عربية ودولية
هجمات أفغانستان أسفرت عن سقوط 47 قتيلا بينهم 36 من مقاتلي طالبان
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢
كابول - (أ ف ب): انتهت سلسلة الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلو طالبان في كابول خصوصا، بعد 17 ساعة من المعارك التي ادت إلى سقوط 47 قتيلا بينهم 36 مهاجما وشكلت ضربة جديدة للحكومة الافغانية والاسرة الدولية. وإلى جانب مسلحي طالبان، قتل في هذه الهجمات الاعنف خلال عشر سنوات من الحرب في هذا البلد، ثمانية من عناصر قوات الامن وثلاثة مدنيين، بحسب آخر حصيلة اعدها وزير الداخلية باسم الله محمدي.
كما جرح حوالي اربعين من افراد قوات الامن و25 مدنيا، بحسب المصدر نفسه. وجاءت هذه الهجمات قبل اقل من شهر من قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في شيكاجو وتريد ان تحدد الدول الغربية خلالها إطار دعمها لكابول بعد انسحاب القوات الدولية المقاتلة المقرر في نهاية 2014. ويفترض ان تتولى القوات الافغانية مسؤولية الامن في خطوة يرى فيها خبراء مجازفة كبيرة.
وقد اشاد القائد الامريكي لقوات الاطلسي والسفير الامريكي في كابول «بالتقدم الواضح» في قدرة القوات الافغانية على ان تحل محل الجنود الاجانب، بعد حصيلة الضحايا المنخفضة نسبيا والقضاء على كل المهاجمين. لكن خبراء ودبلوماسيين غربيين قالوا ان حركة طالبان اكدت منذ بداية الهجوم ان مقاتليها يريدون الموت كما في معظم هجماتهم. وقد قتل عدد كبير منهم بعد تفجير ستراتهم المحشوة بالمتفجرات.
ورأى هؤلاء ان مهاجمة اهداف كبرى في وسط عاصمة تخضع لاجراءات امنية مشددة جدا يشكل نجاحا بحد ذاته. قد استهدفت ستة هجمات عل الاقل البرلمان ونائبا للرئيس الافغاني والقوة الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف) وسفارات غربية في العاصمة الافغانية فيما اراد الافغان تدشين «هجوم الربيع» به. واعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس الاثنين ان على الولايات المتحدة وباكستان وافغانستان اتخاذ «اجراء حازم» معا، لوضع حد لهجمات الارهابيين. وقال مسؤول امريكي يرافق كلينتون في زيارتها إلى البرازيل، ان وزيرة الخارجية الامريكية بحثت في الهجمات المنسقة التي حصلت في كابول يوم الاحد واعتبرت الاكبر منذ نحو عشر سنوات، مع وزير الخارجية الباكستاني هينا رباني خار «وشددت على مسؤوليتنا المشتركة في اتخاذ اجراء حازم - من قبل الولايات المتحدة وقوة ايساف افغانستان وباكستان- للوقوف في وجه الارهابيين والمتطرفين العنيفين والانتصار عليهم».
ومن جانبه قال الرئيس الافغاني حميد قرضاي أمس الاثنين ان الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلو طالبان في افغانستان وبشكل خاص كابول، تظهر فشلا في العمليات الاستخباراتية وخاصة من قبل قوات حلف الاطلسي. وقال قرضاي في بيان ان «اختراق الارهابيين لكابول وغيرها من الولايات هو اخفاق استخباراتي من جانبنا ومن جانب الحلف الاطلسي ويجب التحقيق فيه بشكل جدي».
وقال مارتن فان بيلجيرت من شبكة محللي افغانستان «ان تمكن طالبان من شن هجمات متزامنة ومعقدة يظهر مستوى عال من التطور في منع رصد تلك الهجمات.. وهذا ما يعني فشل في الاستخبارات». واضاف «لكن ومع ذلك فانه في مدينة كبيرة ومكتظة مثل كابول، يكون من الصعب وقف هذا النوع من الهجمات». قال متحدث باسم حركة طالبان أمس الاثنين ان المقاتلين الذين شنوا هجمات في مطلع الاسبوع في وسط كابول وأجزاء أخرى من أفغانستان تدربوا على العمليات التي سيقومون بها لشهرين حتى أنهم بنوا نماذج صغيرة لاهدافهم ووضعوا الاسلحة في أماكنها قبل الهجمات.