الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


الهند تجري تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ بعيد المدى وعينها على الصين

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ أبريل ٢٠١٢



بوبانيسوار - (أ ف ب): أجرت الهند أمس الخميس تجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية ويستطيع ان يبلغ الصين ودولا غير آسيوية في تقدم كبير ينقل نيودلهي إلى عتبة النادي المغلق للدول التي تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات.
وأعلنت وكالة تطوير التقنيات العسكرية ان الصاروخ «اجني 5» الذي يبلغ مداه خمسة آلاف كيلومتر وينتمي إلى فئة الصواريخ البالستية «المتوسطة» (آي آر بي ام) اطلق عند الساعة 8:05 (2:35 تغ) من قاعدة في عرض البحر قبالة ولاية اوريسا (شرق). وقال الخبراء ان الصاروخ الذي يزن 50 طنا ويبلغ ارتفاعه 17 مترا، يمكن ان يصيب اهدافا في الصين وفي كل آسيا بالاضافة إلى بعض دول اوروبا. ووحدها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا) تملك حاليا صواريخ بالستية عابرة للقارات يتجاوز مداها الـ5500 كلم.
وهنأ رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج العلماء على اطلاق الصاروخ بنجاح, بينما اشاد وزير الدفاع ايه كي انتوني «بهذا النجاح الكبير» ووصف اطلاق الصاروخ بانه «تقدم كبير في برنامج الصواريخ الهندي»، كما قال الناطق باسمه.
من جهته، قال رئيس الوكالة في كا ساراسوات لشبكة التلفزيون الهندية «ان دي تي في» انه «حدث تاريخي يشرف بلادنا في مجال تكنولوجيا الصواريخ». وأضاف «نحن اليوم قوة لا تضاهيها اي قوة اخرى من معظم دول العالم».
وصرح خبير في المركز الهندي للدراسات حول القوة الجوية كابيل كاك بأن «الهند اثبتت قدرتها على انتاج صاروخ بالستي عابر للقارات (آي سي بي ام)». وكانت الوكالة التي صممت الصاروخ، تنوي اطلاقه مساء يوم الاربعاء لكن العملية ارجئت بسبب سوء الاحوال الجوية. وتشكل هذه العملية الناجحة تقدما كبيرا لثالث قوة اقتصادية في آسيا التي تطبق برنامجا واسعا لحيازة المعدات العسكرية من اجل تحديث جيشها والسعي إلى تعزيز وسائلها الدفاعية، وخصوصا في مواجهة الصين. والحدود بين هذين البلدين الآسيوين العملاقين اللذين تواجها في حرب خاطفة في عام 1962، محور مفاوضات ثنائية منذ الثمانينيات بينما ما زالت العلاقات الثنائية بينهما مشوبة بالحذر. واكتفت بكين التي تملك ترسانة عسكرية متقدمة بفارق كبير على الهند، بأخذ العلم بهذه التجربة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لي ويمين ان «الصين أخذت علما بالمعلومات المتعلقة باطلاق صاروخ هندي. الصين والهند بلدان كبيرا ناشئان. لسنا خصمين بل شريكين».
وصرح الناطق باسم الوكالة الهندية رافي جوبتا بأن هذا الصاروخ «يتمتع بتأثير رادع لتجنب الحروب ولم يتم تطويره ضد بلد محدد»، مؤكدا ان البرنامج «محض دفاعي». وتحمل اسم اجني الذي يعني النار باللغة السنسكريتية مجموعة من خمسة صواريخ طورتها الوكالة في إطار برنامج اطلق في عام 1983.
وطورت الهند الصاروخين اجني 1 و2 (حتى 2500 كلم) وعينها على باكستان لكن الصاروخين اجني 3 و4 (حتى 3500 كلم) صمما كوسيلتي ردع في مواجهة الصين. وتواجهت الهند وباكستان في ثلاث حروب منذ استقلالهما في عام 1947. وقال بورنيما سوبرامانيان من مركز التحليل لشؤون الدفاع «آي اتش اس جين» إن «اجني 5 يمكن ان يطول اهدافا في قلب الصين مما يسمح باستخدام الصواريخ الاقصر مدى ضد باكستان وجزء كبيرا من غرب الصين ووسطها وجنوبها».
أما شانون كايل الخبير في الاسلحة النووية في المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم، فيرى ان اجني 5 جزء من عملية تطوير «لتحسين مكانتها» في إطار تطلعات الهند إلى لعب دور متزايد على الساحة الدولية.