عربية ودولية
52 قتيلا في سوريا رغم إعلان السلطات بدء سحب قواتها من الشارع
تاريخ النشر : الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٢
قتل 52 شخصا في اعمال عنف في سوريا امس الثلاثاء، رغم الاعلان الروسي السوري من موسكو عن بدء تنفيذ السلطات السورية خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان من اجل السلام والشروع في سحب الاليات من الشارع.
وفيما شككت عواصم غربية ومعارضون باعلان دمشق الالتزام بخطة السلام، اقر مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان بأن الجيش السوري «ينسحب من بعض المناطق في سوريا، ولكنه يدخل مناطق اخرى لم تكن مستهدفة»، مضيفا ان العنف في سوريا يجب ان يتوقف «من دون شروط مسبقة».
كما قال عنان في رسالة إلى المجلس ان القوات السورية النظامية انسحبت من بعض المدن قبل مهلة 10 ابريل، الا انها تستهدف مواقع جديدة وقال إن على الاسد «تغيير نهجه بشكل جذري» لتحقيق وقف اطلاق النار.
وتنص خطة عنان على سحب القوات النظامية والاليات من المدن السورية اعتبارا من 10 ابريل، على ان تبدأ فترة 48 ساعة اخرى يحصل في نهايتها وقف كامل لجميع اشكال العنف من جميع الاطراف. كما تقضي بالسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام إلى سوريا وبإطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث الجارية منذ منتصف مارس 2011.
واعلنت موسكو الثلاثاء ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ابلغها ان دمشق بدأت تطبيق خطة وقف العنف، وانها بدأت سحب قسم من الجيش من حمص إلى الثكنات. وكان المعلم اعلن ان بلاده قامت «بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات، وسمحنا لاكثر من 28 محطة اعلامية بالدخول إلى سوريا، واستقبلنا رئيس لجنة الصليب الاحمر الدولي ووصلنا إلى تفاهمات في شأن استقبال المساعدات وايصالها إلى المحتاجين... وتم الافراج عن عدد من المعتقلين».
واشار إلى ان «ان وقف العنف المستدام يجب ان يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين» الذين تنيط بهم خطة عنان مهمة مراقبة وقف اطلاق النار.
وعلى الاثر، طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون كل الاطراف الدولية باتخاذ «الاجراءات اللازمة لوقف فوري للقتل» في سوريا و«اجبار النظام» على تنفيذ تعهداته. وقال غليون في مؤتمر صحفي في اسطنبول «لا يمكن للمجلس الوطني بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري ان يقبل بان يحول النظام مبادرة» انان، «الى رخصة جديدة للقتل. ولا ينبغي للمجتمع الدولي ولمنظمة الامم المتحدة ان يتحولا إلى شهود زور على نظام جعل من الخداع والكذب والمراوغة سياسة ومنهج عمل لعقود طويلة».
على الارض، اعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ان «لا ثقة» لها بالنظام. وقال المتحدث باسمها العقيد الركن قاسم سعد الدين «لا نتوقع ان يسحب النظام آلياته او ان يوقف القتل، لكن نحن ملتزمون بالمهلة التي حددها المبعوث الدولي كوفي عنان». واشار إلى انه يهمل النظام السوري مهلة 48 ساعة لوقف القصف وسحب الاليات تحت طائلة استئناف العمليات الهجومية ضد قواته.
في باريس، اكدت وزارة الخارجية الفرنسية ان سوريا لم تبدأ تنفيذ خطة عنان، واصفة تصريحات النظام السوري بانها «تعبير جديد عن كذب فاضح وغير مقبول». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه لم تصدر عن سوريا اي مؤشرات على نيتها تنفيذ التزامها بتطبيق خطة وقف العنف في سوريا، متهما النظام السوري بتصعيد الهجمات ضد المعارضة. وأكد البيت الابيض ان مجلس الامن الدولي سيتصرف حيال سوريا اذا استخلص المبعوث الدولي ان نظام دمشق لم يحترم تعهداته بوقف اطلاق النار.
في نيويورك، قال سفراء الاتحاد الاوروبي في الامم المتحدة ان سوريا لم تلتزم بتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي وانه يجب التفكير بتطبيق اجراءات دولية. وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر ويتيغ ان الرئيس السوري بشار الاسد «لم يلتزم بخطة انان، بل كثف العنف وانتهاكات حقوق الانسان»، مضيفا ان الاسد يمارس «العابا تكتيكية» مع المجتمع الدولي.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموفد الدولي كوفي عنان خلال محادثة هاتفية معه إلى تكثيف الضغط على المعارضة السورية، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية.
وجاءت الحصيلة الضخمة للضحايا في سوريا الثلاثاء لتؤكد الانطباع السائد بعدم تحقيق اي تقدم على صعيد وقف العنف. فقد قتل 52 شخصا هم 28 مدنيا و19 عنصرا من القوات النظامية وخمسة منشقين في عمليات قصف واطلاق نار ومداهمات، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.