الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


مشكلتنا مع المتطرفين في الجهتين!

تاريخ النشر : الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



مشكلتنا في البحرين ليست بين الطائفتين الكريمتين (الشيعة والسنة)، بل في بعض المتطرفين في الجهتين، وقد عبر عن ذلك كاريكاتير أستاذنا الفاضل الفنان (عبدالله المحرقي) في «أخبار الخليج»، يوم أمس، حينما رسم متطرفين شيعة ومتطرفين سنة، وكل طرف فيهما يحمل مواطنا شيعيا معتدلا، ومواطنا سنيا معتدلا، وهما يريدان أن يتصافحا، ولكن المتطرفين في كلا الجهتين يدفعان بهما في اتجاه معاكس!
وما دام التطرف الديني المذهبي موجود في الجهتين، فإن مشاكل البحرين لن تنتهي، وكلما خرجنا من مشكلة سياسية أو أمنية سنجد أنفسنا أمام اختلاف لمشكلة مصطنعة يثيرها المتطرفون هنا أو هناك.. والمؤسف حقا، أن التطرف في الجهتين لم يعد سياسيا أو مذهبيا فقط، بل أصبح تطرفا اجتماعيا وثقافيا وسلوكيا وفكريا، ويتم تبرير كل شيء تحت لافتة (الأخلاق الحميدة)!
لنأخذ بعض الأمثلة على ذلك.. وهو الموقف المشترك من قبل المتطرفين (في الجهتين) ضد الثقافة والفنون، فالحملة التي تعرضت لها وزارة الثقافة حول برامج (ربيع الثقافة) الاحتفالية في مجلس النواب الحالي والمطالبة بايقافها.. هي ذات الحملة التي تعرض لها (ربيع الثقافة) حينما كانت كتلة (الوفاق الاسلامية) موجودة في البرلمان.. فالمتطرفون اليوم هم ذاتهم متطرفو الأمس، سواء كانوا من المتطرفين الوفاقيين (الشيعة) أو المتطرفين (السنة)! بل حدثت بينهما صفقات نيابية مشتركة في الماضي، رغم التباعد المذهبي، ولعل أكثر هذه الصفقات هو ما يمس الأمور التي تتصل بالحريات المدنية والحقوق الشخصية والانفتاح الاجتماعي، حيث كادت البحرين تتحول الى (قم) أو (قندهار)! لولا حكمة «القيادة السياسية»!
مثال آخر.. أن المتطرفين في الجهتين يستخدمون (الأطفال) في أعمال التحريض السياسي، سواء تم استخدامهم في أعمال العنف والتخريب واستهداف رجال الشرطة بالمولوتوف والقنابل من قبل جمعيات (ولاية الفقيه) وحزب الله في القرى! أو استخدام الأطفال الأبرياء في محاولة إفشال «ربيع الثقافة» والحفلات الموسيقية في المحرق!
ولن تخرج البحرين من أزمتها السياسية إذا ظل التطرف المذهبي والعقائدي هو سيد الموقف.. كل طرف يطالب بإبعاد المنابر الدينية والمساجد عن الشأن السياسي، ولكنهما يستخدمان المنابر الدينية كل يوم! وكل طرف يطالب بإسكات الميكروفونات في الخطب التحريضية. ولكنهما يتنافسان على من يفوز في جعل الميكروفون ينتحر من حدة الصراخ!
البحرين بحاجة حقا إلى إزالة التطرف المذهبي قبل الدخول في أي «حوار سياسي».. ولسنا بحاجة الى (ولاية فقيه) في الشيعة، ولا تطرف مذهبي في السنة.. نحن كلنا مواطنون بحرينيون تحت راية الوطن والقيادة السياسية.