عربية ودولية
جنوب السودان يؤكد صد هجوم للسودان على حقل هجليج النفطي
تاريخ النشر : الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
الخرطوم - (رويترز): قال جنوب السودان أمس السبت إنه صد محاولة للجيش السوداني لاستعادة منطقة هجليج المنتجة للنفط المتنازع عليها، مما يوسع من نطاق مواجهة قرّبت الجانبين من الدخول في حرب شاملة. وانتزعت قوات جنوب السودان السيطرة على حقل هجليج النفطي قرب الحدود يوم الثلاثاء مما أثار إدانة واسعة النطاق من القوى العالمية، وتعهدات بالرد من جانب الخرطوم. وقال الجيش السوداني في وقت متأخر مساء الجمعة إن قواته تتقدم صوب منطقة هجليج الحيوية للاقتصاد السوداني، حيث يوجد بها حقل ينتج نحو نصف إنتاجها النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا. وأبلغ بارنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في جنوب السودان رويترز «حاولوا مهاجمة مواقعنا على بُعد نحو 65 كيلومترا شمالي هجليج الليلة الماضية، إلا أنه تم احتواء الوضع... هجليج ما زالت تحت سيطرتنا». ولم يردّ المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد على هاتفه المحمول عندما اتصلت به رويترز أمس. وجعل القتال طرفي الحرب الأهلية السابقة أقرب إلى لعودة إلى صراع شامل من أي وقت مضى منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز، ووجه ضربة لاقتصاد السودان الضعيف بالفعل.
في غضون ذلك قال تجار عملة إن الجنيه السوداني سجل أدنى مستوى في السوق السوداء مع تدافع الناس على تحويل المدخرات إلى الدولار. وفقد السودان بالفعل ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط عندما انفصل الجنوب، مما رفع كلفة الواردات وأسعار المواد الغذائية.
وأوقف جنوب السودان إنتاجه من النفط بالكامل البالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني لعدم الاتفاق على حجم الأموال التي يجب أن يدفعها مقابل تصدير نفطه عبر خطوط أنابيب تمر بالسودان.
وتقول جوبا إنها لن تنسحب من هجليج إلا إذا انتشرت قوات للأمم المتحدة لمراقبة وقف لإطلاق النار.
وقضت الأزمة على الآمال بأن يتمكن البلدان من الوصول إلى اتفاق سريع بشأن القضايا المتعلقة بالانفصال عن طريق المحادثات التي توسط فيها الاتحاد الإفريقي. وانسحبت الخرطوم من المفاوضات بعد سيطرة الجنوب على هجليج. ومنذ تصويت الجنوب على الانفصال عن السودان العام الماضي، فشل الجانبان في حل قضايا من بينها ترسيم الحدود التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر، واقتسام الدَين الوطني، ووضع المواطنين في كل جانب. وفرّ حوالي 10 آلاف شخص من المعارك بين السودان وجنوب السودان في منطقة هجليج الحدودية بين نهاية مارس ومطلع إبريل، التي دارت قبل مواجهات الأسبوع الحالي، بحسب النشرة الأسبوعية للشؤون الإنسانية التي نشرتها الأمم المتحدة أمس السبت. وذكرت النشرة نقلا عن اللجنة السودانية للشؤون الإنسانية أن معظم هؤلاء المدنيين أتوا من قرىً محيطة بهذه المنطقة النفطية «وتوزعوا على مواقع مختلفة بما في ذلك مدينة هجليج ومناطق أخرى في الشمال».
وهذه الأرقام تغطي الفترة الممتدة من اندلاع أول المعارك في المنطقة نهاية مارس، وحتى الثامن من إبريل، أي يومين قبل الهجوم الجديد لجيش جنوب السودان على هذه المنطقة المتنازع عليها، الذي أدى إلى معارك أكثر ضراوة وإلى سيطرة دولة الجنوب على هجليج.
وإلى جانب ذلك أعلن المتحدث باسم السلطات المحلية في ولاية الوحدة الواقعة في دولة جنوب السودان، أن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب ستة آخرون بينهم امرأة في قصف شنته أمس السبت مقاتلة للقوات الجوية للخرطوم استهدف مدينة بنتيو عاصمة هذه الولاية المجاورة للحدود مع السودان. وقال المتحدث باسم السلطات المحلية في ولاية الوحدة جدعون قطفان إن قنبلة سقطت قرب سوق للسيارات على مقربة من جسر يبدو أن طيران الخرطوم كان يستهدفه. ويربط هذا الجسر بين بنتيو والطريق التي توصل إلى الحدود مع السودان على بعد نحو ستين كيلومترا إلى الشمال.
وأفاد مصور وكالة فرانس برس يوم السبت بأن نحو مائة جندي من القوات المسلحة السودانية من الذين أصيبوا في المعارك الأخيرة مع جنوب السودان في منطقة هجليج، يعالجون حاليا في مستشفى العاصمة السودانية العسكري. وجال مصور فرانس برس مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ووزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، خلال زيارتهما إلى المستشفى، موضحا أن الجرحى توزعوا على 16 غرفة بمعدل ستة أشخاص في الغرفة. ولم يقدم أي من طرفي النزاع أي حصيلة عن ضحايا المواجهات الأخيرة.