عربية ودولية
القاعـدة تشن هجوما داميا جديدا شرقي اليمن وسقـوط 133 قتــيلا في يومين
تاريخ النشر : الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٢
قتل تسعة جنود في هجوم شنته القاعدة فجر أمس الثلاثاء، على نقطة للجيش اليمني في منطقة صحراوية على الطريق بين محافظتي مأرب وحضرموت في شرق البلاد، بحسبما أفاد مصدر عسكري، فيما ارتفعت حصيلة المعارك المستمرة منذ يومين في لودر إلى 124 قتيلا.
وقال المصدر العسكري من حضرموت: إن «مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا نقطة عسكرية في العبر على الطريق بين مأرب وحضرموت، وهي منطقة صحراوية وخالية تماما من السكان، مما أسفر عن مقتل ثمانية جنود وإصابة أربعة آخرين». وأشار المصدر العسكري إلى أن الهجوم حصل بعد صلاة الفجر عندما قام المسلحون المتطرفون باستهداف الجنود الذين كانوا في نقطتهم العسكرية التي هي عبارة عن خيام ودشم وأكياس من الرمل.
وفي هذه الأثناء استمرت المواجهات مع تنظيم القاعدة لليوم الثاني على التوالي في محيط مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية، وما زالت مطوقة من قبل عناصر «أنصار الشريعة» - وهو الاسم الذي يتخذه التنظيم المتطرف في جنوب اليمن - على الرغم من الخسائر الفادحة التي يتكبدونها بحسب مصادر محلية.
وارتفعت حصيلة المعارك بين تنظيم القاعدة من جهة، والجيش والمسلحين المدنيين الموالين له من جهة أخرى منذ اندلاعها في لودر صباح أول أمس الاثنين إلى 124 قتيلا على الأقل بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وقبلية. وقال مصدر عسكري من اللواء 111 المنتشر في منطقة لودر بمحافظة أبين: إن «مائة وعنصرين من القاعدة قتلوا في المعارك بينهم 28 قتلوا اليوم (الثلاثاء)».
ويضاف إلى هؤلاء 14 عسكريا قتلوا يوم الأثنين، وثمانية مقاتلين من لجان المقاومة الشعبية الموالية للجيش قضوا خلال المعارك بينهم، اثنان قتلوا أمس الثلاثاء بحسب مصادر عسكرية وقبلية. وبحسب المصدر العسكري من اللواء 111، فان المعارك تركزت أمس بين القاعدة والمقاتلين المدنيين في جوار محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي للمدينة.
وجزم المصدر بأنه «تم دحر تنظيم القاعدة من منطقة محطة الكهرباء».
لكن مصادر محلية أكدت أنه على الرغم من الخسائر الفادحة، فإن التنظيم يبدو مصمما على السيطرة على لودر التي يعتبرها مدينة استراتيجية، إذ تقع عند نقطة الوصل بين عدة محافظات جنوبية، وهو يطوقها من دون أن يسيطر على مداخلها.
وقد وزعت القاعدة بيانا أكدت فيه عزمها على السيطرة على لودر.
وقال أحد أعضاء اللجان الشعبية لوكالة فرانس برس: «لن نخرج من مدينتنا ولن ننزح ليدخل هؤلاء. اللجان تمسك بمداخل المدينة، والقاعدة تسيطر على الضواحي المحيطة بها».
وبحسب مصادر متطابقة، انسحب الجيش منذ ظهر يوم الأثنين من جبهات المواجهات وهو فقط متمركز في مركز اللواء 111 في هضبة مطلة على لودر من الجهة الجنوبية، وهو ينفذ عمليات قصف مدفعي وقنص ضد عناصر القاعدة.
وذكر مصدر مقرب من القاعدة أن العشرات من جثث عناصر القاعدة تم دفنها في شقرة وجعار والوضيع بمحافظة أبين وفي عزان والحوطة بمحافظة شبوة المجاروة. كما أشار إلى أن عشرات الجرحى نقلوا إلى المراكز الصحية في شقرة. وشوهدت مركبات تقل جثث عناصر القاعدة إلى محافظتي شبوة وأبين المجاورتين واللتين يسيطر التنظيم على قطاعات واسعة منهما.
وقال المصدر المقرب من القاعدة: إن «أنصار الشريعة» تلقوا ضربة موجعة في لودر لكنهم مصرون على دخول المدينة. وذكر أن بين قتلى القاعدة 12 صوماليا وعدد من السعوديين، مشيرا إلى أن معظم القتلى سقطوا جراء القصف المدفعي الذي ينفذه الجيش إضافة إلى المواجهات مع لجان المقاومة الشعبية.
واستمرت المعارك حتى ساعة متأخرة من يوم الأثنين ثم استؤنفت المواجهات بشكل متقطع أمس الثلاثاء. وكانت تلك الاشتباكات اندلعت عندما هاجم مسلحو القاعدة ثكنة ياتوف العسكرية شرق مدينة لودر. وقد انسحب الجيش من هذه الثكنة تاركا ساحة المعركة لأبناء المنطقة المسلحين الموالين له بحسبما أفادت مصادر عسكرية ومحلية.
وأكدت مصادر محلية أن القاعدة تطوق لودر لليوم الثاني على التوالي من ثلاثة محاور، الشمال والشرق والغرب.
وإلى ذلك، أكدت مصادر محلية وشهود عيان أن سلاح الجو اليمني شن غارة على منطقة لودر أسفرت عن تدمير دبابتين استولت عليهما القاعدة خلال المعارك يوم الأثنين. وتؤكد هذه التطورات قدرة القاعدة على توسيع نطاق عملها في جنوب اليمن وشرقه، في حين تواجه الحكومة صعوبات في إعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن التي لا يزال قسم منها تحت سيطرة أقرباء الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واستفادت القاعدة من تشتت السلطة المركزية ومن الاحتجاجات التي شهدها اليمن خلال الأشهر الماضية لتعزيز نفوذها في جنوب وشرق اليمن. وقد تعهد رئيس اليمن التوافقي عبد ربه منصور هادي المنحدر من أبين، بالقضاء على تنظيم القاعدة.
وتستهدف غارات منتظمة منسوبة إلى الولايات المتحدة تشنها بصورة خاصة طائرات من دون طيار، عناصر من القاعدة في جنوب اليمن وشرقه، ولو أن واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات.