بريد القراء
الحديث عن المتقاعدين لا يقلق أبدا
تاريخ النشر : الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢
والاصل في هذا قوله تعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهم قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا».. فحق الوالدين ان ترضيهما وتقبل أياديهما ورؤوسهما «رضا الرب في رضا الوالدين وسخط الرب من سخط الوالدين».
نحن الآباء والأمهات.. نحن المتقاعدين لا نثور من أجل مطالبنا، ولكن نقولها حتى نصل إلى آخر نقطة في حياتنا.. للمتقاعدين حقوق يجب ان تعطى.. نحن المتقاعدين بعد الألف من الخطابات للترويح عن معاناتنا، التخفيف من ضغوط الحياة وصعوبتها، وحقنا في التمتع بشيء من الحياة الكريمة التي تمنعنا من السؤال.
أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أسهم في الكتابة عنا، وخص موضوعاته من أجلنا، تقدم الزمن بنا، ومات الرفاق بعد عناء من المطالب والانتظار، أثقلت الديون كاهلنا، فخرجنا من صمتنا، فأصبح هناك حالة من القلق على ثروات بلادنا التي تهدر في غير محلها، أو في الفساد المالي الذي يمارس ويتجاوز حدود المعقول، ثروات هائلة تهدر في التوزيع على الغناء وعلى اللهو، وعلى الرياضة الفاشلة في البحرين.. عقود بالملايين على برامج تحديث فئة ليس وراءها إلا تضييع المال والإسراف واستنزاف أموال محاسبين عليها يوم القيامة.. ثروة بلادنا من المستفيد منها؟ ليس هناك استخدام رشيد وموضوعي يحافظ على المال العام.
لماذا نحن المتقاعدين مهمشون؟ أو منسيون؟ لان الكبار لم يدخلوا في خانة المتقاعدين.. لم يحالوا إلى التقاعد ولا تسير حياتهم نحو التغير..
فالبحث عن الحقيقة لا يقبله منطق العقل في زماننا هذا، كنا في أمنيات بأن ترحب الدولة بتخصيص حماية للمتقاعدين تحميهم من العجز والسؤال وتحميهم من ظروف لا ترحم، وحياة قاسية.. أمام ثروات تنهب من دون رادع ولا حساب لابد أن يكون هناك لقاء حواري عقلاني أخوي بين المسئولين عن الدولة والمتقاعدين.. أصحاب الرواتب التقاعدية الهزيلة والمتردية والضعيفة.
ان في حديثنا شجونا عن فئة من المتقاعدين الذين لا تتعدى رواتبهم التقاعدية الف دينار.. لان هناك متقاعدين يعيشون في بحبوحة العيش.. ينالون تقاعدا حكوميا وملكيا.. وأعضاء ومستشارين موجودين في وظائفهم.. ويتقاضون رواتب الله هو العالم بها.. نحن متقاعدين مهمشون لا نرتقي إلى مستوى الاحترام.. قضايانا مهمشة مرفوضة.. أوضاعنا متردية.. بيوتنا آيلة للسقوط ومهمشة.. نحن ابدعنا في أعمالنا في الماضي واليوم اعترتنا غشاوة النسيان.. ونكران الذات.. اعتبرت مطالبنا وأحلامنا وقضايانا أقرب إلى الأوهام.. حقوقنا في أعناقكم.. وقضايانا في أيديكم.. والله يشهد على من نقول.
سنظل نناشد ونناشد حتى يكون لنا كيان وكرامة.. ونحصل على حقوقنا المهضومة.. الحكومة مسئولة أمام الله عن مطالبنا وقضايانا، وعن تهميشنا.. فلنا الله الواحد الأحد.. الذي يسمع شكوانا من فوق سبع سماوات.
أرجو ان نظل تحت أسماع المسئولين.. وان ترى مطالبنا النور.. وان تجد قولا كريما، من القيادة ترفع من شأننا، وتداوي جراحنا، وتخفف معاناتنا.. وتصلح حالنا.. وتعيد لنا كرامتنا، نحن الآباء المتقاعدين رسالتنا لكم.. وعلى صفحات الجرائد نناشدكم وبالله عليكم أجيبوا خيرا يسعدنا.
علي أحمد المحمود