الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


موقف رياضي

تاريخ النشر : الخميس ١٢ أبريل ٢٠١٢



في الحقيقة كنت من أشد الحريصين على مشاهدة المهاجم الايطالي الأسمر لاعب نادي مانشستر سيتي ماريو بالوتيللي لأنه يخبئ مهارات عالية في التهديف فضلاً عن المميزات البدنية الرهيبة التي يتمتع بها إضافة إلى خصوصيته في الطول الفارع والسرعة والرهبة التي يشعر بها المدافعون أمامه، تابعت الكثير عن أخباره ومشاكساته وصداقاته وعلاقاته مع الجنس الآخر لأن اللاعب في أوروبا لديه الكثير من الخيارات المطروحة أمامه كون المجتمع الأوروبي مفتوحاً، اللاعب ليس من الأصول الايطالية وهو قادم من إفريقيا لكنه تربى في ايطاليا ولديه من العمر الآن (21) سنة أي إنه لم ينضج النضج الكامل وأمامه العديد من السنوات كي يكتشف أخطائه وزلاّته ويوقف مغامراته وبالتالي من المؤكد أن يصبح لاعباً مرموقاً وعلى أعلى المستويات.
مثل هؤلاء اللاعبين في حاجة شديدة للعناية المركزة من قبل الإداريين والمدربين لكن الطريف في أمر المدرب الايطالي مانشيني إنه قال عن اللاعب لو كان معي يلعب قبل عشر سنوات لضربته كل يوم على رأسه والقصد يريد تأديبه، أنا أتصور أن اللاعب يعاني من مشاكل خاصة لم يتخلص منها منذ الصغر حتى الآن والناحية التربوية تنقصه ولهذا تجدها تنعكس على سلوكياته داخل الملعب وخارجه إذ لا يعقل أن يعاقب مثل هذه العقوبات وبالأمس خرج علينا باعتذار عن فعل مشين ارتكبه ضد لاعب الارسنال اليكس سونج لأنه لعب ضده بشكل عنيف وطرده الحكم بعد الإنذار الثاني وكان يفترض أن يطرد من الخطأ الأول الذي ارتكبه والآن هو معرض لأن يوقفه الاتحاد الايطالي عن المشاركة في يورو 2012 كذلك من المحتمل أن يوقفه الاتحاد الانجليزي لأكثر من خمس مباريات وتصل إلى تسع لأنه طرد أكثر من مرتين في الدوري.
هذا اللاعب يمنح الأجيال الصاعدة الكثير من الرسائل ومن أهمها أن الاحتراف 100% كما هو الحال بالنسبة إليه يمكن أن يُقوّم سلوكه فاللاعب الذي تربى منذ الصغر على المشاكل العائلية أو التشويش الذهني ينقل بطريق الإسقاط ما يعانيه لأن تفجير التنافس هو المكان الوحيد لتفريغ الطاقات الكامنة في الإنسان الرياضي، علينا كلاعبين شرقيين أن نستفيد من التجارب التي يقدمها لنا اللاعبون المحترفون في الغرب وندرس مثل هذا اللاعب الايطالي بالوتيللي الذي يمتلك الموهبة لكنه لا يستطيع السيطرة على سلوكه المتفجر.