«ألعاب الجوع» يثير جدالاً واسعاً
 تاريخ النشر : الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
لا يزال فيلم «ألعاب الجوع» يشهد إقبالاً كثيفاً ويضاعف قيمة ايراداته التي بلغت في الأسبوع الأول من صدوره المئة مليون دولار. يُعزى هذا النجاح إلى المراهقين الذين ساعدوا على تحويل مسلسل المراهقين البائس بقلم سوزان كولينز إلى كتاب ناجح بيع منه أكثر من ١٢ مليون نسخة. قد يكون طفلك أحد أشد المعجبين بسلسلة الكتب «ألعاب الجوع» ، بينما أنت لا تنفكين تسألين نفسك: هل عليّ السماح له مشاهدة الفيلم المقتبس من الكتاب الذي تؤدي فيه الممثلة جينيفر لورانس دور مراهقة تجبرها حكومة بلادها السلطوية على القتال بعنف مباشرة على الهواء؟
الإجابة المختصرة عن هذا السؤال: يعتمد كل شيء على شخصية الطفل. لكن يعتبر الاختصاصيون أن معالجة الأطفال للنصوص تختلف عندما يشاهدونها مصوَّرة على الشاشة. وفقاً لأستاذ طب الأطفال في جامعة هارفرد الدكتور مايكل ريتش: «طرق المعالجة هذه مختلفة للغاية». يقوم فيلم «ألعاب الجوع» ، والمسلسل على حدّ سواء، على فكرة معيّنة. على غرار أنجح القصص الخيالية وأكثرها إبهاراً، يعالج الفيلم مسائل معقّدة مثل الطرق التي تساعد الإنسان على العيش في ظروف مخيفة. صحيح أنه يحتوي على كثير من مشاهد العنف والموت، إلا أن كولينز لم تخض في تفاصيل هذه المشاهد بل مرّت عليها مرور الكرام.
في هذا الإطار، قال ريتش: «يعرف الدماغ جيداً كيف يحمي نفسه. عندما يقرأ المرء كتاباً ما، تنتعش بصورة مستمرّة ذكرياته وأطر مراجعه وتجاربه. بتعبير آخر، تصوّرات الطفل وتخيّلاته رهن بحدود مخيّلته. لكن عندما يتحوّل الكتاب المكتوب إلى فيلم مرئي، تتحول هذه التخيّلات إلى صورة محدّدة تترجم تخيلات شخص آخر. فجأة، يجد الطفل أن الصورة التي رسمها في خياله عن الكتاب قد تضخّمت على إثر الصور الخيالية الحيوية والمتطوّرة التي يلجأ إليها مخرجو أفلام هوليوود».
في «ألعاب الجوع» ، تجد البطلة كاتنيس ايفيردين (١٦ عاماً) نفسها في «حلبة» حيث تضطرّ إلى مقاتلة (وربما قتل) ٢٣ مراهقاً آخر على أمل بالفوز والبقاء على قيد الحياة. لكن مع بدء اللعبة، تعاني البطلة شحاً في معدات يسرقها أحد خصومها.
أعرف عنه وعن الفيلم ما يكفي لتكوين بعض التحفظات عليهما». قرأ ابنها الكتاب العام الماضي في المدرسة وأحبّه «علماً أنه وجده سوداوياً وكئيباً أحياناً»… وقال إنه لا ينصح أخته في هذا العمر بمطالعته. فهي حساسة للغاية وقد شعر بأنها ستجد صعوبة في فهمه والفيلم. إنه لتصرّف حكيم صادر عن أخ حريص على أخته.
سُردت أحداث الكتب من وجهة نظر البطلة كاتنيس، ما يسمح للقارئ بالتغلغل إلى داخل عقلها والتعرّف إلى أفكارها ومخاوفها. في المقابل، لم يُستخدم في الفيلم التعليق الصوتي كي لا يكون المشاهد قادراً سوى على معرفة ما يجول في ذهن كاتنيس في لحظة معيّنة. ذكرت
حرص مخرج الفيلم غاري روس على البقاء وفياً لجوهر القصة، وقد قال: «صحيح أن الفيلم ينطوي على العنف إلا أنه لم يحد عن موضوعه الأساسي. لا أقدّم العنف لمجرّد تقديمه». هكذا، صُنّف الفيلم على أنه مخصص لمن هم فوق الثالثة عشرة من العمر ومتى قورن بسائر الأفلام الصادرة أخيراً، بدا شبيهاً بها ومتناغماً معها. مع ذلك، يعتبر ريتش أن على المرء أن يكون حذراً عند تفكيره بما إذا كان لهذه الأفلام تأثير على نمو الطفل النفسي.
.