الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أفق


إسقاطُ إمبراطورية موهومة

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢

عبدالله خليفة



المسألةُ ليست طائفية بل هي هل دكتاتورية أم ديمقراطية؟
يعتمد النظامُ الإيراني على تفخيخ المجتمعات وتسعيرِ نزعاتها الطائفية وتحويلها لسياسات تمزيقية.
إننا بؤرة مركزية لمؤامراته فلابد من القراءة العميقة الموضوعية للخصم وهزيمة مخططاته.
وهي مخططات يمكن هزيمتها بسياسات حكيمة وبالصبر السياسي وتعرية الأخطاء وتجاوزها، ولكن الفاشية الإيرانية الخاطفة لأجزاء من شعوبنا في إيران والعراق والبحرين ولبنان وسوريا واليمن، ستظلُ تُحرضُ وتهيّج وتُغلغلُ المشروعَ الظلامي الطائفي، فنرى عجز الدمى السياسيةِ الدينيةِ لها عن القدرة على نقد الذات والاعتراف البسيط بالأخطاء الجسيمة.
في محاولات المركز لتشكيل إمبراطورية فاشية إيرانية من خلال الدمى السياسية تتفجر المعارك الدامية وتعاني الشعوب وتكثر الضحايا.
لكن الرد الاستراتجي هو المهم، بتشكيل مجتمعات ديمقراطية لا تقوم على الهويات الطائفية، وهي مسألةٌ شديدةُ الصعوبة، كثيرةُ المزالق، خطِرة، ولكنها هي الصواب والطريق لشعوبنا للتخلص من الكابوس الدكتاتوري الإيراني.
وتبقى مسألة الإصلاحات وتطوير أحوال الجمهور الشعبي المادية والثقافية على رأس الأولويات، ومن خلال تصاعد دور القوى السياسية الليبرالية والديمقراطية والتقدمية، المعاونة في تشكيل أنظمة ديمقراطية وطنية تصدرُ القراراتُ والتحولات من داخلها.
هزيمة القوى المؤيدة لفاشية إيران تحتاج إلى صبر طويل وفرز عميق، والتفريق بين الجماهير الشعبية والقيادات المشبوهة التابعة، فتطوير حياة الناس وتصعيد دور البرلمانات، وتجميع القوى الديمقراطية الوطنية من داخل وخارج الأنظمة، هي مهمات جبهوية، ومهمات لمختلف القوى السياسية الإسلامية والمسيحية والماركسية والقومية، بحيث تُحاصر الدمى التابعة للفاشية الإيرانية وتُوضعُ في زوايا ضيقة، وتُسحب القوى الشعبية المخدوعة بها.
ولا يمكن أن يتم السحب عبر سياسات طائفية وشمولية وغير شعبية وغير وطنية، بل عبر سياسات توحيدية وطنية قومية إنسانية، وتغدو الدول والجماعات الموحدة نظيفة الأيدي شفافة في إجراءاتها ونضالها المشترك.
هذا يؤدي إلى توسع القوى المعارضة للفاشية الإيرانية ومشروعاتها التخريبية، وإلى مساعدة الشعوب الإيرانية على التخلص من نير الطغيان.
إن سياسة التوحيد صعبة في ظل صراعات طائفية، وبسبب عدم فهم من جماعات دينية وسياسية كثيرة لطبيعة المعركة التي تخوضها الشعوبُ الإسلامية ضد هذه الفاشية الإيرانية، وكأن المعركة في تصورهم الواهم السطحي ضد الشيعة، وقد كان تراث الشيعة ضد العنف والعدوان، وتكفي معركة الإمام الحسين لتدلل على السلمية والتضحية، ولكن نحن نواجه قوة ترفعُ صورةَ الحسين لتطبق عدوان هتلر، نحن نواجه قوة تزعم الانتماء إلى الإمام علي بن أبي طالب وهي تنتمي إلى الإقطاع وقوى الاستغلال المتخلفة في الأرياف وقد تحولت لرأسماليةِ دولةٍ عسكرية باذخة بمصاريف أدوات الدمار.
لم تدع لنا هذه القوة الباطشة بامتداداتها الأخطبوطية سوى أن نتكتل ضدها ونتوحد ونصارعها مستعينين بالقوى الشعبية والحلفاء في الشرق والغرب.
جمهورُنا الشعبي في كل الدول العربية والإسلامية هو قاعدتنا الأساسية، متوجهين على أن معركتنا هي ضد العسكرة المغامرة في إيران وتطرفها وليس ضد طائفة أو قومية أو ضد الشعب الإيراني الشقيق.
إن أي لغة طائفية مضادة هي مساعدة للعدو الفاشي.
إن أي لغات عدوانية وشوفينية هي تقوية للعدو ومشروعه لتفجير المنطقة وذبح البشر.
ولابد هنا من التحرك لتفعيل هذه القوى عبر المنظمات والمؤسسات والشخصيات في كل جانب ومسار.
لابد لنا من محاصرة الخصم وعزله ووضعه في زاويةٍ وتصعيد نضال الشعب الإيراني وجميع الشعوب لهزيمته.
إن أي تعاون من القوى الغربية والشرقية في هذا المجال التحولي السلمي هو مطلوب، عبر دوره في إضعاف الدكتاتورية الإيرانية، وبقاء دولة الشعب الإيراني ووحدة شعوبه وتطور نضاله وتقدمه.
إن أي مشروعات تُطرح وأي مغامرات من دون دور المعارضة الإيرانية ومن دون وجود أساس عربي إسلامي ديمقراطي ولأجل مشروعات الغرب وإسرائيل الخاصة هي مفاقمة الخطر وتفجير للمنطقة.
وهم سيقومون بذلك حين تتصاعد النضالات العربية الإسلامية ويحاولون قطف الثمار والهجوم على السوق الإيرانية.
الجبهة الديمقراطية العالمية ضد الفاشية الإيرانية تبدأ من مساندة الثورة في سوريا وهزيمتها للنظام الدكتاتوري العميل، وتحول العراق لنظام ديمقراطي وطني علماني.
وقيام الدول العربية المشرقية وخاصة بالتطور الديمقراطي في هذا المسار، وأي تلكؤ فإن الفاشية بالمرصاد لكل من يتخلف وستؤجج شعبه ضده.