الرأي الثالث
الولاء للمهنة.. الولاء للإنسان
تاريخ النشر : الأحد ١٥ أبريل ٢٠١٢
محميد المحميد
}} أول السطر:
يبدو أن بعض العاملين في سلك الطب والتمريض بحاجة الى تذكيرهم بقسم المهنة الإنسانية الذي أقسموه ذات يوم، ونتمنى على جمعية الأطباء الحالية أن تدشن ميثاق شرف ملزما لمن يتشرف بالمهنة الإنسانية.
** الولاء للمهنة:
اختيار اسم «الولاء للمهنة» لمجموعة من الأطباء في الانتخابات التي جرت لجمعية الأطباء، هو اختيار موفق يعكس بصدق حاجة المهنة الإنسانية الى أطباء يكون ولاؤهم للمهنة وليس لأمر سياسي ولا لطائفة ولا لأي توجه، ولعل اختيار الاسم يأتي متلازما مع ما شهدته مهنة الطب من تجاوزات بعض المنتسبين اليها في الأحداث الماضية، ولربما كان اختيار الاسم أحد أسباب اكتساح الكتلة للانتخابات الأخيرة.
من حق أي طبيب أو معلم أو إعلامي أو أي منتسب الى جمعية مهنية في البلاد، بحرينيا كان أو أجنبيا، أن يشارك في عضوية الجمعيات المهنية، فهو عضو في الجسم المهني وله مطالب وحاجات وحقوق، ويدفع الاشتراك ويستقطع من راتبه جزء من المال بحسب القانون، بل يطبق عليه النظام واللوائح والإجراءات في أي قانون خاص بالمهنة، فلماذا نأخذ منه ونحرمه من الاشتراك في الجمعية التي تمثله وتعبر عنه؟ أليست هذه هي الديمقراطية ومبادئ الدولة المدنية، أم ان في الأمر أسبابا طائفية يخجل من ذكرها المعارضون ويتسترون بعبارات وكلام مرسل آخر..؟
لو قارنا ما حصل في انتخابات جمعية المحامين غير الشرعية وجمعية المعلمين السابقة مثلا لوجدنا أن الولاء للمهنة توارى وانحسر وصعد بدلا منه ولاء لأمور أخرى الى درجة التسييس مع خوف وهواجس كبيرة من المواطنين في التعامل مع شريحة من أصحاب المهن لأن ولاءهم ومواقفهم كانت محل العديد من التساؤلات والاستفسارات وحتى الشك والريبة.
يقول الدكتور فاروق الباز «الولاء صفة مرموقة تجسد أرقى صفات الإنسان التي تميزه عن باقي مخلوقات الله.. الولاء لشيء ما يساوي القسم له وتأكيده والالتزام بأصوله والشعور بالمسئولية تجاهه, وقد اختل في بلادنا مفهوم الولاء وانحصر في التبعية لشخص ما».. ولربما وجدنا في وطننا أن البعض من أصحاب المهن الإنسانية والخدماتية كان ولاؤهم لشخصية دينية أو تعليمات جماعة سياسية أكبر من ولائهم للمهنة وللوطن، وبذلك اختلطت المواقف السياسية والانتماءات المذهبية مع الدور الإنساني للمهنة.
كعادة أصحاب التأزيم والخاسرين في معارك الديمقراطية الحقيقية سيلجأون إلى آثار الغبار على أي تقدم وتطور حقيقي، تماما كما فعل علي سلمان بالأمس حينما رفض التعديلات الدستورية وأصرّ على المضيّ في غيّه وعدوانه وتكبره وتشدده في طريق العنف والتحريض والتصعيد.
الوطن سيمضي قدما نحو التطوير والتنمية والإصلاح وسيلحق بالركب بعد ذلك كل المتأخرين حينما يدركون أنهم فشلوا في كل المجالات والمؤسسات.. وتاريخ مملكة البحرين شاهد على ذلك.
}} آخر السطر:
في يناير الماضي كشفت وزارة الصحة ان هناك دراسة لتعديل بعض مواد القانون المتبع بمملكة البحرين رقم (7) لعام 1989م، والذي ينظم مهنة الطب بما يتناسب مع الوضع الحالي، للتأكد من سلامة الإجراءات التي تتناسب معها لتنظيم تصريح مزاولة المهنة، وللحفاظ على سلامة وصحة المرضى التي تأتي في المقام الأول.. فمتى سترى هذه الدراسة النور..؟؟