عربية ودولية
تظاهرات حاشدة في سوريا غداة وقف النار وسقوط خمسة قتلى برصاص قوات النظام
تاريخ النشر : السبت ١٤ أبريل ٢٠١٢
دمشق- الوكالات: خرج عشرات آلاف المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد إلى باحات وشوارع المدن والقرى أمس الجمعة غداة تطبيق وقف إطلاق النار الذي سجل خرقا تمثل باطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين مما تسبب بمقتل خمسة.
وقتل خمسة عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق التظاهرات، اثنان منهم في مدينة حماة، وآخر في مدينة سلقين في ريف ادلب، ورابع قرب مسجد في بلدة نوى في محافظة درعا، وخامس في داريا في ريف دمشق لم يكن يشارك في التظاهر، لكنه أصيب برصاص عشوائي اطلق لتفريق تظاهرة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن «التظاهرات كانت حاشدة اكثر بكثير من الاسابيع الماضية، وان عشرات الالوف خرجوا في مناطق عدة من درعا إلى دمشق وريفها، ومن بعض احياء مدينة حمص وقرى وبلدات في ريفها إلى حماة وريفها، ومن حلب ودير الزور إلى مناطق كردية عدة». وأشار إلى أن «العدد يعتبر ضخما في ظل الانتشار الامني الكثيف ووجود آلاف المعتقلين في السجون وتحييد بعض المناطق التي نزح سكانها خلال الاسابيع الماضية بسبب العمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام».
ووزع ناشطون على شبكة الانترنت أشرطة فيديو تظهر تجمعات حاشدة في مناطق عديدة، اكبرها في مدينة دوما في ريف دمشق وفي اللطامنة في ريف حماة، مع عشرات أسماء المدن والقرى والبلدات التي اختلطت فيها «اعلام الثورة» مع الهتافات الداعية إلى رحيل الاسد واللافتات المبتكرة.
واشار المرصد إلى «استمرار انتشار الحواجز العسكرية والامنية في المناطق من دون تسجيل أي انسحاب للقوات العسكرية من المناطق التي كانت فيها قبل سريان وقف النار». وتنص خطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان لحل الازمة السورية على سحب الآليات العسكرية من الشارع على أن يلي ذلك وقف لأعمال العنف من جانب كل الاطراف، والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام إلى سوريا، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث، والسماح بالتظاهر السلمي وبدء حوار حول مرحلة انتقالية.
واوضح احمد فوزي المتحدث باسم موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى سوريا كوفي عنان أمس الجمعة ان هذا الاخير يدعو إلى ضمان «وصول» مساعدات انسانية إلى اكثر من مليون شخص في سوريا. واشار إلى انه كان قد «أساء التعبير» في وقت سابق عندما تكلم عن «ممرات انسانية».
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيث بيرز ان المنظمة توزع مساعدات انسانية عبر الهلال الاحمر السوري منذ ديسمبر الماضي، مشيرة إلى انه تم الوصول إلى 106 آلاف خلال شهر مارس.
ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ السادسة من صباح الخميس (..,3 ت غ)، وتراجعت اعمال العنف منذ ذلك الوقت، رغم الخروقات.
واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» «مجموعات ارهابية مسلحة» باغتيال ضابط في الجيش السوري في حماة وجندي في حلب ومدنيين احدهما في حلب والآخر في محافظة ادلب. كما اشارت إلى إحباط محاولة تسلل نفذتها مجموعة ثالثة من الاراضي التركية.
وقالت الوكالة ان «المجموعات الارهابية المسلحة واصلت امس تصعيدها وعمليات القتل والتخريب».
ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاج شعبية، بل تتهم «مجموعات ارهابية» بتخريب البلاد واستهداف عناصر الامن والجيش والمدنيين والبنى التحتية.
وبث التلفزيون السوري الجمعة مقاطع مصورة لمناطق متعددة في البلاد لتؤكد الهدوء الذي تشهده بعد وقف اطلاق النار.
واعتبر خبراء وناشطون ان هذا اليوم يشكل اختبارا للنظام السوري حول مدى التزامه بخطة عنان. في باريس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الجمعة انه لا يثق في صدق نية بشار الاسد ولا في فرص نجاح وقف اطلاق النار. وقال «اعتقد انه من الضروري إرسال مراقبين أقله لنعلم ماذا يحصل».
في موسكو، نقلت وكالة انباء «نوفوستي» الروسية أمس الجمعة عن مصدر عسكري، ان روسيا قررت إبقاء سفن من اسطولها الحربي «بشكل دائم» قبالة الشواطئ السورية، من دون أن يكشف عن طبيعة المهمة المكلفة بها هذه القطع. وحالت روسيا والصين حتى الان دون صدور قرارين عن مجلس الامن يدينان النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية ضده، عبر استخدام حق الفيتو.