الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


من الثورة المصرية إلى العرب القطرية..!

تاريخ النشر : الاثنين ١٦ أبريل ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



المجلس الأعلى للثورة المصرية أصدر بياناً يوم أمس الأول تبرأ فيه من «ثورة البحرين» وأعرب عن أسفه لتقديمه الدعم لها. وقال المنسق العام للمجلس الأعلى د. إيهاب عمار: «لقد ساءنا اكتشاف حقيقة ما يحدث في البحرين ونأسف لدعمنا هذا الحراك ونتراجع عنه». المسألة لا تقف عند هذا الحد، فالمتابع للرأي المصري على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أن الكثير من المصريين في ميدان التحرير يقولون إن البحرينيين الذين يأتون إلى هنا - أي إلى ميدان التحرير- كي يرابطوا دعماً للحراك في البحرين يشوب كلامهم وتصرفاتهم كثير من الغموض والريبة، ويتحدثون بنفس فيه طائفية.
الأمر ليس مستغرباً، بل كان متوقعاً، وحقيقة الأوضاع في البحرين آلت إلى الوضوح شيئاً فشيئاً. حتى مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا واحد قال: «إن مشكلة وسائل الإعلام أنها لا تعرف أي شيء عن حقيقة ما يحدث»، وكان يقصد حقيقة ما يحدث في البحرين. رئيس تحرير جريدة العرب القطرية أحمد الرميحي، قال في حوار صحفي أمس: «إن ما حدث في البحرين حركة تمرد مدفوعة من إيران لخدمة مصالحها»، وهو تصريح مهم وله دلالات واقعية وسياسية كبيرة. لست هنا في معرض سرد التصريحات وردود الأفعال التي تعكس إدراك الوضع في البحرين، غير ان ما حدث في العام الماضي كان من المتوقع أن يؤول مصيره إلى الانكشاف، رغم الهجمة الإعلامية المكثفة التي قادتها بعض الفضائيات، باختصار لأن أكثر من نصف شعب البحرين تم تهميشه في ذلك «الحراك» وكان يراد منه الصمت والقبول بواقع ما يحدث من محاولة لسرقة المشهد السياسي وفرض الأمر الواقع.
أدرك تماماً مدى الإحباط الذي يسببه انكشاف الواقع، بدليل أن سعيد الشهابي، مؤسس ما يسمى بـ«حركة أحرار البحرين»، كتب في موقعه على «تويتر» متهما بارني إيكلستون وجون ييتس- الأول مالك الفورمولا والثاني قائد شرطة ميتروبوليتان السابق- بأنهما الوجه الجديد لـ«هاندرسونز» في البحرين..! وراح يوزع الاتهامات شرقاً وغرباً فقط لأن العالم من حوله لا يوافقه، ولأن الواقع البحريني والحقائق على الأرض تعيقه عن تحقيق أحلامه وأحلام من يدعمه.
وفي أوج الأزمة، وفي غمرة الأحداث التي عصفت بالبحرين، كان استغلال الإعلام لصب الزيت على النار وتأليب المجتمع الدولي سهلاً جداًّ، ولأن التمرد الذي حدث لم يحقق أهدافه، فإنه من الطبيعي أن تتكشف الكثير من الأحداث بعد هدوء الآلة الإعلامية وانقشاع الهوس الموجه ضد البحرين.