المال و الاقتصاد
بعد استيلاء جنوب السودان على حقل نفط رئيسي
أزمة دولارات تجتاح الخرطوم والجنيه يتجه الى الانهيار
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ أبريل ٢٠١٢
قال تجار عملة إن الجنيه السوداني سجل مستوى منخفضا تاريخيا في السوق السوداء مع تكالب الناس على تحويل المدخرات إلى الدولار تخوفا من تفاقم أزمة اقتصادية بعد استيلاء جنوب السودان على حقل نفط رئيسي.
ويعاني السودان أزمة اقتصادية منذ انفصال الجنوب في يوليو، حيث استحوذت الدولة الوليدة على ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط، في حين يجد المواطنون صعوبة في شراء العملة الصعبة بالقنوات القانونية. ودفع فقدان إيرادات النفط تكاليف الواردات للارتفاع وأجج تضخم أسعار الغذاء، بحسب وكالة رويترز.
وفي صدمة لكثير من السودانيين، استولى جيش جنوب السودان على حقل نفط هجليج يوم الثلاثاء، مع تصاعد القتال في المنطقة الحدودية غير المحصنة تحصينا جيدا. وقالت جوبا إنها صدت محاولة من جانب السودان لاستعادة هجليج. وقال تجار عملة إن الاستيلاء على الحقل دفع كثيرين إلى شراء الدولار تخوفا من تفاقم شح العملة الأجنبية إذا اضطرت الحكومة إلى استيراد مزيد من الوقود.
كان هجليج ينتج نحو نصف إمدادات النفط السودانية البالغة نحو 115 ألف برميل يوميا، لكن الإنتاج هناك توقف بسبب القتال بحسب ما ذكر مسؤولون.
وقال متعاملون إن سعر الدولار الأمريكي اليوم بلغ 6.1 جنيه سوداني في السوق السوداء، وهو مستوى تاريخي من الانخفاض لم يصله الجنيه السوداني منذ طرح للتداول في 2007.
وفي الأسبوع الماضي، كان سعر العملة الأمريكية 5.6 جنيه. واستقر سعر الصرف الرسمي من دون تغيير عند نحو ثلاثة جنيهات للدولار. وقال متعامل «لا توجد دولارات في السوق.. لا أحد في السوق سيبيعك دولارات».
وتعطي بعض البنوك مبالغ محدودة من العملة الصعبة بسعر الصرف الرسمي في حالات معينة مثل السفر أو للأغراض التجارية، لكنها عملية معقدة وطويلة. ولهذا، يعتمد سودانيون كثيرون ورجال أعمال على السوق السوداء لتدبير الدولارات.