الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


البشير يتهم جنوب السودان بأنه اختار طريق الحرب

تاريخ النشر : الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢



الخرطوم - (ا ف ب): اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الخميس جنوب السودان بانه اختار «طريق الحرب» بينما أكد سالفا كير رئيس دولة الجنوب ان قواته ستتقدم إلى منطقة ابيي المتنازع عليها اذا لم تخرج منها قوات الشمال. وقال البشير للصحفيين في مطار الخرطوم في ختام زيارة رئيس النيجر يوسوفو محمدو للسودان ان «اخواننا في جنوب السودان اختاروا طريق الحرب تنفيذا لاجندات خارجية لجهات كانت تدعمهم اثناء الحرب الاهلية».
واضاف البشير ان «الحرب ليست في مصلحة جنوب السودان او السودان وللاسف اخواننا في الجنوب لا يفكرون في مصلحة السودان او جنوب السودان». من جهته، قال رئيس جنوب السودان امام برلمان بلاده انه لن يأمر جيشه بالانسحاب من منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها التي استولى عليها يوم الثلاثاء الجيش السوداني رافضا دعوات دولية بهذا المعنى.
وتأتي تصريحات كير غداة دعوات صدرت عن مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي لسحب قوات جنوب السودان من هذه المنطقة الحدودية والنفطية. وقال «هذه المرة لن اصدر اوامر إلى قوات (جنوب السودان) بالانسحاب من هجليج».
وفي وقت لاحق اعلن وزير الاعلام في دولة جنوب السودان برنابا ماريال بنيامين ان بلاده وضعت لائحة شروط محددة على الخرطوم للموافقة على سحب قواتها من منطقة هجليج النفطية الحدودية التي سيطرت عليها يوم الثلاثاء الماضي. وقال الوزير لفرانس برس «اولا يجب على السودان وقف كل اعتداءاته البرية والجوية فورا».
واضاف «على القوات المسلحة السودانية التي تحتل ابيي ان تنسحب منها كليا». وكانت القوات السودانية احتلت العام الماضي منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها ايضا بين البلدين. واوضح الوزير ايضا ان بلاده تشترط لاي انسحاب من هجليج نشر «مراقبين دوليين» للقيام بدوريات على طول منطقة حدودية منزوعة السلاح إلى ان يتم الاتفاق على ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين بموجب تحكيم دولي.
وكانت قوات جنوب السودان سيطرت يوم الثلاثاء على حقل هجليج النفطي الذي يشكل القسم الاساسي من الانتاج النفطي للشمال عندما اتهمت جوبا من جديد السودان بقصف اراضيها. ومنذ ذلك الوقت تدور معارك في هذه المنطقة الحدودية التي سبق ان شهدت مواجهات خطيرة في نهاية مارس الماضي. ولم يكن البلدان يوما اقرب من حرب جديدة بعد الحرب الاهلية بين الخرطوم وجوبا التي دامت عقودا حتى توقيع اتفاقات السلام في عام 2005 التي افضت إلى استقلال الجنوب في يوليو عام 2011.
وفي تلودي احدى مدن جنوب كردفان التي دار فيها قتال الاسبوع الماضي قال وإلى جنوب كردفان احمد هارون للصحفيين ان «كل انتاج النفط في هجليج توقف منذ وقوع الهجوم يوم الثلاثاء»، موضحا ان «هذا التوقف سيكون لبعض الوقت». وأكد هارون لدى توقف طائرة تقل صحفيين في عاصمة ولاية جنوب كردفان كادقلي، ان «جيشنا يتعامل مع الموقف ونأمل في انهاء العملية خلال ساعات». وفي بروكسل اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج «غير مقبول». وقالت ان «القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان باحتلال هجليج غير مقبول اطلاقا». وعبرت اشتون عن اسفها ايضا لقصف طائرات الخرطوم لاراضي في الجنوب، مؤكدة انها «تشعر بقلق عميق من تصاعد النزاع المسلح على الحدود» بين السودانين.
وقد اتهمت جوبا طائرات سودانية بأنها قصفت للمرة الاولى أمس الخميس منطقة بالغة الأهمية في جنوب السودان، معتبرة ذلك مرحلة جديدة من تصعيد للمعارك يحمل على التخوف من حرب مفتوحة بين السودانين. وصرح آدم ياك آدم نائب وزير الاعلام لوكالة فرانس برس «لقد القوا قنابل على بنتيو وكانوا يستهدفون جسرا على ما يبدو». وقال نائب الوزير «لم يصب احد بجروح لكن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) ارسل فريقا للتحقيق». واضاف «هذا الامر لا يفاجئنا انهم يحاولون ايجاد ذرائع لشن حرب جديدة». وبحسب هذا المسؤول القيت فجر الخميس خمس قنابل على الجسر القريب من مجمع للامم المتحدة، والذي يربط بنتيو بالطريق المؤدية إلى الشمال. وتقع بنتيو على بعد حوالي ستين كلم من الحدود مع السودان الذي يشهد منذ الثلاثاء معارك عنيفة بين البلدين الجارين.
وقال نائب الوزير «هاجموا اماكن اخرى، مثل قرى وبنى تحتية نفطية وحقول نفط... لكن بنتيو هي اول منطقة تتعرض للقصف». واضاف «اعتقد انهم يريدون تعطيل وسائل الاتصال والنقل لدينا، قالوا انهم يريدون تدمير الجنوب». واوضح نائب الوزير «هذا الامر لا يفاجئنا انهم يحاولون ايجاد ذرائع لشن حرب جديدة».
وقررت الخرطوم يوم الاربعاء الانسحاب من المفاوضات التي تجرى برعاية الاتحاد الإفريقي، والرامية إلى تهدئة علاقاتها مع جوبا. وتسابقت العاصمتان في اصدار التصريحات النارية، ودعتا شعبيهما إلى الاستعداد للحرب. ومنذ تقسيم البلاد، ما زالت العلاقات متوترة بين السودان وجنوب السودان. ولم تتوصل جوبا والخرطوم إلى الاتفاق على ترسيم حدودهما وتبادلتا الاتهام بأن كلا منهما يؤجج تمردا على اراضي الاخر.