الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

استسلام إرهابيي السفارة البحرينية بلندن
قطع البوليس البريطاني اتصالهما الهاتفي بمدبري العملية فارتبكا وقررا الاستسلام

تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢



علمت «أخبار الخليج» أن شلّ الهواتف التي كان يحملها الإرهابيان اللذان صعدا على سطح مبنى السفارة البحرينية في بريطانيا وقطع الاتصال عنهما نهائيا، كان وراء استسلامهما وتسليم أنفسهما إلى البوليس البريطاني قبل مضي 24 ساعة على حركتهما أمس.
كما أفاد المراسل الخاص لـ «أخبار الخليج» في لندن بأن البوليس البريطاني شعر بأن الإرهابيين لا يتوقفان عن الاتصال بمرؤوسيهم مدبري الحادث داخل بريطانيا وخارجها، فلجأوا إلى حيلة قطع الاتصال عنهما من خلال شبكة الموبايل البريطانية الرئيسية.. وعندئذ شعر الإرهابيان بالارتباك ولم يعرفا كيف يتصرفان وأحسَّا بقرب وقوعهما في قبضة رجال الأمن فقررا تسليم أنفسهما.. وهنا تم القبض عليهما واقتيادهما إلى مكان التوقيف مكبلين.
الجدير بالذكر أن أول خبر عن الحادث بثته قناة العالم التلفزيونية الإيرانية فور صعود الإرهابيين على سطح السفارة وحتى قبل أن يضعا لافتتيهما على المبنى. كما أكد مراسلنا الخاص أن المدعو سعيد الشهابي كان موجودا أمام السفارة حيث كان أحد الذين يوجهون الإرهابيين بواسطة الهاتف النقال باستمرار.
من ناحية أخرى أعربت وزارة الخارجية تقديرها للجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات البريطانية لإنهاء هذا الاعتداء الإرهابي على السفارة.. معربة عن أملها في قيام هذه السلطات بمراجعة ضوابط منح حق اللجوء السياسي بما يضمن عدم استغلاله باعتبار أن علي مشيمع وموسى ستراوي اللذين ارتكبا هذه الجريمة، من الحاصلين على حق اللجوء السياسي.
وقال السيد عبدالله عبداللطيف وكيل وزارة الخارجية لـ «أخبار الخليج» إن شدة برودة الجو وهطول الأمطار ساعدا أيضا في سرعة استسلام الإرهابيين.. مؤكدا أن البحرين ستتخذ جميع الإجراءات القانونية حيالهما والنظر في طلب تسليمهما إلى السلطات البحرينية.. كما تم الطلب من السلطات البريطانية تشديد الإجراءات الأمنية حول مبنى السفارة البحرينية.. حيث أصبح ذلك مطلبا بالنسبة إلى السفارات البحرينية في كل عواصم العالم.
(التفاصيل)
أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن خالص شكرها وتقديرها للجهود التي قامت بها السلطات المختصة في المملكة المتحدة من أجل انهاء الاعتداء الإرهابي على سفارة مملكة البحرين في لندن، ولسرعة التجاوب مع هذه الحادثة والتعامل معها، مثمنة في الوقت ذاته الجهود التي قام بها سفير المملكة المتحدة في المنامة ووزارة الخارجية البريطانية.
كما أعربت الخارجية عن أملها في أن تقوم السلطات البريطانية بمراعاة ضوابط منح حق اللجوء السياسي وعدم استغلاله من قبل أفراد يضرون بمصالح مملكة البحرين ومحاولة التأثير على السمعة الطيبة التي تتمتع بها مملكة البحرين في الخارج من خلال ذلك الغطاء وإساءة استخدام أحكام حق اللجوء السياسي ومساحة الحرية المتعارف عليها، في إشارة إلى أن مرتكبي الهجوم الإرهابي - وهما علي مشيمع وموسى سترواي - من البحرينيين الحاصلين على حق اللجوء السياسي في بريطانيا.
وأكد عبدالله عبداللطيف وكيل وزارة الخارجية البحرينية، في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في مبنى وزارة الخارجية أنه كان هناك تنسيق دائم ومستمر بين البحرين ولندن، منذ بداية الاعتداء حتى القبض على الإرهابيين مرتكبي الاعتداء، وإنزالهما مكبلين وتوقيفهما بعد ذلك من قبل الشرطة البريطانية، التي أجرت المفاوضات معهما ساعات من خلال مبنى مجاور.
وقال عبداللطيف لـ«أخبار الخليج» إن برودة الجو والأمطار ساعدتا على تقصير أمد الأزمة، وفي إجابة عن سؤال لنا حول إمكانية أن تطلب البحرين مرتكبي الحادث، لمحاكمتهما في البحرين باعتبارهما مواطنين بحرينيين، ولأن الاعتداء تم على السفارة البحرينية التي تعتبر أرضا بحرينية، قال: سنتخذ جميع الإجراءات القانونية، ونحن حريصون على أن تكون طلباتنا في إطار القانون، لأن البحرين دولة مؤسسات ودولة قانون.
وردا على سؤال حول التهم التي يمكن أن توجه إلى مرتكبي هذا الاعتداء الإرهابي، قال وكيل الخارجية إن الاتهامات غير معروفة لأن التحقيق لم يبدأ، لكن مجرد دخولهما مبنى سفارة هو جريمة، كما أن دخول المبنى المجاور أيضا مخالف للقانون، وبالنسبة إلينا فإن هذا عمل إرهابي، وسوف نتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاه المتسببين في هذا الحادث.
وقال: طلبنا من السلطات البريطانية تشديد الإجراءات الأمنية على السفارة البحرينية، التي تقع في منطقة بها ثماني سفارات، وهذا الأمر أصبح مطلبا ليس في لندن فقط بل في مختلف العواصم.
بيان الخارجية
وقالت الخارجية في بيان لها إنه في إطار الجهود والاتصالات الدبلوماسية التي قامت بها وزارة الخارجية وسفارة مملكة البحرين في لندن، والرامية إلى إخلاء سطح مبنى سفارة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة من الإرهابيين اللذين تسللا إلى مبنى السفارة وانتهكا حرمة حصانتها القانونية المتعارف عليها دولياً، قامت الشرطة البريطانية بالتعامل مع الإرهابيين اللذين تسللا إلى سطح المبنى من مبنى مجاور حيث تم إنزالهما، وجار التحقيق بغية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهما.
وفي هذا السياق تود وزارة الخارجية أن تعرب عن خالص شكرها وتقديرها للجهود التي قامت بها السلطات المختصة في المملكة المتحدة وسرعة التجاوب مع هذه الحادثة والتعامل معها، مثمنة في الوقت ذاته الجهود التي قام بها سفير المملكة المتحدة في المنامة ووزارة الخارجية البريطانية.
وقد باشرت السفارة في المملكة المتحدة برئاسة السفيرة أليس سمعان أعمالها المعتادة في السفارة بوجود أعضائها بشكل طبيعي من دون أية عراقيل برغم الظروف التي مرت بها أثناء ذلك الجرم الإرهابي الذي انتهك حرمة وحصانة مبنى السفارة، ومحاولة الإرهابيين التأثير على سير أعمالها.
وفي هذا الصدد وبناءً على ما تعرضت له سفارة مملكة البحرين في لندن من جرم إرهابي، تأمل وزارة خارجية مملكة البحرين أن تقوم السلطات البريطانية المختصة بمراعاة منح حق اللجوء السياسي وعدم استغلاله من قبل أفراد يضرون بمصالح مملكة البحرين ومحاولة التأثير على السمعة الطيبة التي تتمتع بها مملكة البحرين في الخارج من خلال ذلك الغطاء وإساءة استخدام أحكام حق اللجوء السياسي ومساحة الحرية المتعارف عليها، مؤكدة في ذات الوقت اتساق دستور مملكة البحرين بحق الرأي والتعبير عن طريق الوسائل المشروعة وليس من خلال الوسائل التي تخالف القانون الدولي المتعارف عليه، والإضرار بالمصالح المشتركة ما بين الدول.
وسوف تقوم الوزارة بمتابعة هذا الموضوع مع السلطات الأمنية والقضائية البريطانية أولاً بأول لمعرفة ملابساته وحيثياته، وإظهار ما يستجد بهذا الشأن بكل شفافية وموضوعية.