الرياضة
فريق لوتس.. أسطورة اختفت من سباقات الفورمولا واحد
تاريخ النشر : السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
تنتقل الذكريات في الثواني الأولى من ذكر اسم «لوتس» إلى التاريخ الحافل والأسطوري لهذا الفريق العريق الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد. الفريق البريطاني، الذي بدأ مسيرته بقيادة المصمم العبقري كولن تشابمان, الذي أتاح سيارات تنافسية لأبطال عالم سابقين وعلى رأسهم جيم كلارك، غراهام هيل، يوخن ريندت، إيمرسون فيتيبالدي وماريو أندريتي ولكنّ بريقه اختفى عن مسمع عشاق الفورمولا واحد قبل 18 عاماً، ولهذا السبب أحدثت ملكية استخدام اسم «لوتس» في الفورمولا واحد من جديد معارك قانونية بين كل من توني فيرناندز مالك فريق كاترهام الحالي ومجموعة لوتس الماليزية ولكن تمكنت الأخيرة من التوصل لحلّ مع توني فيرنانديز لاستخدام اسم «لوتس» مجدداً في موسم 2012.
تعود جذور فريق لوتس الحالي إلى فريق رينو الذي حاز على بطولة العالم موسمي 2005 و2006 مع الإسباني فرناندو ألونسو. وقبل ذلك، كان يعرف بـ«بينيتون» وهو الفريق الذي أحرز بطولة العالم مع البطل الألماني مايكل شوماخر عامي 1994 و1995. كما تجسد الفريق في بدايته تحت مسمى «تولمان» بين أعوام 1981 و1985 حيث كانت أولى مشاركات البرازيلي الراحل إيرتون سينا في البطولة مع هذا الفريق.
يقع مقرّ الفريق الحالي في إيينستون في مقاطعة أوكسفوردشاير البريطانية، وهذا هو السبب الذي دفع لوتس إلى تسمية سيارته بـ«إي20» احتراماً لماضي الفريق الذي صمم الهيكل رقم 20 في تاريخه الحافل بالإنجازات والانتصارات في سباقات الفورمولا واحد، وبعيداً عن الدعاوى القضائية في ملكية استخدام اسم «لوتس» واجه الفريق مخاوف جمّة عندما تعرض سائقه الأول روبرت كوبيتسا العام الماضي إلى حادث في رالي محلي بإيطاليا دفعه إلى الابتعاد عن الفورمولا واحد، الأمر الذي أحدث فراغاً قيادياً في الفريق، وخصوصا أنّ سيارة لوتس- رينو 2011 كانت قادرة على إحراز الانتصار في بداية الموسم. ومع ذلك، فقد بدأ الفريق الموسم الجديد من بطولة الفورمولا واحد لعام 2012 بطريقة مشعة عبر تعاقده مع بطل العالم لموسم 2007 الفنلندي كيمي رايكونن الذي يأمل أن يحرز فوزه الأول منذ انسحابه في 2009 وتوجهه نحو المشاركة في بطولة العالم للراليات.
بدأ «الفنلندي الطائر» كيمي رايكونن مسيرته الاحترافية في سباقات الفورمولا واحد عام 2001 مع فريق ساوبر، وأحرز خلال سباقه الأول نقاطاً مهمة للفريق المتواضع، ثم أنهى الموسم بالمركز العاشر مع 9 نقطات، وفي السنة التالية، انتقل رايكونن للقيادة لصالح فريق ماكلارين العريق مكان مواطنه ميكا هاكينن الذي أعلن رغبته بالابتعاد عن رياضة الفورمولا واحد. وتمكن الفنلندي في موسمه الأول مع ماكلارين من جذب الانتباه إليه, ليكون واحداً من أبرز المرشحين في موسم 2003 للمنافسة على لقب البطولة أمام سائق فيراري آنذاك مايكل شوماخر الذي ضمن البطولة في السباق الأخير بفارق نقطتين عن الفنلندي.
وفشل رايكونن، بالرغم من تأديته التنافسية من أحراز لقب البطولة مع ماكلارين، نظراً للمشاكل التقنية التي عصفت به، لينتقل بعدها إلى فريق فيراري في عام 2007 مكان الألماني مايكل شوماخر ويحرز بطولته الأولى في الفورمولا واحد, وخلال موسمه الأول مع الفريق الأحمر خلال السباق الختامي في البطولة في البرازيل على حساب سائقي مكلارن لويس هاميلتون وفرناندو ألونسو.
ومع نهاية موسم 2009 قرر رايكونن الابتعاد عن الفورمولا واحد والمشاركة في بطولة العالم للراليات من دون تحقيق إنجاز يذكر، الأمر الذي دفعه للعودة إلى الفورمولا واحد وتوقيعه عقدا للقيادة موسمين مع فريق لوتس، أحرز رايكونن المركز الـ 17 في التجارب التأهيلية لسباق جائزة أستراليا الكبرى 2012 بعد خطأ قيادي، ولكنه تمكن من تعويض الفارق في السباق بعدما أحرز المركز السابع. أما في الجولة الثانية فتمكن من تحقيق المركز الخامس في التجارب التأهيلية، ولكنه أٌجبر على التراجع خمسة مراكز إلى الوراء جرّاء تغييره لعلبة التروس ليعوض الفوارق في السباق ويحرز المركز الخامس ويسجل أسرع لفة في السباق.
يعود الفرنسي رومان كروجون، على غرار زميله كيمي رايكونن إلى الفورمولا واحد من جديد في موسم 2012. يُعدّ كروجون من السائقين الموهبين بعدما حصل في بدايات مسيرته على منحة ودعم من «رينو». حصل كروجون على لقب بطولة الـ «جي.بي2» الآسيوية في عام 2008 كما حاز على لقب «المصرفيّ» من وسائل الإعلام البريطانية نظراً لجذوره السويسرية وقدرته على تخزين النقاط بعد السباقات، وبعد انضمامه إلى فريق رينو كسائق تجارب أتيحت له فرصة قيادة السيارة في منتصف موسم 2009 بعد التخلي عن خدمات نيلسون بيكيه الابن، ولكنه لم يتمكن من إثبات نفسه ليختفي بعدها عن رادار الفورمولا واحد، وفي عام 2010 أعاد كروجون تنظيم صفوفه وشارك في بطولة الـ«أوتو جي, بي» وعاد إلى بطولة الـ «جي,بي 2» الممهدة لسباقات الفورمولا واحد وليحرز اللقب بفارق كبير عن صاحب المركز الثاني. ومع تزايد ثقة الفرنسي بنفسه قرر فريق لوتس (رينو) سابقاً منحه فرصة ثانية لإثبات نفسه في موسم 2012 إلى جانب زميله الجديد رايكونن.