عربية ودولية
الخرطوم: كُلفة الصراع الشامل مع الجنوب لن تمنعنا من استعادة هجليج
تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ أبريل ٢٠١٢
جوبا - (ا ف ب): حذر جنوب السودان أمس الثلاثاء من انه مصمم على دحر اي هجوم على منطقة هجليج التي سيطر عليها عسكريا الاسبوع الماضي وحيث يوجد اكبر حقل نفط سوداني. وقال الكولونيل فيليب اجوير الناطق باسم جيش جنوب السودان «ان القوات السودانية اذا تقدمت نحو هجليج فان الجيش الشعبي لتحرير السودان (حركة التمرد سابقا) مستعد للرد عليها ودحرها» مؤكدا ان «الجيش الشعبي لتحرير السودان ينتظرها خارج هجليج».
وأضاف أن الوضع «ما زال هشا وشديد التوتر» على الحدود بين ولايتي الوحدة الجنوبية وجنوب كردفان السودانية، حيث تجددت المواجهات المسلحة بين الجيشين في نهاية مارس الماضي. غير ان الكولونيل لم يتحدث عن اي قصف جديد أمس الثلاثاء بل اكتفى بالتطرق إلى حريق ما زال يشتعل في حقل نفطي في ضاحية هجليج بعدما اندلع على حد قوله يوم الاثنين بسبب قصف الطيران السوداني.
ويتواجه السودان وجنوب السودان في المنطقة منذ نهاية مارس في اسوأ معارك منذ استقلال جنوب السودان في يوليو الماضي. وكانت قوات جوبا سيطرت لفترة قصيرة على هجليج نهاية مارس قبل ان تتمركز فيها بشكل دائم منذ الثلاثاء الماضي.
من جانبها حذرت الحكومة السودانية من انها ستدافع عن ولاية جنوب كردفان التي تقع فيها منطقة هجليج بكل الوسائل، بينما دفعت سيطرة الجنوب على هجليج بالبرلمان السوداني يوم الاثنين اعلان حكومة جنوب السودان «عدوا». وتقع هجليج التي تقول جوبا انها لن تنسحب منها طالما تحتل الخرطوم منطقة ابيي المتنازع عليها، في المناطق الحدودية التي يتنازع عليها البلدان بعد تسعة اشهر من استقلال الجنوب عن الشمال.
وقال السودان أمس الثلاثاء ان كُلفة الدخول في صراع شامل مع جنوب السودان لن تمنعه من استعادة السيطرة على حقل هيجليج النفطي المتنازع عليه وان حقول النفط المستغلة حديثا ستساعد في دعم اقتصاده الذي يواجه صعوبات.
وقال السفير السوداني لدى كينيا كمال اسماعيل سعيد «على الرغم من التكلفة المرتفعة للحرب وعلى الرغم من الدمار الذي يمكن ان تحدثه... فان خياراتنا محدودة للغاية. يمكننا تحمل بعض التضحيات حتى نتمكن من تحرير ارضنا». واردف قائلا للصحفيين في نيروبي «نعم (الكلفة) باهظة بالنسبة لنا لكن ذلك لن يعوقنا ولن يمنعنا من بذل كافة الجهود لتحرير ارضنا. «خضنا حربا بدون نفط لعدة سنوات وبقينا قادرين على تسيير امورنا... في واقع الامر... الانباء الجيدة هي اننا طورنا مصادر اخرى وحقولا نفطية وهو ما سيعوض خسائرنا فعليا». واصر سعيد على ان بامكان الخرطوم تحمل الصراع الاخير الذي رفع اسعار المواد الغذائية وخفض قيمة العملة بينما يحاول المسؤولون تعويض الخسارة المفاجئة في الايرادات. وقال إن الانتاج من الحقول الجديدة في غرب كردفان وفي دارفور وفي ولايتي النيل الابيض والنيل الازرق سيعوض معظم الخسائر من هيجليج. واضاف «اعتدنا انتاج 115 الف برميل يوميا قبل الهجوم وفقدنا نحو 40 الف برميل وسنحصل الآن على 30 الف برميل اخرى».
وتابع «امامهم خياران: اما ان ينسحبوا بسرعة جدا او ينسحبوا. سنحتفظ بحق استخدام جميع الوسائل المتاحة لطردهم من هناك وسنفعل ذلك...سيجري طردهم من هناك سريعا جدا».
في غضون ذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عن انزعاجه بشأن تقارير عن حشود ميليشيا في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها. ولم يذكر بيان الامم المتحدة تفاصيل عن الحشد الذي أشار اليه حول أبيي ولم يذكر من أين جاءت هذه التقارير لكنه وصفها بأنها تنتهك اتفاقية يونيو التي ذكر الجانبان فيها أنهما سيسحبان قواتهما من المنطقة.
وقال المتحدث باسم بان في البيان «يشعر الامين العام بالانزعاج بشأن التقارير التي تلقاها في مطلع هذا الاسبوع عن حشد مليشيات مسلحة في منطقة أبيي». وأضاف «يدعو الامين العام حكومة السودان إلى ضمان الانسحاب الكامل والفوري لتلك العناصر من المنطقة».