارد، واستمرت التجربة، بعدها أستبدل واحد من القرود بالداخل وجاءوا بقرد أخر إلى القفص ليست له خبرة مسبقة بالماء البارد وكان كلما حاول التسلق إلى الموز يتعرض للضرب من دون أن يعرف السبب.
بعدها بدأ القرد الجديد يشارك في ضرب كل من يحاول التسلق من دون أن يعرف ألأسباب، وبعد مدة استبدلت جميع القرود داخل القفص بالتدريج وأصبح القردة الجدد يضربون بعضهم البعض في القفص عند محاولة التسلق من دون أن يعرفوا السبب في ذلك، وفي تجربة أخرى بعيدة عن الماء البارد والقردة اختيرت مجموعة عشوائية من الناس وتمت دعوتهم لمشاهدة أحد الأفلام الرومانسية ووضع في الفلم ثلاث لقطات سريعة جدا بطريقة غير مباشرة على هامش الموقف وبعيدة عن موضوع سلة مليئة بالبرتقال من دون تركيز مباشر في الفلم الذي استغرق ساعة، وبعد نهاية الفلم أخذت المجموعة التي شاهدت الفلم إلى استراحة قصيرة ووضعت سلة من البرتقال ضمن طاولة مليئة بالفواكه وأنواع الأكل، وكانت المفاجأة أن غالبية المشاهدين للفلم اتجهوا إلى التقاط البرتقال من دون سبب مباشر أو معروف والدليل يعود إلى تأثير الإعلان على تغيير الاتجاهات على المدى القريب والبعيد وقيادة البشر كما العميان إلى حيث يريدون وهكذا نجد أنفسنا نميل إلى فريق وإلى أشخاص أو إلى فاكهة من دون أخرى وتتغير اتجاهاتنا من دون حاجة إلى سكب ماء بارد.