عالم يتغير
لم يعد مجرد عنف أو تخريب بل إرهاب منظم وممنهج وممول
تاريخ النشر : الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
فوزية رشيد
} حادثة (العكر) يوم الاثنين الماضي واستهداف سبعة من رجال الأمن بقنبلة انفجرت عن بعد، وأدت إلى ما أدت إليه من ضحايا إصابة بعضهم خطرة جدا، وفي ذات الليلة وقبلها استهداف مركز للشرطة وقبلها أيضا استهداف المركبات العامة وقبلها وقبلها...، كل ذلك باختصار يعني أن (الإرهابيين) ومن يقف وراءهم يريدون إدخال البحرين إلى المربع الأول في الأزمة، وهذه المرة عبر الإرهاب المنظم والممنهج، وعبر استخدام أسلحة نوعية، وإن كانت محلية الصنع، أو سواها، فإنها تستهدف الأرواح والممتلكات، وبالتالي فهي في النهاية أسلحة إرهابية خطرة، ومن المفترض أنها محظورة إن تم استخدامها في أي بلد من بلاد العالم، ولن نسوق الحجج في ذلك فهي أوضح من عين الشمس، والأيام القادمة ستكشف المزيد.
} هؤلاء «الإرهابيون»، يريدون إدخال البحرين (تدريجيا) على خط القطار العراقي في الإرهاب والفوضى، حتى يتعود الناس أيضا وبالتدريج تقبل سلوكهم الإرهابي، على انه أمر طبيعي أو جزء من حياة المواطن البحريني، مدعومين بإعلام إقليمي وآخر دولي، مليء بدوره بالكذب الممنهج والمنظم، فحين يزيد إرهابهم يزيد في ذلك الإعلام صراخهم واتهامهم للدولة بانتهاك المواثيق الدولية، والتباكي على رموزهم ومعتقليهم وشهدائهم أو ضحايا مسيلات الدموع التي روجوها، أي أنهم يقتلون رجال الأمن بأسلحة يتدرجون في كشفها بين حين وآخر، ثم لا يريدون رجال الأمن الدفاع عن أنفسهم حتى بمسيلات الدموع، وان يجبروهم على التخلي عنها حتى يسرحوا ويمرحوا في إرهابهم، فيما الدولة تتعامل معهم بأكبر قدر من ضبط النفس حتى لا توقع ضحايا بين صفوفهم رغم إجرامهم الواضح، ورغم ذلك فقد حولوا الفضائيات الطائفية والفضائيات العالمية إلى (حسينيات) مفتوحة لا يكفون فيها عن البكاء والعويل وادعاء المظلومية واتهام الدولة كذبا بأبشع ما في قواميسهم من نعوت وتوصيفات، وهكذا تدور الاسطوانة الإعلامية ذات الأجندات على أساس عدة منطلقات يروجها الشق السياسي الذي يسمي نفسه معارضة لحماية الإرهابيين.
الأول: اكذب ثم اكذب حتى تملأ العالم بكذبك فيصدقك الناس.
الثاني: ضربني واشتكى وسبقني وبكى.
الثالث: رمتني بدائها وانسلت.
الرابع: استخدام كل المصطلحات الحقوقية والقانونية التي تدربوا على اطلاقها واستخدامها وعلى أساس الحق الذي يراد به باطل ونموذجها يمارسون الإرهاب ويتباكون على الحل الأمني ويتجاهلون تماما كل الحلول السياسية المطروحة والحوار.
الخامس: ادعاء السلمية.
السادس: افراغ كل أدبيات نضال الشعوب من محتواها الحقيقي، وإلصاقها بأنفسهم خداعا وزيفا مثل الاضفاء على أنفسهم ألقاب الثوار والأبطال والأحرار والكرامة والنضال... الخ، بل حشدوا كل قواميس النضال الفلسطيني تجاه العدو الصهيوني، لينعتوا به حالهم وانهم مقاومة ضد الاحتلال، أي النظام البحريني، الذي تدور الماكينة الإعلامية الطائفية الايرانية ليل نهار، وهي تضخ كل أشكال التشويه والاساءة المتعمدين ضد نظامي الحكم في البحرين والسعودية، ويتلبس الإرهابيون في البحرين كل مصطلحاتها التشويهية ليعيدوها في كل مكان في العالم. ولا أدري لماذا تسمح الدولة للوفاق وأتباعها بالاتصال اليومي بإحدى القنوات التي تلعب دور المحرض المباشر على الإرهاب في البحرين؟
أما أساليبهم الأخرى وما أكثرها! وما أكثر الزيف والكذب والخداع فيها! بل الفبركة وغيرها، لكي يصوروا أنفسهم مسالمين ولديهم مطالب عادلة، إلى آخر الاسطوانة التي مللنا منها، فيما هم يمارسون كل يوم وكل ليلة، استهداف أرواح رجال الأمن وغيرهم واستهداف الممتلكات العامة والخاصة، واستخدام التهديد بالقتل ضد من يكشف حقيقتهم أو يتصدى لأكاذيبهم، أي انه إرهاب مركب أيضا.
} انهم يقودون هذا البلد الذي اشتهر طوال تاريخه بالأمان والسلام والتعايش والسلم الأهلي، ليدخل في نفق الفتنة الطائفية والفوضى والإرهاب والجريمة المنظمة، وهم لا يمارسون الإرهاب بشكل عشوائي، بل بشكل تصاعدي ممنهج وببرنامج أو جدول إرهابي حددوا أماكنه وأزمنته المستقبلية، بدعم وتدريب مفضوحين سواء من الجانب الايراني واتباعه في دول عربية معروفة أو من الجانب الغربي عبر منظمات التدريب، وحيث جدول سفير احدى الدول مليء بشبهات التأسيس للفوضى وتعاليم التوقيت والمحادثات السرية مع (الغطاء الشرعي للإرهاب) أو حزب الله البحريني ربما بإمكانها ان تكشف الكثير مستقبلا.
} رويدا رويدا وبالتدريج نحن اليوم نعيش إرهابهم اليومي والتصعيد فيه وبما لا يتفق مع طبيعتنا البحرينية، ونتجه سريعا إلى البوابة الجحيمية التي تريد المخططات إدخالنا فيها وهي الفوضى العارمة التي لن تذر أحدا وشيئا، هم يعملون سويا على (التغيير الدموي) في بلدان الخليج العربي، والبحرين أولها، ويرعون الإرهاب في البحرين ويدعمونه، ويؤسسون لتلك الفوضى العارمة المتوالدة بتمكين (الأقلية الشيعية ذات الخط الولائي الصفوي) من السيطرة لأن سيطرتهم تعني الدخول بالبلد مباشرة في الحرب الأهلية، والحرب الأهلية تعني الدمار كما في النموذج العراقي، والدمار يعني العودة ببلد متطور كالبحرين إلى القرون الوسطى، والتقسيم الجغرافي للسعودية بعد نقل ذات الإرهاب اليها، وذلك يعني ضمان السيطرة على المنطقة العربية كلها بالنسبة إلى مخططاتهم، وليس الخليج العربي وحده، وأدواتهم المحلية للوصول إلى أهدافهم الأخيرة والخبيثة، هي (عناصر التغيير المدربون حسب مستلزمات كل بلد)، وفي البحرين أداتهم «حزب الله البحريني» سياسيا والجمعيات غير القانونية وغير المرخصة إرهابيا، وبعض جمعيات تابعة من ذوات الادعاء بكونها ممثلة لتيارات أخرى كاليسارية أو القومية أو... فيما الأساس في كل هذا الحراك الفوضوي هو التغيير الدموي الذي أظهر حتى الآن وجههم الإرهابي الحقيقي الذي تدربوا عليه في دول عديدة تحت الرعاية الايرانية تدريبا عسكريا وميليشياويا، وآخرون في الغرب خطابيا وغيرهم إعلاميا وسياسيا وحقوقيا بل ميليشياويا أيضا، وشكلوا شبكات تواصل دولية في كل تلك المجالات، والمحرك الأساسي في لعبة الفوضى طرفان: أمريكا وايران، والرغبة في مواصلة زواج المتعة الذي تم في العراق، ليواصل أصحابه ذلك الزواج المصلحي في البحرين وبقية دول الخليج على قاعدة تدميرها كالعراق.
} ان الأمور داخلة في مرحلة الانفراط ما لم تتصد الدولة بحزم قانوني وحسم أمني وتمارس حقوقها وواجباتها كدولة سواء مع الإرهابيين أو مع من يتستر عليهم ويدافع عنهم من (جمعيات الخيانة الوطنية)، ونقولها واضحة: «الخيانة الوطنية» لأنهم يعرفون جيدا المخططات الإقليمية والدولية، ويشاركون فيها كأدوات تحريك أو قطع شطرنج حصلت لنفسها على ماركة «المعارضة» بما لا ينطبق على نوع أجندتهم، وإذا كان هناك مغفلون يجندون أنفسهم خلفهم فإن القانون أيضا لا يحمي المغفلين.
} لا مفر من التصدي لهؤلاء سريعا، فإذا كان المخطط هو إدخالنا في الفوضى، فإن ترك أدوات الفوضى والإرهاب تعمل في الساحة لتتدرج بنا إلى عين تلك الفوضى، هو أمر خطر بدوره لا يحتمل المهادنة.
لابد من خطاب بحريني وخليجي حازم وعمل جماعي لتدارك خطر الإرهاب في البحرين وغدا في بقية دول الخليج ورأينا بوادره بعد حادث (العكر).
اللعبة مكشوفة كما قلنا مرارا، والزمن الذي يتم الرهان عليه، سيف ذو حدين، فمن خلاله يستفحل أيضا الإرهاب والضغط الدولي، الذي هو جزء من اللعبة إلى جانب إعلامهم ومنظماتهم، وهؤلاء جميعا لن يتوقفوا حتى يدخلونا جميعا إلى الجحيم، ولن يهدأوا قبلها.
وهناك الكثير الذي قيل حول كيفية المواجهة، والاهم فيه اليوم الإسراع في التنفيذ، وخاصة الاتحاد الخليجي، حتى لا يأتي يوم نقول فيه لقد تأخرنا كثيرا وحينها يكون قد ضاع كل شيء أو فسد الأساس الذي لا يمكن إصلاحه.