الربيع... يختال ضاحكاً
 تاريخ النشر : الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢
بقلم: فائزة المؤيد
ظلموك!.. أيها الربيع الجميل.. حينما أطلقوا اسمك على تلك الأحداث الدامية.. والسحب الداكنة!!.. وها أنت أيها الربيع قد عدت إلينا مختالاً مزهراً.. بنسماتك المنعشة وصفائك الجميل! ولكن أيامك قليلة فلا يلبث جمالك إلا أياماً وينقض عليك الصيف بأنيابه الحادة والقاسية.. وهكذا الزمن الجميل لا يدوم طويلاً.. فتلاحقه قسوة الأيام!! وهذه مسيرة الحياة منذ الأزل.. أما تلك المشاهد القاسية الملوثة بالدماء والعنف.. فهي أبعد ما تكون عن الربيع.. ولست أنسى تلك المشاهد القاسية التي لحقت بالقذافي حين قتله.. وإنني اعتبر تلك الوحشية والعنف والضرب والتعذيب قبل القتل وبعده أبعد ما تكون عن الإنسانية.. ولقد شاهدت تلك المناظر التي يدمى لها القلب أكثر من مرة على شاشات التلفزيون.. ولا يمكن أن تمحوها الأيام من مخيلتي.. وما لحق بالقذافي قبل القتل وبعده من تعذيب وتنكيل.. إنما يعد أقسى من العنف وأبشع من الانتقام! ولكن ماذا عسانا أن نقول وهذه الوحشية لا تتطابق مع الإنسانية والضمير والقيم.. فإن للميت حرمته واحترامه.. والانتقام يجب ألا يبتعد عن الرحمة والإنسانية.. وكفانا زهواً بالربيع.
.