عربية ودولية
الجزائر تودع بطلها الراحل بن بلة في مراسم تكريمية
تاريخ النشر : الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢
الجزائر- (ا ف ب): بدأت الجزائر صباح الخميس حالة حداد على احمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال، و ستقام له اليوم الجمعة جنازة وطنية تليق بهذا المناضل الكبير الذي حارب الاستعمار الفرنسي.
وعنونت صحيفة الوطن الجزائرية التي تصدر بالفرنسية «وداع رمز تاريخي» الذي بدأ بعرض جثمانه مدة 24 ساعة في قصر الشعب في الجزائر، مقر الحكام الذي شيده العثمانيون في القرن الثامن عشر، تحية للشعب الجزائري. وبث التلفزيون الرسمي الجزائري في المساء مراسم نقل نعش اول رئيس للجزائر، الذي توفي يوم الأربعاء في منزله عن 95 عاما، إلى قصر الشعب مغطى بعلم اخضر ومحمولا على اكتاف ستة من كبار ضباط الجيش الجزائري، ترافقهم ابنتا بن بلة، مهدية ونورية، قبل وضعه على عربة.
وبعيد انطلاق الموكب، انضم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى موكب جثمان بن بلة الذي كان تقرب منه بعد انتخابه رئيسا للبلاد في عام 1999. وكان اول الواصلين من الشخصيات والعسكريين إلى قصر الشعب لاستقبال الجثمان بحسب ما اظهرت مشاهد بثها التلفزيون الجزائري.
وكان الرجلان ناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، والتقيا في الحكم بعد الاستقلال منذ عام 1962. ولكن بعد اقل من 3 سنوات على تولي بن بلة الرئاسة اطاح به رفيق دربه ووزيره للدفاع هواري بومدين، احد المقربين من بوتفليقة، واودعه السجن.
ومن المتوقع ان تقام جنازة كبرى يوم الجمعة بعد صلاة الظهر لبن بلة الذي سيوارى الثرى في مقبرة العالية، في مربع الشهداء. وستنقل جميع قنوات التلفزيون والمحطات الاذاعية مراسم التشييع بموجب قرار الرئيس الذي اعلن يوم الاربعاء الحداد لثمانية ايام.
واشارت صحيفة الوطن إلى ان «بن بلة هو من دون ادنى شك السياسي الاكثر اثارة للجدل والاكثر تعقيدا في تاريخ البلاد». وذكرت صحيفة «لاكسبرسيون» انه «في عهد بن بلة جرى تأميم الحمامات والمخابز وادخال ماسحي الاحذية إلى المدارس، ومواجهة تحديات ما بعد الحرب ومن بينها عودة اللاجئين وخروج الفرنسيين من المصانع والمزارع».
ومن جهتها كتبت صحيفة وهران ان «القائد التاريخي للثورة رحل عشية الذكرى الخمسين للاستقلال» في 5 يوليو. وعنونت صحيفة الشروق صدر صفحتها الاولى «وداعا ابا الجزائريين» وخصصت للخبر صفحة كاملة سردت فيها سيرة الرجل.
وصل بن بلة إلى رئاسة المجلس الوطني للثورة الجزائرية في 27 سبتمبر عام 1962 وانتخب رئيسا في 15 سبتمبر عام 1963 بفضل دعم العقيد هواري بومدين الذي كان قائدا لجيش الحدود، قبل ان ينقلب عليه في عام 1965 ويزيحه من الرئاسة في ما سمي آنذاك بـ«التصحيح الثوري». وامضى بن بلة 24 عاما في السجن قبل ان ينتقل في عام 1980 إلى المنفى الارادي في فرنسا وسويسرا. وبقي بن بلة فاعلا في الحياة السياسية حتى وفاته متنقلا بين باريس والجزائر.
وهو ترأس منذ عام 2007 لجنة الحكماء الافارقة المفوضة تفادي وحل المشاكل في القارة السمراء.
وقد استقبل بن بلة في عام 2011 المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند، الذي كان الخميس اول سياسي اجنبي يعزي بوفاته. وحيا هولاند في بيان ذكرى بن بلة، مؤكدا انه «سيبقى بالنسبة إلى الفرنسيين والجزائريين احد رموز حقبة تاريخية مصيرية للبلدين»