عطاء الشيخة مـــي
 تاريخ النشر : الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
ينتابني إحساس عميق يلح عليّ في قول كلمة منصفة حول تلك الجلسة الساخنة التي تعرضت فيها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة المعروفة بانها مثال يُحتذى في الطيبة والحكمة, والأصالة النابعة من أصالة معدنها.. ان الشيخة مي من النوع القوي الشخصية والحذر في اتخاذ أي قرار تجنبا للوقوع في الخطأ، وهي أيضا تتفاعل بكل جوارحها مع كل ما هو جميل, وبالمقابل تكون شديدة الانفعال إزاء كل ما يغاير ذلك.. فهي لم تكن تستحق ذلك الهجوم العنيف تجاه عبارات انفعالية غير مقصودة قد يطلقها كثير من الناس عند الغضب, وخاصة عندما يكون الثائر امرأة.. ذلك ان المرأة بحكم عواطفها الجياشة معرضة للانفصال عن العقل في حال تعرضها للإثارة أكثر من الذكور.. من أجل هذا فإن الإسلام لو وضع العصمة في يد المرأة لطلقنا جميعا نحن معشر الأزواج.
أكرر لأقول: إن الشيخة مي التي تضج إنسانية ونشاطا وفضلا في تفتح الروح في مهرجان ربيع الثقافة لم تكن تستحق ذلك الهجوم المبالغ فيه, وان الموضوع برمته لم يكن يستحق كل ما قيل فيه, فإذا كانت قد تصرفت بأسلوب عرضي لا إرادي وغير مقصود فإن فئة من النواب قد تعرضوا للعتب أيضا نتيجة لانفعالهم المبالغ فيه.. لا بد أن نرجح الجوانب الايجابية الكثيرة للشيخة مي على أي جانب سلبي ان وجد.. (مثل الإسراف في المال العام كما يشاع).. لقد شاهدنا في عهدها فنانين وأدباء كبارا لم نكن لنحلم برؤيتهم.
لقد بذلت وزيرتنا المخلصة الكثير من الجهود الجبارة في سبيل إعلاء سمعة ومكانة البحرين في المحافل الدولية, وعليه لا يجوز المبالغة في الحديث عن الحدث العرضي الذي نتج بصورة انفعالية غير مقصودة بين أخت وإخوان نكن لهم كل المودة والتقدير. ألا يكفينا ما نحن فيه؟.. فلننس ما حدث ولنصفح ولنتفرغ لما هو أهم, ولما يهدد كياننا ومصيرنا. أما ان نسرف ونبالغ في الحديث عن إشكالية عارضة حدثت بين إخوة فهذا غير مقبول, وان أهل المحرق رايتهم بيضاء على الدوام, فهم معروفون بالشجاعة والنخوة والكرامة, وان وقفتهم المشرفة خلال الأزمة لخير دليل على أصالتهم ووفائهم لوطنهم ولحكامهم الأشاوس.. فهل تفرغنا لما هو أهم وأنفع للشعب وللوطن ولزمرة المتقاعدين؟
أحمد محمد الأنصاري
.