الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


طلائع المراقبين في سوريا في ظل تواصل خروقات وقف إطلاق النار

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: بدأ فريق المراقبين الدوليين أمس الاثنين مهمته في سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه يوم الخميس الماضي ويشهد سلسلة خروقات يومية تثير قلقا لدى المجتمع الدولي.
ولم تعرف تفاصيل عن تحركات الوفد أمس، باستثناء انه غادر الفندق الذي يقيم فيه في دمشق منذ الصباح الباكر. وكان المتحدث باسم الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان أوضح ان البعثة الصغيرة التي تضم ستة مراقبين ووصلت مساء يوم الأحد إلى سوريا هي برئاسة الضابط المغربي الكولونيل احمد حميش.
واوضح احمد فوزي أمس الاثنين ان مهمة المراقبين «ستبدأ بفتح مقر رئيسي لهم صباح اليوم، والاتصال بالحكومة السورية وقوات المعارضة لكي يفهم الطرفان بشكل كامل دور المراقبين الدوليين».
ونص قرار صدر يوم السبت عن مجلس الامن الدولي على إرسال بعثة من ثلاثين مراقبا إلى سوريا للإشراف على وقف اطلاق النار الهش.
ويفترض ان يكون هؤلاء مقدمة لأكثر من 250 مراقبا يتم إرسالهم لاحقا، الا ان ذلك سيحتاج إلى أسابيع عدة وإلى قرار جديد في مجلس الأمن.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري أمس الاثنين إلى توخي «أقصى قدر من ضبط النفس»، غداة تعبيره عن «قلقه الشديد» ازاء الوضع على الأرض في سوريا. وقال في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل إن «على السلطات السورية ابداء أكبر قدر من ضبط النفس»، مضيفا: «على قوى المعارضة ان تتعاون أيضا بشكل كامل» حتى يمكن تطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي عنان.
ويشهد وقف اطلاق النار خروقات عدة، أبرزها استئناف القصف من جانب قوات النظام على احياء حمص القديمة منذ يوم السبت، واطلاق النار على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، ما أسفر عن مقتل 59 شخصا حتى أمس، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تم خلال الأيام الماضية اعتقال عشرات الناشطين والعثور على جثامين عدد من الاشخاص قضوا تحت التعذيب.
وبلغ عدد قتلى الخروقات أمس الاثنين 13، بحسب المرصد السوري. فقد قتل ثلاثة أشخاص في قصف على حيّي الخالدية وجورة الشياح في حمص، كما قتل مواطن في القصير في ريف حمص جراء سقوط قذيفة هاون على منزله، وقتل ثلاثة مدنيين في اطلاق رصاص على سيارة كانت تقلهم من القوات النظامية السورية في مدينة حماة.
وتسببت اشتباكات بين قوات نظامية ومجموعات منشقة في مدينة ادلب في مقتل أربعة اشخاص. وقتل شاب في السادسة عشرة في اطلاق رصاص في حقل زراعي في بلدة خطاب في ادلب التي شهدت حملة اعتقالات أمس الاثنين. وفي درعا قتل مواطن برصاص القوات النظامية في مدينة انخل. كما وقعت اشتباكات امس ايضا في عربين في ريف دمشق.
واسفرت اعمال العنف في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس 2011 عن مقتل 11117 شخصا، هم 7972 مدنيا و3145 عسكريا من بينهم حوالي 600 منشق، بحسب المرصد السوري.
وأبدى حقوقيون قلقهم ازاء اعتقال السلطات السورية عددا كبيرا من الناشطين السلميين في سوريا خلال الأيام الأخيرة. وأدان مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني على صفحته في موقع «فيسبوك» الالكتروني استمرار اعتقال 42 شخصا كانوا أوقفوا خلال اعتصامهم أمام مجلس الشعب السوري في وسط العاصمة السورية يوم الخميس للمطالبة «بوقف القتل».
وأدان المركز «وحشية قوات الأمن تجاه المعتصمين السلميين»، مطالبا «بوقف القتل والاعتقال والارهاب واطلاق سراح المعتقلين جميعا».
وجاء في بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان امس الاثنين ان «جهاز ادارة المخابرات العامة السوري اعتقل مساء السبت الصحفية ماري عيسى وزوجها الطبيب جوزيف نخلة من منزلهما في جرمانا في ريف دمشق بسبب نشاطهما السلمي لدعم الحراك الثوري في سوريا». وطالب «بالافراج الفوري وغير المشروط عنهما»، معتبرا «اعتقالهما انتهاكا واضحا لمبادرة» عنان.
كما اعتقل جهاز امني في مطار دمشق الدولي لاعب كرة السلة سامح سرور في نهاية الأسبوع، بحسب ما أفاد بيان لـ«رابطة الرياضيين الأحرار». ووصل اللاعب من حلب.
وتقضي خطة عنان بوقف العنف من جميع الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة إنسانية إلى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين على خلفية الأحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
وخرجت أمس الاثنين تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في الركايا وكفر روما في محافظة ادلب، وبلدة الطيانة في دير الزور وابين في ريف حلب الغربي تعالت فيها هتافات «ساقط ساقط يا بشار».
وخرجت تظاهرات أيضا في كل من بلدتي الكتيبة والمليحة الغربية في محافظة درعا،واخرى في بلدة الهبيط في ادلب «تنديدا بالتخاذل العالمي ونصرة لحمص والمناطق المستهدفة». كما سجلت تظاهرة في بلدة اللطامنة في حماة هتف فيها المشاركون «يا الله ما النا غيرك يا الله».
وفي دوما في ريف دمشق، تحول تشييع طفل قتل برصاص عشوائي بينما كان في منزله، إلى تظاهرة حاشدة تهتف بإسقاط النظام مع حمل (اعلام الثورة).
في اسطنبول، أعلن ممثلون عن مجموعة عشائر سورية معارضة للنظام السوري انشاء مجلس عشائر يمثل «أكثر من 40% من عشائر سوريا»، بحسب ما افاد المجلس الوطني السوري المعارض.
وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني بسمة قضماني ان المجلس الجديد يمثل عشائر تنضوي تحت لواء المجلس الوطني وأخرى من خارجه.
وفي الدوحة، أعلن مصدر رسمي ان اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالازمة السورية ستعقد مساء اليوم الثلاثاء اجتماعا تبحث فيه التطورات في سوريا، وليس الاربعاء كما سبق ان أعلنت الجامعة العربية.
في جنيف، تحدثت لجنة التحقيق حول سوريا التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها معارضون خلال مواجهاتهم مع الجيش السوري. ونددت اللجنة بمواصلة القوات الحكومية السورية قصفها لمناطق سكنية، بحسب بيان نشر أمس الاثنين. وأشارت اللجنة إلى حصول «عمليات تصفية لجنود اسروا أثناء مواجهات مسلحة». وأعربت في الوقت نفسه عن الأمل في صمود وقف اطلاق النار وان «يسهم وقف أعمال العنف في خلق أجواء تؤدي إلى السلام والحوار الوطني».