المال و الاقتصاد
النظرة العالمية لبنك ساراسين
الاقتصاد العالمي يأخذ نفساً عميقاً.. والبنوك المركزية توقف عجلة النمو
تاريخ النشر : السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
توقعت أحدث نظرة عالمية لبنك ساراسين حول الاقتصاد العالمي بأن تعود الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو إلى مسار النمو في الربع الثاني من عام 2012. وسيستمر هذا الزخم في النمو خلال الربع الثالث من العام. هذا وبصرف النظر عن تخفيف أزمة الائتمان وتراجع أزمة ديون اليورو فإن القوة الدافعة الى النمو قادمة من تحسن الاقتصاد العالمي. وقد أثار هبوط مستوى المخاطر موجة صعود قوية في الأسواق المالية. وينبغي أن تستمر أسواق الأسهم في الارتفاع، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ قليلا. وبالتالي يجب أن تتفوق الأسهم مرة أخرى على السندات في الربع الثاني من هذا العام. كما أشار التقرير إلى أن سيناريو سوق الأسهم يظهر إمكانات منطقة اليورو وبلدان الأسواق الناشئة. وسيكون سوق الأسهم الألمانية أكبر المستفيدين في منطقة اليورو مع توقعات بانخفاض أداء الأسهم الدفاعية السويسرية عن المستوى المطلوب.
مع تراجع في المؤشرات الاقتصادية العالمية وتوفير البنوك المركزية سيولة سخية، فإن الجانب السلبي من المخاطر على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية قد قلصت بشكل كبير. ويتوقع بنك ساراسين أن يتسارع النمو خلال الأشهر المقبلة، ويستمر في الربع الثالث من عام 2012. في منطقة اليورو هناك اختلافات كبيرة بين الدول الأساسية الأكثر قوة والدول المحيطة. لكن أسوأ ما في أزمة الديون الأوروبية قد انتهى الآن. لذلك يتوقع بنك ساراسين أن يعود اقتصاد منطقة اليورو إلى مسار النمو خلال الربع الثاني من عام 2012 فصاعدا. وليس آخراً فإن الاقتصاد العالمي يوفر حافزاً قوياً حيث إن وتيرة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية والأسواق الناشئة بدأت تتسارع مرة أخرى. والاتجاه التصاعدي في الأسواق الناشئة يسحب أوروبا وراءه مع الفارق الزمني المعتاد من ربع واحد إلى ربعين.
وقد قال جان أمريت بوزر،رئيس قسم الأبحاث وكبير الاقتصاديين في بنك ساراسين: «نتوقع أن يعود اقتصاد منطقة اليورو إلى مسار النمو في الربع الثاني من عام 2012 وصاعداً. ومعدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية يتناقص بسرعة الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث انتعاش قوي في مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة، وسوف تتطور لتصبح محركاً للنمو الاقتصادي العالمي».
بدوره قال فليب بايرتستش، كبير الخبراء الإستراتيجيين في بنك ساراسين: «كانت اتجاهات المؤشرات العالمية الرئيسية إيجابياً خلال الأشهر الماضية، وقد قدمت غالبية هذه المؤشرات مفاجآت إيجابية. وقد غذى الارتفاع الحاد في الأسعار الشهية نحو الخطر في أوساط المستثمرين. في حين زادت العديد من صناديق التحوط من انكشافها على الأسهم، ويبدو أن المستثمرين من المؤسسات والأفراد لا يثقون بشكل كامل حتى الآن بالتحسن، على الرغم من أجواء التفاؤل السائدة».
البنوك المركزية وعجلة النمو
خففت البنوك المركزية في البلدان الصناعية سياساتها النقدية إلى حد بعيد في الربع الأول من عام 2012 بالرغم من أن البيان الاقتصادي الكلي جاء أفضل مما كان متوقعاً. إن من غير المرجح أن تسمح البنوك المركزية بمرور مزيد من التحسن فمن المرجح أن تقوم البنوك المركزية في الربع الثاني من العام بالإطباق على المكابح وعدم السماح للمعروض النقدي بالتوسع والتمدد. كما أن الاقتصاد سيبدأ مرة أخرى بالتباطؤ مع نهاية هذا العام، وستقوم البنوك المركزية مرة أخرى بمناقشة إجراءات جديدة لتحفيز عجلة النمو الاقتصادي ومن الممكن أن يصبح برنامج التسهيل الكمي الثالث لشراء سندات الخزينة الأمريكية مرة أخرى الموضوع المهيمن على الأسواق.
العملات الآمنة تصبح أقل جاذبية
الوضع الآن في أسواق المال ورأس المال في تراجع، ويمكن أن يواصل اليورو مساره التصاعدي خلال الفصول المقبلة. ومن الأسباب الأخرى لارتفاع اليورو المستمر هو جاذبيته النسبية قياساً إلى الدولار. وذلك لأن أسعار الفائدة الحقيقية جعلت الاستثمار بالدولار غير جاذب، ويرجع ذلك إلى انخفاض مستوى أسعار الفائدة وارتفاع معدل التضخم. وفي ظل الانتعاش الذي يستجمع الزخم فمن المرجح أن تضعف العملات الآمنة مثل الين الياباني والفرنك السويسري مرة أخرى. من ناحية أخرى فإن لبنك ساراسين موقفه المتفائل تجاه العملات الدورية مثل الكرونا السويدي أو الجنيه الإسترليني البريطاني. وحيث إنه سيتم استعادة الثقة في الأعمال التجارية بشكل مطرد، فينبغي أن يثبت الاستثمار في الفرنك السويسري والكرونا السويدي أنها أفضل استراتيجية للتداول.
المستفيدون من التحسن بالنسبة الى السندات، المحرك الرئيسي للعائدات، ستكون صحية على الاقتصاد العالمي، وبما ان العلامات الأولى على تباطؤ النمو سوف تكون واضحة في وقت مبكر خلال الربع الثالث في الولايات المتحدة، فينبغي أن يبدأ الاقتصاد الأوروبي في الزخم في نفس الوقت تقريباً. وهذا يشير إلى ارتفاع حاد نسبياً في العائدات الألمانية والسويسرية خلال الربع الثالث. وستستمر عوائد اقتصاديات الدول الأوروبية الطرفية الكبيرة، إيطاليا وإسبانيا بالانخفاض ومن غير المرجح أن تكون الاقتصاديات الناشئة قادرة على الهروب من ارتفاع العائدات تماماً. من المتوقع أن يكون أداء السندات السيادية في الدول الناشئة أفضل مما هو عليه في الدول الصناعية. ومن الأجدر إبقاء الأعين على التطورات في أسواق سندات الشركات التي أبدت انتعاشا ملحوظاً خلال الربع الأول. ولا تزال عائدات سندات الشركات مقابل السندات الحكومية، تشكل حافزاً قوياً كما أنها توفر فرصة لتحقيق مكاسب من خلال ارتفاع الأسعار كما وستنخفض هوامش الائتمان وهو احتمال واقعي على ضوء البيانات الأساسية المستقرة للاقتصاد الكلي.
ارتفاع أسواق الأسهم
تجاوز ارتفاع سوق الأسهم في الربع الأول جميع التوقعات الإيجابية القائمة. ويمكن أن يوفر الانتقال من السندات إلى الأسهم حافزاً إضافياً إلى سوق الأسهم. وبما أنه لا يوجد توقعات حول حدوث تراجع في المؤشرات الاقتصادية حتى الربع الثالث من عام 2012، فمن المرجح أن يستمر الارتفاع بالرغم من أنه لم يعد متوقعاً أن تكون العائدات أعلى من المتوسط. ويظهر سيناريو سوق الأسهم الإمكانات المحتملة لمنطقة اليورو والأسواق الناشئة. ضمن منطقة اليورو لا يزال التركيز في سوق الأسهم الألمانية التي تتجه أرباحهاً الأساسية بالاتجاه الإيجابي. وستواصل سوق الأسهم الدفاعية السويسرية تسجيل أداء أقل من المتوسط. من جهة أخرى تبدو معنويات المستثمرين تجاه أسواق الأسهم الأمريكية متفائلة جداً.
عوائد القطاعات الدورية
يعد مؤشر (ISM) (الذي أعده معهد إدارة التوريد) الذي يقدم معلومات عن النشاط الاقتصادي، واحد من أهم مؤشرات الثقة بالنسبة الى أسواق الأسهم. يتحرك مؤشر (ISM) في نطاق تاريخي يتراوح بين 30 و70، فإذا كان مستوى المؤشر أقل من 45 فإنه يدل على ركود اقتصادي وإذا كانت قراءة المؤشر فوق الـ 60 فأنها تدل على طفرة اقتصادية، حالياً المؤشر فوق الـ 50 وهو في اتجاه تصاعدي. وبناء على هذا المؤشر، يتوقع بنك ساراسين أن يحقق قطاع التكنولوجيا والسلع والخدمات غير الأساسية نتائج أعلى من المتوقع ونظراً الى انخفاض المخاطر في القطاع المالي مع وجود احتمالات لمفاجآت ايجابية، فمن المتوقع أن تحقق أسهم التأمين أيضا عائدات أعلى من المتوسط. ونظرا الى احتمال ارتفاع أسعار النفط، فإن بنك ساراسين ينصح العملاء تجنب الاستثمار في قطاع الطاقة. من ناحية أخرى، بدت المواد الأساسية جذابة منذ بداية مارس بسبب إجراء التعديلات على توقعات ارتفاع الأرباح، كما ان هنالك توقعات ايجابية بالنسبة الى المواد الكيميائية في الأشهر المقبلة.