الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


فريق ماكلارين وجد التوازن الصحيح مبكرا لطريق النجاح

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢



تأسس فريق ماكلارين المشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد في عام 1966 من قبل السائق النيوزيلندي الراحل بروس ماكلارين، وفي وقت مُبكر تمكنّ الفريق من إيجاد التوازن الصحيح لطريق النجاح ليحقق بالتالي بطولة العالم في سباقات الفورمولا واحد خلال موسمي 1974 و1976 مع البطلين البرازيلي إيمرسون فيتيبالدي والبريطاني جايمس هانت على التوالي، وتبع هذه الفترة من النجاحات والانتصارات، فترة من الهدوء في أورقة الفريق قبل أن يتولى رون دينيس دفة الأمور وينتج أول سيارة تم صنعها من الألياف الكاربونية: وهي سيارة الـ «ام.بي4».
وكتبت سيارات ماكلارين «ام.بي4» على مدى السنوات الـ30 الماضية تاريخاً من الابتكارات والألقاب مع شراكة «بورش» للمحركات والتعاون مع مجموعة تاغ السعودية - العربية. ولم يتوقف التاريخ المليء بالانتصارات هنا، بل أحرز الفريق لقب البطولة بين مواسم 1988 و1991 مع لجوئه إلى استخدام محركات هوندا ليعاود سلسلة الألقاب خلال موسمي 1998 و1999 مع محركات مرسيدس - بنز، ويُعتبر فريق فودافون ماكلارين مرسيدس من الفرق العريقة التي لا تزال تفرض حضورها القوي على شبكة الانطلاق وتحظى بحيز واسع من الانتشار في العالمين الغربي والعربي. ويأمل الفريق أن يصل إلى التركيبة الصحيحة ليحاول إحراز بطولة السائقين من جديد، وخصوصا أنّ عام 2008 شهد آخر لقب لفريق ماكلارين مع السائق البريطاني لويس هاميلتون.
ساعدت بطولة العالم الوحيدة التي أحرزها البريطاني جنسون باتون مع فريق «براون جي.بي» على انضمامه الى فريق ماكلارين، الذي عزّز شعبية سائقه بين جماهير الفورمولا واحد نظراً الى الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها في بريطانيا. بدأ جنسون باتون مسيرته الاحترافية في سباقات الفورمولا واحد مع فريق ويليامز قبل 12 عاماً حيث أظهر حينها تمتعه بالكثير من الحكمة أثناء خوضه السباقات خلال موسمه الأول على الساحة، قبل أن ينتقل إلى فريق رينو في موسم 2001 والذي كان مخيباً للآمال. وتساءلت بعض الجهات المعنية في البطولة عن قدرة باتون الحقيقية على إثبات نفسه وبالأخص خلف مقود سيارة غير قادرة على المنافسة، في حين اعتبر البعض أنّ موسمه الأول كان «لمحة» نهائية لما يستطيع أن يقدمه في المستقبل.
في عام 2003، قرر جنسون باتون الانتقال إلى فريق «بار» الذي كان يدور في فلك الكندي جاك فيلوف الذي أحرز لقب البطولة في موسم 1997. بعدها بسنة، أي في موسم 2004، تمكن باتون من الصعود لمنصة التتويج في 10 سباقات لينهي البطولة في المركز الرابع ضمن الترتيب النهائي لبطولة السائقين، وفي عام 2006 أحرز باتون فوزه الأول في سباق جائزة المجر الكبرى مع فريق «هوندا» الذي ابتاع كامل حصة «بار» في موسم 2005. ولكن مسيرة فريق «هوندا» لم تكتمل, بعدما قرر مجلس الإدارة الانسحاب من بطولة الفورمولا واحد مع نهاية موسم 2008 ليبادر روس برون إلى شراء الفريق والمنافسة في عام 2009 تحت مسمى «برون جي.بي» الذي أهدى باتون لقبه الوحيد حتى الآن.
وفي قرار فاجأ الجميع، أعلن جنسون باتون انضمامه الى صفوف فريق ماكلارين ليكون بذلك إلى جانب السائق «الأسمر» لويس هاميلتون. واستطاع باتون في موسمه الثاني (2011) التغلب على هاميلتون وإنهاء البطولة في المركز الثاني خلف سائق ريد بُل سيباستيان فيتيل، تجدر الإشارة إلى أنّ باتون بدأ موسمه 2012 بقوة, بعد أن أحرز الفوز في الجولة الأولى في سباق جائزة استراليا الكبرى، يُعد لويس هاميلتون من السائقين الذين توقع لهم النجاح الباهر على ساحة الفورمولا واحد، وهذا ما فعله بالضبط في خلال موسمه الأول مع فريق ماكلارين، وهو الذي انضم إلى برنامجه التطويريّ في سن الـ13 سنة.
وبالرغم من أن عمر لويس هاميلتون في سباقات الفورمولا واحد لا يتعدى العامين حيث إن بدايته الفعلية كانت في موسم 2006 فإنه نجح في وقت مبكر في كسب الأضواء من جميع المنافسين وكان قاب قوسين أو ادنى من انتزاع لقب بطولة العالم في عام 2007, أي في خلال أول مواسمه, لولا سوء الطالع الذي رافقه في الجولة الأخيرة التي استضافتها حلبة إنترلاغوس البرازيلية. وفي 2008 كاد التعثر أن يعود من جديد عبر جولة البرازيل... لكن هذه المرة ابتسم الحظ الحسن في وجه هاميلتون خلال اللفة الأخيرة, بعد أن تعثر سائق تويوتا تيمو غلوك ليحقق هاميلتون المركز الخامس ويتفوق على البرازيلي فيليبي ماسا بفارق نقطة واحدة، وتراجعت تأدية هاميلتون تدريجياً في الموسم الماضي لينهي ترتيب البطولة في المركز الخامس ضمن الترتيب النهائي لبطولة السائقين, وهي أدنى نتيجة حصل عليها منذ أن دخل معترك سباقات الفورمولا واحد. ولكن يبدو أنّ «الفهد الأسمر» أعاد البسمة إلى عشاقه ومحبيه في أول جولتين من موسم 2012 عبر إحرازه المركز الثالث في استراليا وماليزيا.