أخبار البحرين
الشيخ عادل المعاودة في خطبة الجمعة:
بلغ بهم الإجرام أن صبوا الزيت في الطرقات لإزهاق الأرواح
تاريخ النشر : السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
قال خطيب جامع الشيخ عيسى بن علي - رحمه الله - بالمحرق الشيخ عادل بن عبدالرحمن المعاودة: عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين صفات المؤمنين من الصفوة الحقة غير المنافقة تقدم قبل أن يذكر الصفات بقوله الكريم: «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا»، ثم قال بعد ذلك: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا».
وفي هذه الآيات من الصفات العظيمة الكثير إلا أن أول صفة ذكرها هي في قوله: «الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا». ولنا أن نتفكر لماذا بدأ الله بهذه الصفة العظيمة التي تتعلق بأدب المشي والأدب في ردة الفعل تجاه خطاب الجاهلين.
وإن حقيقة الإسلام هي التعامل مع الناس، وأهم شيء في التعامل هو التعامل في طريق الناس، وقد حذر الإسلام من أذية الناس في طرقاتهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من آذى المسلمين في طرقهم فقد حقت عليه لعنتهم» ولا تنسوا معنى «لعنة المسلمين».
المسلمون هم شهداء الله في أرضه ومن آذاهم في طرقهم فقد حقت عليه لعنة الله، وقد كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يجلسون في الطرقات، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: إن أبيتم إلا الجلوس في الطرقات فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقّه يا رسول الله: قال: غض البصر وكف الأذى، ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والحفاظ على سلامة الطريق بكف الأذى من صميم إيمان المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبه فأفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةُ من الايمان» متفق عليه. فإذا كان المسلم مؤاخذاً بعدم إماطة الأذى عن الطريق، فكيف بمن يضع الأذى في طرق المسلمين؟ وكيف من يقطع طرق المسلمين؟ وكيف من يتعمد أذية المسلمين؟
وهذا ما يقع فيه المخربون الذين يتعمدون أذية الناس بطرقهم وقد بلغ بهم الاجرام والأذى أن يضعوا الزيت على الطرق من أجل إزهاق أرواح الناس.
وبلغ بهم كذلك أنهم يضعون الزناجير على الطرق حتى تقطع رؤوس الأطفال، فكيف وصلت هذه العقول إلى هذه الدرجة من الإجرام باسم الاسلام؟
ووجه الشيخ نصيحة إلى من يفعلون مثل هذه الجرائم بأنهم مغرر بهم وبأنهم يعرضون أنفسهم لغضب الله وهذا لا يليق بإنسان فكيف بمسلم؟!
وأشار الشيخ إلى أننا إذا كنا ضد المخربين فإننا لا نبرر أن يرد عليهم بخطأ آخر وبتخريب مضاد، فهذا منافٍ لأخلاق الإسلام. ونبه الشيخ على أن ردة الفعل لا يجوز أن تعمم على جهة معينة ويجب علينا أن نكون ضد التخريب أياً كان مذهب القائمين به أو دينهم أو توجههم.