بين السطور
ضعوا حدا لأكاذيبهم
تاريخ النشر : الجمعة ١٣ أبريل ٢٠١٢
صلاح عبيد
تحت عنوان: (مجموعات بلباس مدني تهاجم بالسلاح الأبيض سكان قرى شيعية في البحرين) نشرت وكالة الأنباء الفرنسية يوم أمس خبرا عجيبا جدا جاء فيه بالنص: «ذكرت المعارضة البحرينية وشهود عيان أن مجموعات بلباس مدني هاجمت بالسلاح الأبيض سكان قرى شيعية في البحرين حيث يتصاعد التوتر غداة هجوم على الشرطة أسفر عن إصابة سبعة من عناصرها. وقالت جمعية الوفاق ــ أكبر حركات المعارضة الشيعية في البحرين ــ إن مجموعات تحمل الأسلحة البيضاء بلباس مدني قامت بمهاجمة المواطنين بعد إيقاف عدد من السيارات واستجوابهم عن محل سكناهم واعتدت بالضرب على مواطنين، وأضافت أن قوات الأمن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين. وذكر شهود عيان لوكالة (فرانس برس) أن مجموعات محسوبة على جماعات سنية متشددة هاجمت يوم الثلاثاء سكان قرى شيعية إثر دعوات تم تناقلها على شبكة الإنترنت، احتجاجا على التفجير الذي وقع في قرية العكر (شرق المنامة) وتسبب في إصابة سبعة من عناصر الشرطة. وقالت الوفاق إن قوات الأمن لم تقم بواجبها في تفريقهم ومنعهم من التعدي على المواطنين، في صورة تؤكد التواطؤ، وأشارت إلى أن هذه المجاميع أعلنت تحركاتها عبر بيان أصدرته يوم الثلاثاء، الأمر الذي يكشف عن غياب أو تواطؤ المؤسسة الأمنية التي سمحت بهذا التحرك المنظم. وحذرت من أن أهالي المناطق في النويدرات والعكر والمعامير يتعرضون لخطر التعدي عليهم من هذه المليشيات في أي لحظة. لكن وزارة الداخلية البحرينية قالت في بيان إن مجموعات قامت بالخروج في تجمعات غير قانونية بالقرب من دوار ألبا في الرفاع وإن البعض منهم قام بإتلاف سيارتين والاعتداء على محلات (أسواق 24 ساعة) فيما قامت مجموعة أخرى بالتوجه إلى النويدرات وتم منعهم من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة. وأكد مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى في بيان الوزارة أن الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة أمر يعاقب عليه القانون، داعيا إلى الالتزام بالنظام العام والحفاظ على العلاقات الأخوية بما يعزز السلم الأهلي. وطالبت جمعية الوفاق المجتمع الدولي بمتابعة هذا الوضع الذي تعمل فيه السلطة على التحريض وتشترك عبر التغاضي في إثارة التوترات المجتمعية (...) وإلى الوقوف على حقيقة ما يجري لاتخاذ ما يناسب لحماية المدنيين» انتهى.
أقول: إن من يقرأ نص هذا الخبر يظن أن جمعية الوفاق وأنصارها هم الحَمَل الوديع المظلوم الذي يتعرض لاعتداءات ظالمة من جماعات سنية متشددة، وأنهم لفرض (مظلوميتهم) يناشدون المجتمع الدولي التدخل لحمايتهم خوفا على حياتهم وحياة أبنائهم!
إن واجب الإعلام الحكومي اليوم هو أن يفضح بالدليل القاطع جرائم جمعية الوفاق وأتباعها في البحرين للعالم أجمع، وأن ينظم معارض في مختلف أنحاء العالم لعرض صور القتلى والمصابين والأضرار المادية الجسيمة التي تكبدتها الدولة والمواطنون طوال أكثر من سنة من التمرد على السلطة والقانون والنظام العام والحكومة الشرعية للبحرين من قبل فئة خانت وطنها وباعت نفسها لدولة أجنبية وبات ولاؤها الكامل موجها إلى تلك الدولة وقادتها المتطرفين، تماما كما تنظم تلك الفئة ومن يدعمونها في الخارج معارض للصور المزيفة المكذوبة التي تصوّر حكومة البحرين بأنها الطرف المعتدي وبأن الطائفة الشيعية بأكملها تتعرض لتمييز عنصري ولإقصاء متعمد من الحياة العامة ومن مواقع صنع القرار في البحرين، بينما الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فيه، أن الطائفة الشيعية الكريمة تحظى في البحرين منذ قرون طويلة بمكانة أساسية وبمزايا وإمكانيات لا تحظى شقيقاتها في الدول الأخرى ولا حتى في إيران نفسها بواحد في المائة منها، وأن مواقع صنع القرار في أعلى هرم السلطة في البحرين لم تخلُ يوما من أتباع تلك الطائفة الكريمة، وأن ادعاءات من باعوا وطنهم للشيطان كاذبة جملة وتفصيلا، فهذه هي الحقيقة التي يجب أن تصل إلى الرأي العالمي كله لفضح أكاذيب أتباع ملالي إيران.
salah_fouad@hotmail.com